شمال وشرق سوريا

صحيفة بريطانية تتحدّث عن الخُطّة التركية الكُبرى في سوريا

نشرت صحيفة فايشنال تايمز البريطانية، تقريراً تحت عنوان “ما هي الخُطّة التركية الكُبرى في سوريا؟ “، وركّز على آفاق التدخُّل التركي في المناطق الشمالية من البلاد وما تنوي له تركيا، مستغلة الفصائل الموالية لها لتحقيق مكاسبها في المنطقة.

واستهلّ التقرير الحديث عن وضع مناطق الفصائل الموالية لتركيا التي تبدو وكأنها ولايات تركية حيث الأعلام والتعليم والعُملة وحتى الإدارة ومجالسها المحلية كلها تحت النفوذ التركي.

وبعد 11 عاماً على الأزمة السورية، يقول التقرير، إن “هدف أنقرة الأساسي في سوريا هو إضعاف الكُورد”، مشيراً إلى أن ما أثار استياء أنقرة، هو “وقوف واشنطن إلى جانب القوات الكوردية المهمة جداً لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية”.

وذكر التقرير البريطاني، أنه في نقاط متفرّقة من شمالي سوريا، تُدرّب تركيا وتدفع أجور أكثر من 50 ألف عنصر في تلك الفصائل، إضافة لنشر عناصر جيشها داخل سوريا، وشيّدت قواعد عسكرية ضخمة على الحدود وجداراً حدودياً بطول 873 كيلومتراً.

وسلّطت الصحيفة، أيضاً الضوء على رغبة أردوغان في الترويج للمنطقة الآمنة لتشجيع عودة حوالي 3.7 مليون لاجئ سوري فرّوا إلى تركيا.

ورغم التكاليف الهائلة لعملياته داخل سوريا، قال التقرير، إن أردوغان يخطّط “لجزء جديد” من هدفه المُتمثّل بإنشاء “منطقة آمنة” بعمق 30 كيلومتراً من الحدود وتحديداً في منبج وتل رفعت.

ونقل التقرير عن مسؤولٍ في مؤسسةٍ فكرية بتركيا، أن التدخُّل في سوريا يُكلّف أنقرة حوالي ملياري دولار سنوياً، ولدى تركيا حوالي4000 إلى 5000 جندي في المناطق التي تُسيطر عليها ونحو 8000 جندي حول إدلب.

فيما يقول دبلوماسيّون غربيّون، لا مؤشرات قوية على وجود تدريبات جادّة للجيش التركي لشنّ عملية وشيكة في سوريا.

ولفتت الصحيفة النظر إلى ولاء جماعات المعارضة لتركيا رغم معرفتهم أن الأخيرة ترمي إلى مصالحها في المنطقة، ونقلت ذلك عن مصدر في مدينة أعزاز الذي قال ” إن معظم الأفراد يعلمون بأن تركيا هنا من أجل مساعيها الشخصية، وليس السوريون”.

وأشارت الصحيفة، إلى أن هناك عدداً من العوامل وراء توقيت تهديدات أردوغان بشنّ الهجوم الأخير، وهي “فكرة أن معركة روسيا في أوكرانيا صرفت انتباه موسكو والغرب، بالإضافة إلى رغبة أردوغان في حشد المؤيدين قبل الانتخابات المقرر إجراؤها في حزيران /يونيو 2023، في وقتٍ تتفاقم فيه الاضطرابات المالية في تركيا”.

وكانت روسيا وإيران والولايات المتحدة حذّرت من أن أيّ توغل أعمق في سوريا، قد يؤدي، في حال حدوثه، إلى اندلاع معركة أوسع، وفق ما أفاد به الدبلوماسيون للصحيفة.

مشاركة المقال عبر