تـ ـوغـ ـلات إسـ ـرائيـ ـلية وتصـ ـعيد ميـ ـداني واستهـ ـداف 812 مـ ـوقـ ـعاً منذ سقـ ـوط النـ ـظام السابق
أكثر من 500 غارة جوية خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة من عام 2024 وحده

تتواصل التحـ ـركـ ـات العسـ ـكـ ـرية الإسـ ـرائيـ ـلية داخل الأراضي السورية في ظل تصـ ـاعد التـ ـوتـ ـر جنوب البلاد، وتحديداً في القنيطرة، التي باتت تشهـ ـد واحدة من أكثر الفترات تـ ـوتـ ـراً منذ سقـ ـوط نظـ ـام بشـ ـار الأسـ ـد قبل ستة أشهر.
توغل بري ورفع العلم الإسرائيلي
وفي تطور لافت، توغلت قوات إسرائيلية خلال الساعات الماضية داخل بلدة الصمدانية الشرقية بريف القنيطرة الأوسط، ووصلت إلى تل كروم جبا، حيث أقامت القوات حاجزاً على الطريق الواصل بين الصمدانية وبلدة العجرف، دون تسجيل عمليات تفتيش أو احتكاك مباشر مع السكان، لكن وسط استياء شعبي واسع من تكرار مثل هذه الخروقات التي يعتبرها الأهالي انتهاكاً مباشراً للسيادة الوطنية.
وفي مشهد مثير، رُفع العلم الإسرائيلي فوق تل أحمر شرقي، في خطوة رأى فيها مراقبون تحدياً سياسياً متعمداً. ووفق ما أفاده المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد رافق عملية رفع العلم استقدام تعزيزات عسكرية إسرائيلية شملت آليات مدرعة ومعدات مراقبة، وسط استنفار ملحوظ في محيط الموقع.
تحركات ميدانية أخرى وقطع طرقات
إلى الجنوب من المنطقة، أقدمت قوة إسرائيلية على قطع الطريق الواصل بين قريتي كودنة والأصبح عبر إقامة ساتر ترابي مؤقت، قبل أن تنسحب لاحقاً. وتأتي هذه التحركات ضمن سلسلة من التحركات التكتيكية التي باتت تتكرر بشكل يومي على طول خطوط التماس مع الجولان السوري المحتل.
تجريف للغطاء الحراجي وتدمير بيئي
وفي موازاة ذلك، استأنفت القوات الإسرائيلية عمليات التجريف البيئي واسعة النطاق في منطقة حراج الشحار قرب بلدة جباتا الخشب شمال القنيطرة، مستخدمة جرافات وآليات ثقيلة طالت حتى الآن ما لا يقل عن 500 دونم من أراضي الصنوبر الكثيف.
ووفق المرصد السوري، فإن الأعمال تتركز على المناطق القريبة من خط وقف إطلاق النار، في مؤشر واضح على محاولة توسيع الرقعة الأمنية العازلة.
تصاعد الهجمات الإسرائيلية منذ سقوط النظام
ومنذ سقوط نظام بشار الأسد، دخلت الساحة السورية مرحلة تحولات عسكرية وسياسية جديدة، أبرز ملامحها تصاعد غير مسبوق في الهجمات الجوية والصاروخية الإسرائيلية ضد مواقع عسكرية ومستودعات سلاح، كانت تستخدم سابقاً من قبل القوات الإيرانية وميليشيا “حزب الله” اللبناني.
وفي هذا السياق، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان، هذه الضربات وتداعياتها على البنية العسكرية والمدنية في البلاد، مؤكداً غياب أي رد فعل فعّال من الجانب السوري، مع تنامي الهشاشة الأمنية وانكشاف الجغرافيا السورية.
حصيلة الاستهدافات الإسرائيلية منذ سقوط النظام:
271 استهدافاً إسرائيلياً منذ سقوط النظام، منها:
261 غارة جوية
10 ضربات برية
استهدفت الضربات 812 موقعاً عسكرياً وأمنياً (مستودعات، مراكز، مقرات، آليات).
الخسائر البشرية المؤكدة
36 قتيلاً، بينهم:
9 من وزارة الدفاع وإدارة العمليات العسكرية (وإصابة 21 آخرين).
3 مجهولي الهوية (بينهم 2 من الجنسية اللبنانية).
15 مدنياً (وإصابة 3 بجروح).
9 مدنيين ممن “حملوا السلاح”.
توزيع الضربات جغرافياً
دمشق وريفها: 56 ضربة (استشهاد مدنيين، و3 مجهولين بينهم لبنانيون).
درعا: 40 ضربة (4 مدنيين، 1 عسكري).
ريف القنيطرة: 17 ضربة (1 مدني، 2 عسكريين).
ريف حمص: 28 ضربة، منها 2 على معابر غير شرعية مع لبنان.
حلب: 7 ضربات.
طرطوس: 28 ضربة.
اللاذقية: 23 ضربة (1 مدني).
السويداء: 19 ضربة.
حماة: 15 ضربة (مقتل 4 من إدارة العمليات).
دير الزور: 22 ضربة.
الحسكة: 6 ضربات.
الرقة: 3 ضربات.
الضربات البرية
5 ضربات في ريف درعا: أسفرت عن مقتل 16 مدنياً ممن حملوا السلاح.
1 بريف دمشق.
4 ضربات في ريف القنيطرة.
وأشار المرصد إلى أن إسرائيل قد تستهدف في الهجوم الواحد أكثر من محافظة، ما يفسر الفرق بين عدد الضربات وعدد المواقع المستهدفة، حيث سجلت أكثر من 500 غارة جوية خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة من عام 2024 وحده.
دعوة إلى تحرك دولي
وجدد المرصد السوري لحقوق الإنسان دعوته إلى المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته، والعمل على ضبط الانفلات العسكري ووقف استخدام الأراضي السورية كساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية، في ظل غياب أي جهة سيادية فاعلة قادرة على حماية الحدود أو فرض سيادة القانون.