الأخبار تركيا سوريا شمال وشرق سوريا

محور أستانة يواصل زعزعة استقرار دير الزور بهدف تفكيك التلاحم العشائري مع قسد

بعد جولة أستانة التي عُقدت في الـ20 من حزيران الماضي بين موسكو وطهران وأنقرة ودمشق ظهر جليّاً في البنود العريضة للاجتماع الاتفاق مجدداً على وضع مناطق شمال وشرق سوريا – الإدارة الذاتية – في مرمى الاستهداف وذلك بعد محاولات كثيرة حصلت ولكنها باءت في الفشل.

ما تم الاتفاق عليه في أستانة بدأت بوادره تظهر في دير الزور وذلك بعد أن أطلقت قوات سوريا الديمقراطية عملية “تعزيز الأمن” في ريف دير الزور في الـ 27 من أغسطس / آب الفائت، لتسارع هذه الأطراف إلى استغلال العملية الأمنية عن هدفها الرئيسي وإظهار أنها حرب كوردية عربية، وذلك من أجل تشويه صورة قوات سوريا الديمقراطية وخلق فتنة بين الكورد والعرب وتفكيك التلاحم العشائري القوي التي تربطها مع قسد لهذا اتفقت الأطراف الآنفة الذكر على استخدام مصطلح فزعة العشائر بهدف اللعب بعواطف العرب إلا أنهم لم يصلوا لمبتغاهم.

الحكومة السورية وإيران وبالاتفاق والتنسيق مع تركيا أرسلت لمرات عديدة مئات المسلحين عبر نهر الفرات من خلال ارتداء الزي المدني و التحدث باللكنة العشائرية و إدخال الأسلحة والذخيرة ومهاجمة قوات سوريا الديمقراطية تحت مسمى فزعة العشائر، إضافة إلى شن قوات الحكومة السورية قصفاً برياً مكثفاً من الميادين باتجاه بلدة ذيبان في ريف دير الزور الشرقي بهدف إسناد المسلحين والتغطية على توجههم من الضفة الغربية لنهر الفرات إلى الضفة الشرقية التي تديرها الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية.

ومن ضمن قيادات المسلحين الذين عبروا الضفة الغربية إلى الشرقية هو «هاشم السطام»، قائد فصيل تابع لحزب الله، وأشرف سابقاً على هجوم فاشل على القاعدة الأمريكية في حقل العمر، باستخدام عناصر متنكرة بلباس داعش في مارس 2023، حيث ظهر «هاشم السطام» هذه المرة في مقطع فيديو وهو يعبر النهر بإتجاه بلدة ذبيان متنكراً باللباس العربي.

والأحد، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية، أن قواتها أحبطت هجوماً لمسلحين يتبعون لقوات الحكومة السورية في دير الزور بالمدفعيّة الثَّقيلة والهاون وأسلحة الدّوشكا على قرى وبلدات “أبو حردوب، ذيبان وأبو حمام” بعد مقتل 19 عنصراً من المهاجمين وإصابة 20 آخرين.

كما شهدت مدينة العشارة وقرية القورية الخاضعة لسيطرة قوات الحكومة السورية والمجموعات الإيرانية شرقي ديرالزور حركة نزوح لأغلب الأهالي بإتجاه مناطق قوات قسد بسبب نشر قوات الحكومة السورية رفقة القوات الإيرانية أسلحة بجوار منازل المدنيين على ضفاف الفرات وسط تخوف من الأهالي من ردة الفعل المتوقعة كونهم سيصبحون دروع بشرية لقوات الحكومة السورية وإيران.

وسط هذه التحركات المريبة بدأت قسد بنشر أكثر من 120 نقطة عسكرية على ضفاف الفرات لمنع تسلل المسلحين من الضفة الغربية للفرات في ظل مساعي قوات الحكومة السورية لخلق الفتن في الضفة الشرقية لنهر الفرات وللحد من تهريب الأسلحة و المواد المخدرة والمحروقات.

بات واضحاً أن جميع تحركات هذه القوى التي اجتمعت في أستانة ستفشل مثل فشلت في المرات السابقة، فشيوخ ووجهاء قبائل الجبور والعكيدات والبكارة وعشائر أخرى أعلنوا دعمها لقوات سوريا الديمقراطية وأكدت أنها صمام الأمان لحماية المنطقة، لتُسقط بذلك كافة الرهانات الخارجية لخلق فتنة كوردية عربية وإيجاد بديل عن قوات سوريا الديمقراطية تحت أي مسمى.

وسبق أن نشر موقع المجلة تقريراً مطولاً حول العلاقة الوثيقة بين الكورد والعرب وكيف أن قوات سوريا الديمقراطية تمثل صمام الأمان للمكونات الأخرى وخاصة الدور العربي ضمنها، وكيف أن معركة كوباني ضد داعش شكلت نقطة تحول في العلاقة بين المقاتلين العرب وقوات سوريا الديمقراطية. خلال هذه المواجهة المطولة. مشيرة إلى أنه وعلى الرغم من توقعات مختلف القوى المحلية والإقليمية مثل تركيا والحكومة السورية لم تحدث انشقاقات جماعية للمقاتلين العرب داخل قوات سوريا الديمقراطية حتى خلال المعـارك الكبرى التي خاضتها تركيا ضـد هذه القوات.

وفي التقرير أضاف موقع المجلة أن ارتباط أبناء المكوّن العربي بقوات سوريا الديمقراطية جاء أساسًا من اعتقادهم أن هذه القوات تمثل بديلاً متميزًا للحكومة السورية وقوى الظلام والهيمنة الإقليمية على سوريا.

وسبق وأن حرضت المنظمات السياسية والعسكرية السورية المتحالفة مع تركيا العشائر والشخصيات العربية في المنطقة على معارضة قوات سوريا الديمقراطية لأغراض سياسية خاصة بهم، كما أن الحكومة السورية عملت على ترويج الدعايات بشكل مستمر بهدف تأجيـج الزعماء العرب القبليين والمدنيين ضد الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية ، متهمة إياهم بالانفصال والتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية، وفقاً للمجلة.

مشاركة المقال عبر