الإدارة الذاتية تعيد عيد الأم السورية إلى تاريخه الحقيقي وتحتفل به في 13 أيار
ولكن لماذا ومتى تم تغيير تاريخ الاحتفال بعيد الأم في سوريا؟

قررت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا اليوم تعطيل كافة دوائرها ومؤسساتها الرسمية يوم الثلاثاء 13 أيار الجاري، بمناسبة عيد الأم.
جاء ذلك في متن تعميم صدر اليوم ونشر على مواقع الإدارة الذاتية أعلنت فيه تعطيل كافة الدوائر الرسمية التابعة للإدارة الذاتية يوم الثلاثاء المصادف 13.05.2025.
ويستند قرارا الإدارة الذاتية إلى تعميم صدر عام 2020 تحت رقم /18/ قررت فيه إعادة الاحتفال بعيد الأم إلى تاريخه الأساسي الذي يصادف 13 أيار من كل عام.
ولكن لماذا ومتى تم تغيير تاريخ الاحتفال بعيد الأم في سوريا؟
اعتمدت سوريا يوم 13 أيار يوماً للاحتفال بعيد الأم. وفق ما هو واضح ومدون على طابع بريدي يحمل تاريخ 13 أيار 1955، وعليه صورة أم وهي تحمل طفلها وكتب عليه (يوم الأم السورية)، تم إصداره في عهد هاشم الأتاسي خلال ولايته الثالثة للجهورية السورية.
إلا أن عيد الأم خضع لاعتبارات سياسية، وتم تحريف تاريخه ما يتماشى مع سياسات القمع والتهميش والإقصاء التي مارسها النظام البعثي بحق الشعب الكردي في سوريا بشكل خاص.
كان الاحتفال بعيد نوروز القومي الكردي ممنوعاً في سوريا على مدى عقود من الزمن، إلا أن هذا لم يمنع الكرد من الاحتفال بعيدهم. وفي مسعى إلى منع الاحتفال كانت سلطات الأمن البعثية تلاحق الطلاب والموظفين ممن يتغيبون عن الدوام في يوم 21 آذار. كما هددوا الموظفين بالفصل من العمل في حال الغياب عن الدوام في ذلك اليوم.
بتاريخ 21 آذار عام 1986 خرج الكرد في تظاهرة أمام القصر الجمهوري في دمشق للمطالبة بحقهم في الاحتفال بعيد نوروز وجعل هذا اليوم يوم عطلة رسمية. إلا قوات الأمن جابهت المتظاهرين بالرصاص الحي مما أدى إلى مقتل المواطن الكردي سليمان آدي.
وسعى النظام البعثي إلى تهدئة الشارع الكردي ولكن دون الاعتراف بعيد نوروز، لذلك أصدار الرئيس السوري السابق حافظ الأسد المرسوم رقم 104 عام 1988، وأقر يوم 21 آذار المصادف لعيد نوروز، يوم عطلة رسمية لكن ليس للاحتفال بنوروز إنما بعيد الأم.
إلا أن الإدارة الذاتية أعادت الاحتفال بعيد الأم إلى تاريخه الطبيعي منذ عام 2020 وأعلنته عطلة رسمية، فيما لم يصدر أي تعميم بخصوص تاريخ عيد الأم حتى الآن من قبل السلطات الجديدة في دمشق.