الأخبار تركيا سوريا

تشكيل عسـ ـكري جديد في مناطق السيـ ـطرة التركية… تحـ ـرير الشـ ـام أبرز المستفيدين

بدأت وسائل الإعلام الموالية للمعارضة السورية التابعة لتركيا، بالترويج خلال الساعات الماضية لتشكيل عسـ ـكري جديد تعتزم عدد من فصـ ـائل الجيـ ـش الوطني تشكيله في مناطق شمال غرب سوريا الخاضـ ـعة لسيـ ـطرة تركيا وفصـ ـائلها وتحديداً في منطقة حلب، بعضها موالي لهـ ـيئة تحـ ـرير الشـ ـام ما يرجح كفة الأخيرة للسيـ ـطرة على مناطق جديدة وتصـ ـفية ما تبقى من فصـ ـائل.

بدأت بإشراف هيئة تحرير الشام، مساعٍ جديدة لتشكيل جسم عسكري جديد في مناطق شمال غرب سوريا الخاضعة لسيطرة تركيا وفصائلها السورية. حيث تعتزم أربعة فصائل تشكيل هذا الجسم باسم “القوة الموحدة”.

ويتألف التكتل الجديد من كل من الجبهة الشامية في “الفيلق الثالث” بالجيش الوطني التابع لتركيا، وفرقة المعتصم من الفيلق الثاني بالجيش الوطني وجيش الشرقية من حركة التحرير والبناء في الفيلق الأول بالجيش الوطني، وتجمع الشهباء المعروف بتبعيته لهيئة تحرير الشام.

وعقدت هذه الأطراف، مؤخراً اجتماعات مكثفة للتوصل إلى اتفاق على الخطوط العريضة كان آخرها اجتماع عقد في 30 تشرين الأول الماضي، في مقر قيادة “الجبهة الشامية” قرب معبر باب السلامة، بحسب ما نقلت وسائل إعلام تابعة للمعارضة.

الاجتماع بحسب تلك الوسائل، حضره قائد الجبهة الشامية “عزام غريب” والقائد العسكري للفصيل “مضر نجار”، وقائد تجمع الشهباء “حسين عساف”، وقائد فرقة المعتصم “المعتصم عباس”، ومدير التوجيه المعنوي في الجيش الوطني حسن الدغيم، وآخرين.

والمعروف أن الجبهة الشامية تعد من أكبر الفصائل المزمع انخراطها في التشكيل الجديد، ويتركز وجودها في مدينة اعزاز بدرجة كبيرة، ثم في مدن مارع والباب وجرابلس وصوران وعدة قرى أخرى، ويقودها “عزام غريب” (أبو العز سراقب)، وقد شهدت “الشامية” خلال العامين الماضيين انحساراً لوجودها في مدينتي عفرين والباب، بعد انشقاق عدة مجموعات عنها.

أما فرقة المعتصم فيتركز وجودها بشكل رئيسي في مدينة مارع شمالي حلب. بينما يتوزع جيش الشرقية في مناطق مختلفة.

أما تجمع الشهباء، فقد تشكل شهر شباط من العام الجاري، من قبل فصائل “أحرار الشام – القطاع الشرقي” و”الفرقة 50 – أحرار التوحيد” و”حركة نور الدين زنكي”، بقيادة حسين عساف، دون أن ينسب نفسه لأحد من فيالق الجيش الوطني السوري الثلاثة، في حين أصدرت وزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة بياناً في الفترة نفسها، أكدت فيه عدم انتماء التجمع للجيش الوطني.

وتدعي الأطراف التي تشكل هذا الجسم، مثلها مثل باقي فصائل الجيش الوطني التي اندمجت مراراً وتكراراً تحت مسميات مختلفة طيلة سنوات الأزمة السورية، هو مكافحة المخدرات وضبط الأمن والاستقرار، ولكن في كل مرة كانت تجتمع هذه الفصائل كانت الانتهاكات تزداد بحق السوريين في مناطق تواجد الفصائل، وتنتشر الفوضى أكثر فأكثر ويزداد إنتاج وتجارة المخدرات، حتى باتت الصفة الأساسية لمناطق شمال غرب سوريا الخاضعة لسيطرة الجيش الوطني، الفلتان الأمني والفوضى والاقتتال الداخلي على الغنائم والمسروقات، واغتصاب الأطفال والنساء، فضلاً عن عمليات الاختطاف بهدف الحصول على الفدية.

وترى الأوساط المتابعة في مناطق شمال وغرب سوريا، أن الفصائل التي تعتزم تشكيل التكتل الجديد، ستستفيد كل منها بطريقة أو بأخرى، إذ يساعد المسار قادة الجبهة الشامية على ضبط كتلهم وإنهاء المشكلات الداخلية التي تعصف بالفصيل وذلك بـ”قوة الهيئة”.

المسار يحقق لـ”تجمع الشهباء” مكاسب كبيرة، أبرزها الحصول على شرعية تُفرض على الفصائل ووزارة الدفاع في الجيش الوطني.

قد تستفيد فرقة المعتصم من التكتل الجديد، من خلال إضعاف المكونات التي تنازعها السيادة على المنطقة الموجودة بها.

يُمثّل التشكيل بالنسبة لـ”الجولاني” خطوة كبيرة على طريق إنهاء سيادة الفصائل على ريف حلب والسيطرة على قرارها ونزع شرعيتها، لتكون مجرد أداة بيده لتحقيق مراده في المرحلة المقبلة.

وعلى الرغم من أن وسائل الإعلام التابعة للجيش الوطني، أشارت إلى رفض تركيا للمقترح، ولكن تركيا ترغب بشدة جعل الفصائل خاضعة لهيئة تحرير الشام من أجل ضبطها بطريقة أكبر وتصفية الفصائل العربية السنية بشكل خاص، حيث تسعى تركيا منذ نهاية العام الفائت لتقوية الفصائل التركمانية على حساب الفصائل العربية السنية، وإخضاع هذه الفصائل لسيطرة هيئة تحرير الشام يحقق لها ما تريده دون أن تخوض معارك مباشرة ضد العرب السنة كونها تستخدمهم في تحقيق مطامعها في سوريا.

وسبق لتركيا أن فتحت الطريق أمام هيئة تحرير الشام لتصفية الفصائل في إدلب ولاحقاً في عفرين وإعزاز، وبدأت بنشر عناصر هيئة تحرير الشام في عموم مناطق عفرين والباب وإعزاز وخصوصاً في الجبهات المقابلة لقوات الحكومة السورية بريف حلب وقوات مجلس منبج العسكري في الباب ومنبج.

ويشار أن قوات سوريا الديمقراطية حذرت منذ أيار بأن تركيا تريد تشكيل حزام أسود من هيئة تحرير الشام في المنطقة الممتدة من الشهباء وحتى جبهات منبج من اجل استخدامهم في هجمات محتملة على مناطق قوات سوريا الديمقراطية.

 

مشاركة المقال عبر