سوريا

تركيا تزيد الضغوط على اللاجئين السوريين

منذ سنوات تنهج تركيا سياسة “الباب المفتوح” تجاه اللاجئين السوريين وتسمح لهم بدخول البلاد. لكن هذه السياسة بدأت تشهد رفضاً ملحوظاً من قبل الأتراك وعدد من الأحزاب السياسية.
قال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو إنه يدرس تقييد السماح للاجئين السوريين المقيمين في تركيا بالتوجه إلى بلادهم من أجل قضاء عطلة العيد، ما يزيد من جرعة التشدد التركي تجاه اللاجئين السوريين.
وأكد صويلو في تصريحات أدلى بها للصحافيين الثلاثاء أنه يدرس تقييد الزيارات خلال هذا العيد والعيد المقبل.
وكانت تركيا تسمح للسوريين المقيمين على أراضيها بالتوجه إلى بلادهم لقضاء إجازات العيد في أعوام سابقة.
وعندما اندلعت الحرب الأهلية في سوريا عام 2011، أظهرت الحكومة التركية تعاطفها السخي مع السوريين الباحثين عن الحماية. وبررت أنقرة نهجها آنذاك بأن الحكومة السورية تنتهك حقوق الإنسان ولذلك لا بد من حماية اللاجئين السوريين.
وتراجعت تركيا عن سياسة التعاطف السخي مع اللاجئين. ويرجع السبب في ذلك إلى التراجع الشديد في مشاعر القبول لدى المواطنين الأتراك تجاه اللاجئين. إضافة إلى الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد.
وتصاعدت مشاعر العداء للاجئين في تركيا في السنوات الأخيرة، بحسب صحيفة العرب، مع قيام عدد من السياسيين بحملات لفرض قيود أكثر صرامة على اللاجئين، مما ساهم في ازدياد مشاعر الكراهية تجاه اللاجئين وخاصة السوريين منهم كونهم يشكلون النسبة الأكبر في البلاد.
ويتأثر الشارع التركي بما يدلي به السياسيون الأتراك من مواقف على نطاق واسع. وعلى سبيل المثال، قال رئيس حزب الحركة القومية دولت بهجلي إن “الهجرة غير النظامية هي غزو بلا اسم، إنها مؤامرة على هيكلنا الديموغرافي ومن الضروري التحقيق في بصمات القوى العالمية والإقليمية في هذه الهجرة غير النظامية”.
وتزايد رفض المهاجرين في تركيا له أسبابه، ولعل أهمها هبوط الليرة التركية والأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد منذ خريف 2018. وهو ما يزيد من مخاوف السكان في البحث عن لقمة العيش وتأمين حياتهم.
وتزداد مخاوف اللاجئين السوريين في تركيا يوما بعد يوم، لاسيما أن الشعور المناهض للمهاجرين في البلاد يقترب حالياً من نقطة الغليان تؤججه المخاوف الاقتصادية.
ويسعى حزب الشعب الجمهوري، أكبر حزب معارض في تركيا، لاستغلال ورقة اللاجئين لكسب المزيد من المؤيدين. وأكبر دليل على ذلك لهجته الصارمة تجاه اللاجئين.
وكان كليجدار أوغلو قد وعد أنصاره بأنه سيعيد السوريين إلى بلادهم في غضون عامين في حال نجح في الانتخابات المقبلة وأصبح رئيسا للبلاد، مؤكداً لهم أن لديه خطة جاهزة لتنفيذ ذلك، تتمثل في عقد صلح مع حكومة بشار الأسد، وإعادة فتح السفارة التركية في دمشق والسعي للحصول على التمويل اللازم من الاتحاد الأوربي لبناء مدارس وشركات ومصانع للسوريين في بلادهم.
وتبنت أحزاب أخرى قومية وإسلامية مثل حزب السعادة الإسلامي وحزب الحركة القومية موقف كليجدار في ضرورة إعادة اللاجئين إلى بلادهم. وبذلك ازداد الضغط على سياسة أردوغان تجاه اللاجئين.

مشاركة المقال عبر