الرئيسية شمال وشرق سوريا

حادثة إطلاق عائلة جلي النار بشكل عشوائي وصمت قوى الأمن حيالها يفتح الباب أمام فوضى السلاح والفلتان الأمني

شهدت مدينة القامشلي يوم أمس الجمعة، حادثاً مؤسفاً، رافقه إطلاق نار عشوائي وبشكل مكثف ما خلق حالة من الرعب لدى الأهالي، في حين اكتفت قوى الامن الداخلي بالمشاهدة وعدم التدخل ما ينذر بانتشار ظاهرة فلتان السلاح في وقت لا بد فيه أن تقوم هذه القوى بضبط السلاح ومحاسبة مرتكبي المخالفات أياً كان.

وفي التفاصيل، قامت عائلة “علي جلي” القاطنة في حي الهلالية بمدينة القامشلي، ظهر يوم الجمعة بإطلاق نار كثيف وعشوائي في الهواء، رافقه ذبح ماشية، احتفالاً بما سموه الثأر لأحد قتلاهم على خلفية حدث وقع قبل 8 سنوات.

وذكرت منصات التواصل الاجتماعي، بأن العائلة قتلت أحمد جلبية الذي قتل أحد أبناء العائلة “حسن جلي” قبل 8 سنوات.

وعلى الرغم من أن المجتمع الكردي قد تجاوز ما تسمى عادة الثأر لما لها من آثار مدمرة على المجتمع ككل، وتؤدي إلى خلق حالة من عدم الاستقرار، إلا أن ما رافق الحادث الأخير من صمت لقوى الأمن الداخلي هو الأكثر أسفاً.

ففي الوقت الذي تسعى فيه الكومينات ومجالس الصلح فيها وحتى محاكم الشعب بحل القضايا الخلافية عن طريق الصلح، فأن صمت قوى الأمن الداخلي عن ما فعلته عائلة جلي في حي الهلالية من إطلاق نار مكثف في الحي سبب امتعاضاً لدى الأهالي.

وتداول الكثير من النشطاء هذا الموضوع ووجهوا انتقادات لاذعة على عدم تحرك قوى الأمن وإلقاء القبض على مطلقي الرصاص، وأشاروا أن هذا الصمت يشجع الأطراف المتناحرة على الانتقام من بعضها البعض والاحتفال علناً بذلك، ما يضع عمل لجان الصلح يذهب هباء الريح.

وطالب الأهالي قوى الأمن بالتدخل لمنع هكذا مظاهر من فوضى السلاح، وأشاروا أن صمت القوات عن تصرفات هذه العائلة، سيجعلها تتمادى في تصرفاتها وتشجع آخرين على فعل الشيء نفسه، وهو ما سيفتح الباب أمام اقتتالات داخلية في وقت تتعرض فيه المنطقة لتهديدات تركية.

وجاء بيان عشيرة عليكا التي تنحدر منها عائلة جلي، لتؤكد ذلك، حيث نددت العائلة في بيانها بما يسمى بأعمال الثأر والعنف وطالبت الاحتكام إلى العقل والمعايير الأخلاقية والقانونية.

وأضاف البيان، “نحن وجهاء عشيرة عليكا في سوريا وغرب كردستان والمهجر نشجب وندين هذه التصرفات وندعو دوما إلى التآخي والسلم الأهلي والاحتكام إلى المعايير الأخلاقية والقانونية”.

وشددت العشيرة في بيانها، أنه “إذا كان لابد من الحديث عن الثأر فنحن في عشيرة العليكا ندعم ونؤيد الثأر من مغتصبي ارض كردستان المقدسة والذين يعبثون بكرامة الشعب الكردي”.

وختمت العشيرة بيانها قائلةً: “نوجه كافة أبنائنا وأبناء الشعب الكردي إلى نبذ ثقافة العنف والتحلي بالصبر والحكمة فيما يصون كرامة الأرض والعرض”.

ويشار أن من واجب قوى الأمن الداخلي ضبط السلاح واستخدامه، حتى لا تصبح المنطقة ساحة للاقتتالات العائلية والتي تؤدي إلى نتائج جانبية تؤدي إلى سقوط ضحايا بين المدنيين الأبرياء.

مشاركة المقال عبر