سوريا

مبادرة عربية لحل الأزمة في سوريا قد يكسر استفراد دول ضامني آستانا بهذا الملف

يبدو أن العرب سيكون لهم تدخل هذه المرة في الأزمة السورية لعل وعسى أن يكتب على أيديهم حلول مستدامة وانهاء معاناة السوريين، وبعيداً عن الاستفراد الروسي التركي الإيراني في إطار مسار آستانا واجتماعات سوتشي حول الأزمة السورية، حيث تسببت بأزمات ولم تصل لأي حلول سياسية للصراع على السلطة القائم في البلاد منذ أكثر من عقد.

وفي وقت الحديث عن تقارب بين حكومتي دمشق وأنقرة بدعم روسي، عنوانه الأبرز حل الأزمة السورية وفق تطلعات ومصالح وأجندات أطراف آستانا وبما يتماشى مع بقاء النظام الحاكم في سوريا قائماً، وإمكانية مشاركة بسيطة للمعارضة المحسوبة على أنقرة.

يجري الحديث عن مبادرة بقيادة عربية تشمل “السعودية والأردن” ودولاً أخرى، تستند إلى قرارات مجلس الأمن التي قد تلبي تطلعات الشعب السوري؛ أو أن يتم تنفيذ بعض من مطالبه بعد هذا الثمن الكبير الذي دفعه هو وليس أحداً سواه في هذا الصراع.

وتهدف هذه “خارطة الطريق” التي يحشد الأردن لها لحل الأزمة السورية،” للتسوية التفاوضية” وأن يكون الحل في سوريا بقيادة الشعب دون أي تدخل خارجي، وقد يمثل فرصة لحل ملف شائك عجزت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي عن حله طوال سنوات.

وكشف وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أن بلاده تحشد لمبادرة عربية لحل الأزمة السورية، قائلاً “نحن بحاجة إلى الاستقرار في الجنوب (السوري)، وخطر تهريب المخدرات يشكل تهديدا كبيرا لنا”.

وترى عمان في استمرار الأزمة السورية وخاصة بعد الحديث عن “التمدد الإيراني إلى الجنوب” خطراً على امنها القومي، كما أن هذا الخطر بدأت تدركه دول الخليج، خاصة مع عودة نشاط الإرهــاب في سوريا، وتقوية الدور الإيراني في البلاد وتغلغلها في المؤسسات العســكرية والسياسية السورية، إضافة للسيطرة التركية على المناطق الشمالية ما يهدد جدياً بتقسيم الأراضي السورية، وإشعال حــرب طائفية أهلية تصل شرارتها لكل الدول العربية.

وتأتي المبادرة الأردنية في وقت لاتزال مجهولة المعالم بحسب الكثير من المحللين السياسيين، حيث أن وزير الخارجية الأردني عندما أعلن عن المبادرة لم يذكر أي تفاصيل أو نقاط أساسية، كما ذكر “الأصدقاء والشركاء” وهؤلاء ليسوا معروفين، وما قد يفشل هذه المبادرة قبل أن تبدأ أصلا؛ أن يكون أحد الأطراف من “الأصدقاء والشركاء” من بين ثلاثي آستانا، بحسب محللين سياسيين.

مشددين على أنه لو اقتصرت هذه المبادرة على العرب والغرب بقيادة الولايات المتحدة مع روسيا (كونها الطرف الأقوى في سوريا)، فإنه سيكتب لهذه المبادرة النجاح، أو على الأقل تحقق انجازاً على مستوى هذا الملف الشائك.

ولا يبدو أن متابعين للملف السوري متفائلين كثيراً في ظل ما تشهد البلاد من استمرار للصراعات المسلحة، إضافة للحروب والنزاعات في دول العالم، التي جعلت من المجتمع الدولي ينسى الأزمة السورية، وتستفرد دول مسار آستانا بوضع الحلول كما ترغب وتريد، بعيداً عن تلبية تطلعات الشعب السوري.

يأتي ذلك في وقت يقول آخرون أن الأردن والسعودية والعرب يمكن أن يضعوا كامل ثقلهم في هذه المبادرة لحل الأزمة السورية، كون أي حل سيقطع الطريق أمام استمرار تصدير المخدرات للمجتمعات العربية إضافة سيكون عائقاً أمام تقوية الإرهاب لنفسه وسيؤمن وحدة الأراضي السورية وسلامتها، في وقت باتت مهددة بالتقسيم أكثر من أي وقت مضى.

مشاركة المقال عبر