الشيخ مقصود والأشرفية… كفة الصراع لصالح المقاومة المشروعة والدعم الشعبي

تصاعدت الأوضاع مجدداً في حيي الشيخ مقصود والأشرفية بعد أن شددت قوات الحكومة المؤقتة الحصار على الحيين وأغلقت الطرق واستقدمت تعزيزات عسكرية. بينما يشير مراقبون إلى المطالب المشروعة لأهالي الحيين تجاربهم السابقة في مواجهة الحصار سترجح الكفة لصالحهم.

كما كان متوقعاً، أسفرت سلسلة الإجراءات التي اتخذتها قوات الحكومة المؤقتة إلى انفجار الأوضاع في حيي الشيخ مقصود والأشرفية، حيث خرج الأهالي في احتجاجات سلمية مناهضة للحصار وإغلاق الطرق التي تربط بين الحيين وباقي أحياء مدينة حلب.

الاحتجاجات تطورت إلى مواجهات بين المدنيين وقوى الأمن التي استخدمت العنف مما أدى إلى إصابة عدد من المدنيين بحسب مصادر من الحيين.

وفي تطور خطير تطورت الأوضاع إلى مواجهات مسلحة بين قوات الحكومة وقوى الأمن الداخلي في الحيين استخدمت فيه الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، مع ورود أنباء غير مؤكدة عن سقوط ضحايا.

 

من حصار الفصائل الموالية لتركيا، إلى حصار الفرقة الرابعة وصولاً إلى حصار الحكومة المؤقتة

يعتبر حيي الشيخ مقصود والأشرفية في مدينة حلب، واللذين يقطنهما غالبية كردية إلى جانب نسيج من باقي المكونات السورية، حالة ذات طبيعة خاصة طوال سنوات الأزمة السورية. فالحياة لم يخضعا خلال سنوات الأزمة لأية قوة عسكرية، سواء الفصائل أو النظام، ومؤخراً قوات الحكومة.

وشهد الحي خلال سنوات 2012 – 2016 مواجهات عنيفة ودامية بين أهالي الحي الذين نظموا قوات عسكرية للدفاع عن الحيين، والفصائل الموالية لتركيا، أسفرت عن تدمير أجزاء كبيرة من الحيين دون أن تتمكن الفصائل من السيطرة عليهما.

وبعد سيطرة قوات النظام السابق على حلب، فرضت الفرقة الرابعة التابعة لقوات النظام آنذاك حصاراً خانقاً على الأهالي. لتستكمل سلسلة الحصارات بالحصار الذي تفرضه قوات الحكومة السورية المؤقتة.

 

مصادر من الحي: تجارب السنوات الماضية أكسبت الأهالي قدرة كبيرة على المقاومة

وبحسب العديد من قاطني الحيين فإن تجارب سنوات طويلة من الحرب والحصار أكسبت الأهالي قدرة كبيرة على التأقلم والدفاع عن النفس وحماية حياتهم وأملاكهم.

وظهر هذا التأقلم والقدرة عن المقاومة من خلال بناء تشكيلات أمنية تعمل حماية الحيين من أي اعتداءات خارجية.
بالإضافة إلى تطوير أشكال مبتكرة من التنظيم الاجتماعي تسميح للناس بالتعاون والتشارك سواء في دعم القوات الأمنية أو تأمين وسائل الحياة الضرورية، ووسائل وسبل الحماية من القصف.

مشاركة جميع مكونات الحي يمنح شرعية أقوى للمقاومة

مصدر من داخل المجلس العام لحيي الشيخ مقصود والأشرفية أكد أن المشاركة المتساوية لجميع مكونات الحيين في مختلف المؤسسات الإدارية والخدمية والأمنية، يضفي الشرعية على صمود الأهالي. وأورد مثالاً على ذلك أن المجلس العام للحيين يضم أعضاء من الكرد والعرب والتركمان والمسيحيين والمسلمين والإيزيديين. الأمر الذي يجعل من حالة حيي الشيخ مقصود حالة دفاع مشروع عن حق الحياة بعيداً عن أي توجهات طائفية أو عرقية.

دعم شعبي متزايد

صمود أهالي حيي الشيخ مقصود والأشرفية خلال سنوات الأزمة الطويلة أكسب هذه المقاومة الشرعية، كما اكسبها دعماً شعبياً كبيراً من مختلف المناطق السورية، وبشكل خاص مناطق شمال وشرق سوريا.

وظهر هذا الأمر بوضوح خلال التظاهرات والاحتجاجات والمسيرات الليلة التي اجتاحت مدن شمال وشرق سوريا ليلة أمس لدعم ومساندة أهالي الحي.

 

 

مشاركة المقال عبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى