تحولات في المشهد بين سوريا وإسـ ـرائيل: الشرع يقترب من لقاء نتنياهو على هامش الأمم المتحدة

تشهد العلاقات السورية – الإسرائيلية تطوراً غير مسبوق منذ عقود، مع تسريبات إعلامية عن محادثات غير مباشرة بين الطرفين برعاية دولية، تزامناً مع تحضيرات لعقد لقاء محتمل بين الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، المقرر في سبتمبر/أيلول المقبل.
مؤشرات لحوار مباشر بين دمشق وتل أبيب
ووفق ما نقلته قناة “كان” العبرية عن مصدر سوري مطّلع، فإن دمشق “لا تستبعد” إمكانية عقد اللقاء، والذي من شأنه أن يشكل نقطة تحول في مسار العلاقات بين البلدين، لا سيما بعد توترات عسكرية متكررة في جنوب سوريا، ودخول القوات الإسرائيلية مراراً إلى مناطق في درعا والقنيطرة منذ أواخر عام 2024.
المصدر نفسه أكد أن الهدف من اللقاء المرتقب هو فتح قنوات حوار مباشر لتخفيف التصعيد على الحدود، في وقت تعمل فيه دمشق على “إعادة ضبط الوضع الأمني” في الجنوب، ووقف الهجمات الإسرائيلية المتكررة.
أجندة اللقاء: الانسحاب من الجنوب دون الجولان
وبحسب التسريبات، فإن دمشق ستطالب خلال المفاوضات بانسحاب إسرائيل من المواقع التي دخلتها بعد 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، ومن ضمنها قمة جبل الشيخ، في حين أُشير إلى أن مسألة الجولان المحتل لن تُطرح رسمياً في هذه المرحلة. وقال المصدر: “الملف شائك، والوقت لم يحن بعد لفتحه”.
الشرع: “لسنا في صراع مع إسرائيل”
وفي تصريحات سابقة له، قال الرئيس أحمد الشرع إن حكومته “لا تنوي خوض صراع مع إسرائيل”، بل تسعى لبناء الدولة السورية داخلياً، وتحقيق الاستقرار بعد سنوات من الحرب والانقسام.
وفي السياق نفسه، أكد الموفد الأمريكي إلى سوريا توم براك أن الشرع “لا يكره إسرائيل”، بل يسعى إلى تحقيق سلام إقليمي يشمل لبنان أيضاً، موضحاً أن اتفاقاً مماثلاً “ضروري لإعادة سوريا إلى الخارطة الدبلوماسية العالمية”.
إسرائيل: نرحّب بالتطبيع دون التنازل عن الجولان
من جهته، شدد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر على أن إسرائيل “مهتمة بتوسيع دائرة السلام”، مشيراً إلى أن الانفتاح على سوريا ولبنان يندرج ضمن استراتيجية توسيع اتفاقيات أبراهام، شرط الحفاظ على “الثوابت الأمنية”، وأبرزها السيادة الإسرائيلية على الجولان، والتي وصفها بـ”غير قابلة للتفاوض”.
ترامب: سوريا قد تنضم لاتفاقيات أبراهام
وفي تصريح أثار الانتباه، ألمح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال مقابلة مع قناة فوكس نيوز إلى أن سوريا قد تنضم إلى اتفاقيات أبراهام “في حال بقيت إيران خارج اللعبة”. وقال إن رفع العقوبات عن سوريا “كان رسالة إيجابية”، داعياً دمشق إلى “تغيير المسار”، مضيفاً أن الضغط الاقتصادي على طهران لا يزال “الورقة الأقوى في يد واشنطن”.
اتفاق سلام قبل نهاية 2025؟
ويرى مراقبون أن هذه التطورات تمهّد لإعلان اتفاق سلام تدريجي قبل نهاية العام الجاري، يشمل ضبط الحدود، وانسحابات عسكرية متبادلة، وتعاوناً استخباراتياً مشروطاً، في ظل رغبة متزايدة من الطرفين بالانتقال من المواجهة العسكرية إلى الدبلوماسية الهادئة، برعاية أمريكية – أوروبية.
ويبقى ما إذا كان اللقاء بين الشرع ونتنياهو في نيويورك سيحمل فعلاً نقلة نوعية في العلاقات أم سيبقى في إطار اللقاءات الرمزية، رهناً بالتطورات الميدانية في الجنوب، وبتفاعلات الملف الإيراني في المنطقة.