ماذا بعد قطر.. هل تكون تركيا الهـ ـدف التالي لإسـ ـرائيل

بعد الهـ ـجوم الإسـ ـرائيلي الذي استـ ـهدف الثلاثاء، قادة حـ ـركـ ـة حـ ـمـ ـاس في الدوحة، التي تستضيف قاعـ ـدة عسـ ـكـ ـرية أمريكية وتُعد حليفاً وثيقاً لواشنطن، لوحت مصادر إسـ ـرائـ ـيلية باحتمال أن تكون تركيا هي الهـ ـدف التالي، الأمر أثار مخـ ـاوف في تركيا بشأن احتمال قيام تل أبيب بخطوة مماثلة، حيث يقيم ويتردد مسؤولون من الحـ ـركـ ـة التي تدعمها أنقرة.
ونفذت طائرات مقاتلة إسرائيلية في الـ 9 من أيلول الجاري غارة جوية على مجمع سكني في شمال الدوحة، مستهدفة قيادات من حماس كانت تناقش اقتراح وقف إطلاق نار أميركيا.
تهديد إسرائيلي .. تركيا قد تكون الهدف التالي!
وفي وقت لاحق بعد الغارة الإسرائيلية ذكرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أن إسرائيل قد تكون على وشك فتح جبهة نارية جديدة بعد قطر.
ولفتت الصحيفة بناء على تصريحات مسؤولين إسرئيليين رفيعي المستوى، دون ذكر الإسم، في مقال تحت عنوان “تركيا قد تكون الهدف التالي لإسرائيل بعد قطر.. العواقب؟ كارثية.
وربطت الصحيفة بين الهجوم على قطر وبين إعلان الشاباك الأسبوع الماضي عن إحباط مؤامرة اغتيال الوزير المتطرف ايتمار بن غفير، نفذتها خلية حماس في تركيا، مما يثير تساؤلا “متفجرا”: هل ساعدت أنقرة حماس في التخطيط؟.
وفي السياق كان المحلل السياسي الإسرائيلي، مائير المصري، من بين من توقعوا أن تكون تركيا هدفاً لهجوم إسرائيلي مماثل لذلك الذي استهدف قادة حركة حماس في قطر، وقال عبر “إكس”: “اليوم قطر وغداً تركيا. إسرائيل تحارب الإرهاب”.
وكتب مائير تعليقه بجانب صور تجمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، خلال زيارة سابقة له لتركيا قبل أن تغتاله إسرائيل العام الماضي في إيران.
مخاوف تركية وإجراءات احترازية
ومع تزايد التكهنات في الأوساط الإعلامية والتحليلات السياسية في كل من تل أبيب وأنقرة، حول إمكانية توسيع إسرائيل لعملية استهدافها لقيادات حركة حماس في الخارج، لتشمل تركيا.
وعليه بدأت تركيا باستبعاد قادة حماس الموجود على أراضيها عن الظهور العلني، حيث يحاط وجود قادة ومسؤولين من حركة حماس في تركيا، بتكتم شديد، زاد بشكل كبير عقب عملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 التي أعقبها هجوم واجتياح إسرائيل المستمر حتى الآن لقطاع غزة.
وأعلنت تركيا مؤخراً عن إحباط العديد من عمليات التجسس المرتبطة بإسرائيل، التي تستهدف شخصيات فلسطينية على الأراضي التركية.
وقالت وكالة “تورك إنفورم” الإخبارية الخاصة، إن استهداف إسرائيل لمسؤولي حركة حماس في مختلف الدول، يُثير احتمالية استهداف تركيا أيضاً.
وأضافت أن نشاط الحركة في تركيا يخضع لمراقبة دقيقة، ويزور كبار قادة الحركة تركيا باستمرار ويعقدون اجتماعات رفيعة المستوى.
علاقة متوترة قد تدفع إلى مواجهات خطيرة على الصعيد الإقليمي والدولي
ويرى مراقبون أن التصعيد الإسرائيلي يهدد بفتح جبهة توتر جديدة بين حلفاء الناتو (تركيا) وإسرائيل، وهي علاقة متوترة أصلا، مع الاخذ بعين الاعتبار أن تركيا تختلف جذرياً عن قطر بحسب جاء في وسائل إعلام إسرائيلية: فهي تمتلك جيشا قويا (ثاني أكبر جيش في الناتو)، ونفوذا في سوريا وليبيا وشرق المتوسط، بالإضافة إلى عضويتها في الحلف الأطلسي، مما يجعل أي هجوم “تحولا خطيراً من نزاع محدود إلى مواجهة إقليمية واسعة:
كما أن أي تصعيد بين إسرائيل وتركيا يضع حلفاء إسرائيل الغربيين، وخاصة الولايات المتحدة، في موقف حرج بسبب علاقة أنقرة الاستراتيجية داخل الحلف.
إلا أن كل الاحتمالات تبقى واردة خاصة مع تمسك إسرائيل حتى الآن بـ”حقها في الدفاع عن أمنها ومطاردة الإرهاب أينما كان”، في إشارة إلى هجمات 7 أكتوبر.