عفرين… تضييق على السكان وخطف وابتزاز العائدين
المستوطنون خلّفوا منازل خالية من أي مقومات للسكن

رغم جميع المزاعم والادعاءات وكذلك الوعود التي أطلقتها السلطات الجديدة في سوريا، فيما يخص بسط الأمن والاستقرار في عفرين، بما يضمن إيقاف الانتهاكات التي يتعرض لها السكان الأصليون. إلا أن الفصائل الموالية لتركيا والتابعة لقوات الحكومة السورية وكذلك المستوطنين يواصلون انتهاكاتهم بحق الأهالي.
عمليات خطف وابتزاز وطلب فدى مالية
ورغم إزالة معظم نقاط تفتيش التابعة لفصائل الجيش الوطني السوري، فإن تقارير حقوقية في عفرين أكدت إن الفصائل لا تزال تعمل انطلاقاً من قواعدها السابقة وترتكب المخالفات والانتهاكات بحق الأهالي.
تقارير حقوقية بما فيها تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش ذكرت نقلاً عن سكان محليين في عفرين إن فصائل الجيش الوطني، وبشكل خاص فصيل “فرقة السلطان سليمان شاه” تواصل انتهاكاتها، وتفرض ضرائب على مزارعي الزيتون وغرامات على العائلات العائدة تتراوح بين ألفَيْ و5 آلاف دولار أمريكي.
وشهدت المنطقة موجة جديدة من الانتهاكات الممنهجة التي ترتكبها الفصائل المسلحة، حيث عادت هذه الفصائل خلال شهر حزيران 2025 إلى نصب حواجز دائمة ومؤقتة في قرى وبلدات المنطقة، مثل راجو، جنديرس، معبطلي وبلبل، بحجة “ضبط الأمن”، لكنها عمليًا تمارس حملات تفتيش عشوائية وخطف واستفزازات يومية بحق السكان الكورد، بحسب منظمات حقوقية.
وقد وثّقت منظمات حقوقية محلية ودولية اختطاف أكثر من 21 مواطنًا كورديًا خلال شهر حزيران فقط، بعضهم من كبار السن والشباب. وأشارت شهادات متقاطعة إلى تعرّض غالبية المختطفين للتعذيب الجسدي والإهانة اللفظية في مقار الاحتجاز، وطلب فديات مالية للإفراج عنهم.
غرامات مالية على العائدين إلى ديارهم
وتطال الانتهاكات بشكل كبير أهالي عفرين الذين يعودون إلى ديارهم بعد خروج أعداد من المستوطنين من المنازل التي استولوا عليها، إلى الفصائل تفرض مبالغ كبيرة على العائدين مقابل السماح لهم بالعودة إلى منازلهم، هذا في حال لم يتم اعتقاله أو إخفائه بحجج واهية، كما حديث مع عدد من الأهالي العائدين إلى عفرين، وفق تقرير لـ “رايتس ووتش” جاء فيه “احتجز المقاتلون تسعة من السكان، وطالبوا كلا منهم بما يصل إلى 3,800 دولار أمريكي لإطلاق سراحهم”.
المستوطنون خلّفوا منازل خالية من أي مقومات للسكن
بالتزامن مع بدء مغادرة بعض المستوطنين لمنطقة عفرين وبلداتها، رُصدت منظمات حقوقية عمليات نهب ممنهجة لمحتويات المنازل التي استولوا عليها خلال السنوات السبع الماضية. ووفقًا لشهادات محلية، فإن المستوطنين قاموا بسرقة الأبواب والنوافذ، والكابلات والأشرطة الكهربائية، وأحجار الرخام، قطع الأثاث، والمعدات الزراعية، ولم يتركوا خلفهم سوى منازل خالية من أي مقومات للسكن.
ويضطر السكان إلى حراسة منازلهم وبساتينهم خوفاً من السرقة، كما حدث قبل أيام حين فقد شاب حياته على يد مستوطنين أثناء حراسته ألواح طاقة شمسية في بستانه.
الاستيلاء على المحاصيل الزراعية
إلى جانب ذلك، تزايدت عمليات النهب المنظم التي طالت بساتين الزيتون والكروم، لا سيما في محيط قرى شيتكا، كوران، وبرج عبدالو، حيث تم تجريف مساحات واسعة من الأراضي، وسرقة محصول الكرز والزيتون بشكل علني، وبتواطؤ عناصر محسوبة على فصائل “السلطان مراد” و”الحمزات”.
كما جرى توثيق اقتحام عشرات المحال التجارية والمنازل، وسرقة محتوياتها بالكامل، مع تهديد الأهالي في حال تقديم شكوى أو نشر الواقعة.