مصادر تكشف: الاستـ ـخـ ـبارات التركية تسعى لإبعـ ـاد العلويين عن الإدارة الذاتية والكورد
الهدف هو حشد العلويين في صفوف الدول التي تعمل لصالح أجندات تركيا

كشفت مصادر استـ ـخبـ ـاراتية في دمشق أن جهـ ـاز الاستخـ ـبـ ـارات التركي (MİT) يواصل محـ ـاولاته لتنـ ـفـ ـيذ حملة منـ ـظـ ـمة تهدف إلى إبـ ـعاد الطـ ـائـ ـفة العلوية عن دعم الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا، وكذلك تشـ ـويه صورة الكورد في نظر الأوساط العلوية، حيث تأتي هذه التحركات ضمن خطة طويلة المدى تسعى لإضـ ـعاف القـ ـوى الكوردية في المنطقة وتحقيق أجـ ـنـ ـدات سياسية لصالح تركيا.
مذكرة استخباراتية: التواصل مع شخصيات علوية
وبحسب المعلومات التي كشفت عنها المصادر الاستخباراتية، فإن جهاز الاستخبارات التركي قد أرسل مذكرة تقييم استخباراتي إلى الغرفة الأمنية المشتركة في دمشق، تتضمن اقتراحات للتواصل مع شخصيات علوية في مختلف مناطق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وتشير المذكرة إلى ضرورة إقامة حوارات مباشرة وغير مباشرة مع هذه الشخصيات بهدف إقناعهم بأن الكورد في سوريا والإدارة الذاتية يشتركون في التحالف مع المجموعات الجهادية وتنظيم داعش، وأنهم يستغلون العلويين في ذات الوقت للتحريض ضد سلطة دمشق.
الأحزاب والشخصيات المستهدفة
وأوضحت المصادر أن مَن تم اقتراح التواصل معهم من قبل الاستخبارات التركية هم كل من:
محمد إبراهيمي من حزب الأصالة والمعاصرة في المغرب.
محمد أبركان من حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المغربي.
محمد شفيق ابن كيران من حزب التجمع الوطني للأحرار المغربي.
إبراهيم اجنين من حزب العدالة والتنمية المغربي.
محمد العربي من لجنة الخارجية والدفاع في البرلمان المغربي وهو من حزب الأصالة والمعاصرة.
الحسين أزوكاغ عضو لجنة الداخلية في البرلمان عن حزب الاستقلال المغربي.
خولة الخرشي عضوة لجنة الخارجية والدفاع في البرلمان المغربي عن حزب الاستقلال المغربي.
الهدف من هذه التحركات
وبحسب المصادر، فإن الهدف الرئيسي من التواصل مع هذه الشخصيات خارج سوريا هو إقناعهم بأن الكورد والإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا يعملون بالتعاون مع التنظيمات الجهادية وأنهم يستغلون العلويين في سوريا ضد سلطة دمشق. الهدف من ذلك هو تحويل الرأي العام داخل الطائفة العلوية بعيداً عن دعم الإدارة الذاتية، وحشدهم في صفوف الدول التي تعمل لصالح أجندات تركيا.
استراتيجية تقسيم المجتمع السوري
وكشفت المصادر أن تركيا تحاول بناء “جبهة علوية” تحت نفوذها، تماماً كما فعلت مع بعض الطوائف والمكونات الأخرى في سوريا، مثلما حدث في حالة “ليث البلعوس” في المجتمع الدرزي. ومن خلال هذه الاستراتيجية، تسعى تركيا إلى ضرب المكونات السورية ببعضها البعض لمنع بناء نظام لامركزي في سوريا، وهي تتمنى أن يبقى النظام في سوريا مركزياً ضعيفاً وخاضعاً لإرادتها.
الهدف الجيوسياسي التركي
تركيا لا تهدف إلى حماية الطائفة العلوية أو دعم مصالحها، بل تسعى لاستخدامها كـ “واجهة داخلية” لخدمة مصالحها السياسية. الهدف التركي الأكبر هو تقويض مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا، والذي أصبح نموذجاً ديمقراطياً ومرجعية للأقليات في المنطقة. كما تسعى تركيا لإضعاف القوى الكوردية السياسية، التي تعتبرها تهديداً حقيقياً لنفوذها في المنطقة. هذا التحرك يأتي في سياق رغبة تركيا في إعاقة أي نموذج ديمقراطي بديل يمكن أن يشكل تهديداً لأجندتها في سوريا.
المخاوف التركية من النموذج الديمقراطي في سوريا
وتخشى تركيا من تصاعد النموذج الديمقراطي الذي يقدمه الكورد في شمال وشرق سوريا، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى تغيير جذري في التركيبة السياسية والاجتماعية في سوريا. وتستثمر تركيا هذه التكتيكات الاستخباراتية لإحداث الفتنة بين الأقليات المختلفة، كما تسعى لإعادة تشكيل الصورة العامة للصراع السوري بما يتناسب مع مصالحها.
وفي ضوء هذه المعلومات الاستخباراتية، يبدو أن تركيا تسعى بشدة لإجهاض أي محاولة لبناء نظام ديمقراطي في سوريا يخدم مصلحة جميع الطوائف والمكونات. وبينما تستمر محاولاتها لاستمالة العلويين من خلال التضليل والضغط السياسي.