صـ ـراع نفوذ تركي إسرائيلي في سوريا قد يؤدي إلى مواجـ ـهات مباشرة

بعد ضربات إسرائيلية متتالية استهدفت قوات سرية عسكرية واستخباراتية تركية، تفيد تقارير إعلامية أن تركيا، تعمل على إعادة النظر في مستوى تواجدها الاستخباراتي والعسكري في سوريا.
وشنَّ الطيران الحربي الإسرائيلي غارات جوية على مواقع عدة في محيط مدينة حمص واللاذقية، في ساعات متأخرة من ليلة أمس.
ووفق المعلومات، استهدف القصف كتيبة للدفاع الجوي، وكلية الدفاع الجوي في منطقة الأوراس جنوب شرق حمص، وثكنة سقوبين العسكرية في محيط اللاذقية.
وفي رد سريع أفادت مصادر إسرائيلية عدة تحدثت لوسائل الإعلام عن أن القصف جاء استهدافاً لمعدات في مواقع تتحضر تركيا لاستخدامها كقواعد عسكرية في سوريا.
هجمات سابقة أسفرت عن مقتل ضباط من المخابرات التركية
وكشفت مصادر أن طائرة مسيرة إسرائيلية استهدفت بتاريخ 21 آب الفائت، نقطة أمنية للنظام السابق في ريف اللاذقية. وبحسب المعلومات فإن النقطة الأمنية كانت تضم عدداً من عناصر هيئة تحرير الشام وعناصر من جهاز المخابرات التركية. وأسفرت الغارة عن مقتل اثنين من ضباط المخابرات التركية وإصابة 4 آخرين.
كما استهدفت غارة إسرائيلية أخرى مقراً للمخابرات التركية في حي الشيخ ضاهر في اللاذقية دون ورود معلومات عن حجم الخسائر.
المسيّرات الإسرائيلية أثارت مخاوف الأتراك
أثارت غارات المسيّرات الإسرائيلية مخاوف جهاز المخابرات التركي، مما اضطره بحسب معلومات إلى إعادة النظر في طبيعة تواجده على الأراضي السورية، واتخاذ التدابير اللازمة لحماية عناصره.
تصاعد صراع النفوذ بين تركيا وإسرائيل
ويتصاعد صراع النفوذ بين تركيا وإسرائيل على الأراضي السورية في ظل تداخل ساحات النفوذ، حيث يرى مراقبون احتمال وقوع صدام عسكري بين الأتراك والإسرائيليين بسبب زيادة مساحات الاشتباك.
وقد أوصت لجنة “ناجل” الإسرائيلية لفحص ميزانية الدفاع واستراتيجية الأمن، في يناير الماضي، بالاستعداد لمواجهة عسكرية مُحتملة مع تركيا، وحذرت من أن التهديد القادم من سوريا قد يصبح أخطر من التهديد الإيراني، وأن طموحات تركيا قد تؤدي إلى نشوب صراع مع إسرائيل.
وهناك أصوات في تل أبيب ترى أن المواجهة مع أنقرة على الأراضي السورية أمر لا مفر منه و من الوارد أن تحدث مواجهة عسكرية غير مباشرة بين الطرفين وذلك عن طريق دعم أنقرة للسوريين في مواجهة الجيش الإسرائيلي، فقد حذّر تحليل نشره مركز “ألما” الإسرائيلي للأبحاث، في شباط الماضي، من أن الأتراك قد يُقدّمون دعماً مباشراً للجيش السوري الجديد في أي مواجهة محتملة ضد إسرائيل؛ مما يستدعي منها إعادة تقييم حساباتها العسكرية.