آلاف اللاجـ ـئين السوريين في لبنان راغبون في العودة إلى بلدهم

يشهد ملف اللاجـ ـئين السوريين في لبنان تحوّلاً ملموساً، إذ يعبر آلاف السوريين عن رغبتهم في العودة إلى بلدهم، وسط تسهيلات تقدمها السلـ ـطات اللبنانية وبرامج دعم مـ ـالية تقدمها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجـ ـئين والمنظمة الدولية للهجرة.

ورغم هذه التسهيلات، يعيش اللاجئون حالة من التردد بين العودة والبقاء، خصوصاً مع تزايد الضغوط على المقيمين في لبنان بعد قرار وقف الرعاية الصحية لهم اعتباراً من تشرين الأول المقبل، ما يفاقم الصعوبات المعيشية ويزيد من حدة الضغوط للمغادرة.

العودة الطوعية

وأطلقت المفوضية والمنظمة الدولية للهجرة في تموز الماضي برنامج العودة الطوعية، الذي يشمل شقين: العودة غير المنظمة، حيث يحصل اللاجئ على دعم مالي ويعود بالطريقة التي يراها مناسبة، والعودة المنظمة، التي تتضمن تأمين حافلات لنقل الراغبين ومساعدات نقدية للعائدين.

وأوضحت الناطقة باسم المفوضية، ليزا أبو خالد، أن 17 ألف لاجئ أبلغوا رغبتهم بالعودة منذ بداية تموز، في حين عاد 71 شخصاً فقط في المرحلة التجريبية، مؤكدة أن الأعداد سترتفع في الأسابيع المقبلة، وأن كثيرين يفضلون العودة دون انتظار الحافلات.

ويحصل كل لاجئ على مبلغ 100 دولار عند العودة، بينما تتلقى العائلات العائدة إلى سوريا 400 دولار أمريكي.

التحول الدولي والموقف اللبناني

ويُظهر الموقف الدولي تحوّلاً نحو تشجيع العودة، إذ اعتبر ممثل المفوضية في لبنان، إيفو فرايسن، أن العودة المنظمة المستدامة هي الحل الأمثل، وأن الدعم المالي يُعد خطوة كبيرة نحو تحقيق ذلك.

وعلى صعيد الإجراءات المحلية، أعلنت وزيرة الشؤون الاجتماعية، حنين السيد، إغلاق 162 ألف ملف للنازحين الذين غادروا لبنان، مع وجود 71 ألف طلب إضافي للعودة، مشيرة إلى تعاون الجانب السوري في ملف العودة.

وتخطط السلطات اللبنانية لإسقاط صفة «نازح» عن أي سوري مقيم في البلاد دون أسباب قانونية، والتشدد في تطبيق القوانين على من لا يحمل إقامة قانونية، مع إعفاءات محددة للراغبين بالمغادرة حتى 30 أيلول المقبل.

تأثير الأوضاع الأمنية

وتأثّر ملف العودة بالأحداث الأخيرة في الساحل السوري ومدينة السويداء، إذ تدفق أكثر من 100 ألف نازح جديد إلى لبنان، مما أدى إلى تردد بعض اللاجئين في العودة خشية عدم استقرار الأوضاع في سوريا، بينما يعتبر آخرون أن الظروف في لبنان ليست أفضل بكثير، مما دفعهم إلى مواصلة إجراءات العودة.

ويُقدّر عدد اللاجئين السوريين في لبنان حالياً بنحو 1.37 مليون شخص، مع توقعات بأن تتراوح أعداد العائدين في المرحلة الأولى بين 200 و300 ألف قبل انطلاق العام الدراسي المقبل.

مشاركة المقال عبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى