سوريا

السلطات التركية تُرحّل 1321 لاجئاً خلال آذار الماضي إلى سوريا

اللاجئين السوريين بيادقٌ في لعبة المصالح الإقليمية والدولية

مركز الأخبار _ فوكس برس

كشفت إدارة معبر “باب الهوى” الحدودي في بيان لها، أمس الأحد 3 نيسان / أبريل، عن عدد المُرحلين إلى سوريا خلال شهر آذار الماضي.

وبحسب البيان، فأن عدد اللاجئين السوريين الذين رحّلتهم السلطات التركية إلى سوريا خلال آذار الماضي بلغ 1321 شخصاً.

اللاجئون ملف مساومة بين أردوغان ومعارضيه

يعيش اللاجئ السوري في تركيا تحت الخوف الدائم من الإجراءات المستمرة والتضييق المتواصل، فتوقيف بطاقة الحماية المؤقتة يثير مخاوف اللاجئين من الترحيل الجماعي.

فمنذ بدء الاحتجاجات في سوريا كان اللاجئين السوريين ملفاً للمساومات وصيداً ثميناً بين حزب العدالة والتمنية برئاسة رجب طيب أردوغان وأحزاب المعارضة، حيث تم ويتم استخدام هذه الورقة لتمرير المصالح سواءً أكان على المستوى الداخلي كما في موضوع الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقررة في يونيو (حزيران) 2023، أو على المستوى الخارجي وتهديد الدول الأوربية بفتح الباب على مصراعيه أمام اللاجئين وإغراقها بها، فتحول السوريون في هذه الخلافات إلى وقود حرب سياسية بين الأطراف المتنافسة.

توقيف قيد 100 ألف لاجىء

قال رئيس تجمع المحامين السوريين الأحرار في تركيا غزوان قرنفل لصحيفة “القدس العربي” إن نحو 100 ألف لاجئ سوري، جرى توقيف قيدهم في مختلف الولايات التركية.

واعتبر “قرنفل” أن القرار الأخير يأتي في إطار “التضييق” على اللاجئين السوريين، لدفعهم إلى العودة الطوعية إلى سوريا.

ويوضح أن قانون “الحماية المؤقتة” لا يعطي لتركيا الحق في إعادة السوريين إلى بلادهم قسراً، وبدلاً من ذلك تقوم بالتضييق لدفع اللاجئين إلى العودة طوعاً.

وطالب “قرنفل” وزارة الداخلية التركية بإصدار تعميم علني على وسائل الإعلام ينص على منع ترحيل أي لاجئ للشمال السوري تم إيقاف قيده. ويقول إن على السلطات التركية إمهال اللاجئين مدة نصف عام على الأقل لتحديث البيانات، لأنها هي من خلقت المشكلة، ولم توفر الحلول العاجلة لها.

وأكد المحامي السوري أن إجراءات إيقاف بطاقة الحماية المؤقتة طالت عدداً كبيراً من اللاجئين الذين قاموا بتحديث بياناتهم منذ فترة قريبة، مؤكداً أن رسالة وصلته على جواله بوقف القيود له، علماً أنه من الحاصلين على الجنسية التركية وهو مثال على حدوث أخطاء كبيرة في آلية عمل إدارة الهجرة التركية.

العودة الآمنة

يثير التصريحات المتتالية للمسؤولين الأتراك عن العودة الطوعية للاجئين السوريين الشكوك لدى أغلب اللاجئين وآخرها تأكيد رئيس إدارة الهجرة في وزارة الداخلية التركية صواش أونلو، خلال مشاركته في منتدى الدوحة 2022، أن بلاده أنشأت بإمكاناتها الخاصة مناطق آمنة شمالي سوريا، عاد إليها قرابة 500 ألف سوري بملء إرادتهم وبشكل طوعي.

هذه التصريحات المتعلقة بالعودة الطوعية والمناطق الآمنة لا تتوافق عملياً على الأرض، فالإجراءات المتبعة والتضييق الكبير على اللاجئين يفند هذه الرواية ويؤكد أن ضغوطات جمة يتعرض لها السوريين ويتم إجبارهم وترحيلهم قسريا إلى شمال سوريا، حيث بنيت في بعض المناطق وخاصة عفرين مستوطنات لتوطين اللاجئين الذين يتم ترحيلهم على دفعات، علماً أن المستوطنات بنيت في مناطق تم إخراج سكانها بالقوة خلال العمليات العسكرية التركية الثلاثة والتي أطلقت عليها درع الفرات وغصن الزيتون ونبع السلام ما يشير إلى نية تركيا في الاستمرار بعملية التغيير الديمغرافي في شمال سوريا.

مشاركة المقال عبر