نقل عكسي للمـ ـرتـ ـزقة من ليبيا إلى سوريا.. تركيا تعود إلى ورقتها الرابحة

مع ازدياد المشهد السوري تعقيداً، سياسياً وعسكريا، تتعدد مسارات الحل، وكذلك تتعدد المشاريع والمخططات الإقليمية الدولية الخاصة بسوريا.

بعد سقوط النظام البعثي، تغيرت بشكل كبير خارطة النفوذ العسكرية والسياسية في سوريا بشكل كبير، خاصة بعد تراجع النفوذ الروسي والإيراني، ودخول إسرائيل على خط توجيه مسار المستقبل في البلاد، وكذلك دخول كل الولايات المتحدة الأمريكية فرنسا ودول إقليمية بقوة أكبر على عدة مستويات سياسية وعسكرية واقتصادية.

في ظل هذه الأوضاع يبرز مجدداً الدور التركي، خاصة أن الحكومة المؤقتة فتحت باب التدخل العسكري على مصراعيه أمام تركيا عبر اتفاقيات تتضمن تأهيل وتدريب وتسليح الجيش السوري.

تركيا موجودة بقوة في قلب دمشق

لا يخفى على أحد الدور التركي الخفي والعلني إلى جانب قوى دولية أخرى في صعود هيئة تحرير الشام الموالية لتركيا إلى السلطة في سوريا. وتحدثت تقارير إعلامية عن وجود استخباراتي تركي في قلب دمشق وفي القصر الرئاسي السوري للتحكم بالقرارات المتعلقة بمسار الأحداث في سوريا.

تركيا تعين الضباط الجدد في الجيش

من المعروف إن معظم الفصائل التي تشكل منها الجيش السوري إلى فصائل موالية لتركيا ولا يزال قادة هذه الفصائل يحتفظون بالولاء للدولة التركية وسياساتها من  خلال الدعم المالي والعسكري.

وكشفت مصادر أن تعيينات الضباط في الجيش السوري هي من حصة تركيا، وهي التي تحدد ضباط وقادة الفرق والألوية من قادة الفصائل الموالين لها.

يضاف إليها احتفاظ تركيا بنقاطها العسكرية المنتشرة في شمال غرب سوريا.

 

المرتزقة السوريين… ورقة تركيا الرابحة

ومع ظهور بوادر فشل الجيش السوري في فرض الأمن والاستقرار وتورطه في مجازر ضد السوريين في مناطق الساحل السوري والسويداء، اضطرت الحكومة المؤقتة إلى مراجعة بعض توجهاتها وبشكل خاص محاولة إعادة الدور الروسي في الساحل السوري، وكذلك ملئ الفراغ الإيراني في مناطق دير الزور.

أمام هذا التطور  تحدثت مصادر عن مساعي تركيا لتعزيز نفـ ـوذ عـ ـسـ ـكري غير مباشر، من خلال نقـ ـل المـ ـرتـ ـزقة الذين سبق أن أرسلتهم تركيا إلى ليبيا والصومال، ونشرهم في مناطق الساحل والسويداء ودير الزور، لتعزيز نفـ ـوذها في مواجهة النفـ ـوذ الروسي والإسرائيلي.

نقل المرتزقة بدأ فعلياً قبل نحو شهرين

ورغم الضغوطات الإقليمية والعالمية على تركيا لسحب المرتزقة من ليبيا والصومال، إلى السلطات التركية كانت تماطل في الموضوع.

ومع بروز حاجة تركيا إلى المرتزقة في سوريا، بدأت أولى عمليات سحب المرتزقة من ليبيا فعلياً في شهر تموز، حيث شرعت تركيا في سحب المرتزقة السوريين من قاعدة الوطية الجوية في غرب ليبيا.

11 ألف مرتزق سوري موجودون في ليبيا

بدأ الوجود السوري في ليبيا منذ عام 2019، عندما أرسلت تركيا آلاف المقاتلين السوريين لدعم حكومة الوفاق الوطني في مواجهة قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.

وفقاً للوثائق التي كشفت عنها تقارير سابقة، وصل عدد المرتزقة السوريين في ليبيا إلى حوالي 11 ألف مقاتل، ينتمون إلى فصائل مختلفة ضمن ما يُسمى بـ”الجيش الوطني السوري” الموالي لأنقرة.

تضمنت هذه القوات عناصر من “لواء السلطان مراد” و”فرقة الحمزة” و”فيلق المجد” وفصائل أخرى، والتي كانت مكلفة بحماية الحكومة الليبية الشرعية ومنطقة طرابلس من التهديدات العسكرية.

كانت قاعدة الوطية الجوية في غرب ليبيا تمثل أحد أهم المعاقل العسكرية لهذه القوات، حيث شكلت نقطة استراتيجية مهمة في الصراع الليبي.

 

مشاركة المقال عبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى