الأخبار سوريا

لخروجها عن بيت «الطاعة» أوامر تُركيّة لكُبرى فصائلها لتصفية “الجبهة الشاميّة”

خاص _ فوكس برس

تجدّد الصراع في المناطق الخاضعة لسيطرة القوات التركية والفصائل المسلّحة الموالية لها، في مشهدٍ بات مألوفًا للجميع حيث الفلتان الأمني المستمر والاقتتال الداخلي الفصائلي ومساعي الفصائل في السيطرة على مناطق فصائل أخرى بعيدًا عن مناطق الحكومة السوريّة هو حديث الساعة.

ولكن ما حصل مؤخرًا من اشتباكات تجري بين فصائل الجيش الوطني إضافة لهيئة تحرير الشام انطلاقًا من الباب إلى الراعي وأخترين، إلى جنديرس وعين دارة والغزاوية… يؤكد أن القضية أكبر من مقتل ناشط مدني، إذاً ما هي خفايا الموضوع ومن يقف وراؤها..؟!

كما هو معروف أن تركيا هي الدولة التي تتحكم بزمام فصائل الجيش الوطني السوري نظرًا لأنها تموّلهم وتدربهم وهي التي ترسلهم للقتال خارج سوريا، كما أنها هي التي تمنع إطلاق رصاصة واحدة باتجاه مناطق الحكومة السورية؛ ومن يُخالف يكون مصيره السجن أو التصفية.

وفي سياق ما ذُكر؛ قال مصدر خاص لموقع «فوكس برس» أنَّ الاستخبارات التركية عقدت الأسبوع الفائت في بلدة “أطمة” اجتماعًا مع قيادات فصائل «أحرار الشام، فرقة الحمزة، السلطان مراد، صقور الشام، العمشات إلى جانب هيئة تحرير الشام».

وأضاف المصدر أن الاستخبارات التركية أصدرت توجيهات مباشرة إلى قيادات هذه الفصائل بالعمل على تصفية فصيل “الجبهة الشامية” بعد خروجها عن بيت طاعتها.

وأشار المصدر أنّ الاجتماع الذي عُقد في بلدة “أطمة” جاء على خلفية طلب “الجبهة الشامية” من “فرقة الحمزة” الاتفاق على محاربة هيئة تحرير الشام، إلا أنَّ “فرقة الحمزة” رفضت الاتفاق، وذلك بناءً على التعليمات التركية واتفقت مع “هيئة تحرير الشام” ضد “الجبهة الشامية”.

الجدير ذكره أن “هيئة تحرير الشام” طلبت من تركيا قبل أسابيع خلال اجتماعها مع المسؤولين الأتراك بتوسيع نفوذها في عفرين لتطبيق نظام الحكم المطبق في إدلب، معتمدةً على قوتها في قمع المظاهرات المناوئة لها ولتركيا أيضاً.

وتواصل تحرير الشام تحركاتها في الشمال السوري، بهدف توسيع نفوذها بما يتلاءم مع السياسات التركية التي تركز أولاً على تغيير ديموغرافية الشمال السوري، والثاني تحقيق التقارب مع الحكومة السورية.

وأشارت المصادر أن هيئة تحرير الشام تقول إنها قادرة على فرض سطوتها بقوة السلاح على عفرين، أولا ً عبر تهجير من تبقى فيها وخصوصاً من الإيزيديين خدمةً للهدف التركي في القضاء على الوجود الكوردي نهائياً في هذه المنطقة، وثانياً إشارتها على أنها قادرة على فرض الاجندات التركية فيها مع زيادة الاستياء الشعبي من تركيا في ظل تقاربها مع الحكومة السورية وقمع التظاهرات المناوئة لتركيا لتحافظ على الوجود التركي في الشمال السوري.

وبدأت هيئة تحرير الشام بالتحرك لإثبات نيتها لدى الحكومة التركية، عبر السيطرة على أحدى نقاط الجبهة الوطنية في ريف سراقب بعد مواجهات مع الأخيرة، وإزالة السواتر الترابية في المنطقة تمهيداً لفتح معبر مع الحكومة السورية، حيث تعتبر هيئة تحرير الشام كاسحة الحواجز بين الحكومة السورية وتركيا.

هذا المعبر الذي سيساعد على تنشيط الحركة التجارية بين مناطق الحكومة السورية وتركيا، وإيصال المواد إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية في ظل ما تعانيه من حصار مفروض عليها. وثانياً سيسمح المعبر بعبور من يرغبون من القاطنين في الشمال السوري الخاضع لسيطرة تركيا بالتوجه إلى مناطق الحكومة السورية وإجراء عمليات المصالحة وذلك في سبيل تعويم الحكومة السورية.

ولعل الاشتباكات الأخيرة بين الفيلق الثالث من مكونات الجبهة الشامية وجيش الإسلام وحركة التحرير والبناء من جهة و”هيئة تحرير الشام” التي تساند السلطان سليمان شاه وفرقة الحمزة والسلطان مراد ضد “الفيلق الثالث” هو ما يؤكد الاجتماع الذي عقد في بلدة أطمة والمستهدف من ذلك هو الجبهة الشامية.

واندلعت اشتباكات عنيفة صباح اليوم الأربعاء 12 تشرين الأول/ 2022، بين “الفيلق الثالث” المتمثل بالجبهة الشامية” و “هيئة تحرير الشام” على عدة محاور أبرزها دير بلوط، في محاولة للهيئة دخول منطقة عفرين، مستخدمة الدبابات والصواريخ المضادة للدروع في هجومها، لمساندة فصائل “السلطان سليمان شاه وفرقة الحمزة” ضد “الفيلق الثالث”.

وقال نشطاء في المنطقة، إن اشتباكات عنيفة وقصف متبادل بين الطرفين على أشده في منطقة دير بلوط، حيث تستخدم الهيئة الدبابات وقواعد الكورنيت في استهداف عمق منطقة عفرين، بينما تحاول التقدم من جهة مخيمات النازحين.

وفي حديثه لموقع «فوكس برس»، قال معارضٌ سوري فضّل عدم الكشف عن هويته، أنه ورغم انشغال حليفي الحكومة السوريّة «روسيا وإيران»،”موسكو” المنشغلة بحربها مع أوكرانيا منذ شهور، و “طهران” المنشغلة بتظاهراتها، وبدلاً من أن تتحوّل أفواه بنادق الجيش الوطني إلى مناطق الحكومة السورية مستغلين حالة الانشغال الروسي _ الإيراني، إلا أنّ ذلك لم يحصل، على العكس من ذلك فقد وجّهت فصائل الجيش الوطني السوري أفواه تلك البنادق إلى بعضها البعض.

وأضاف المعارض السوري أن ما يحصل ليس مُستغربًا، لكونه بات مسلسلٌ يومي حيث بات هدف الفصائل الاقتتال فيما بينهم إما للسيطرة على مناطق جغرافية خاضعة لفصيل آخر أو الاقتتال بهدف السيطرة على مقدرات المعابر أو لخلافات حول صفقات المخدرات أو لتصفية أو قصقصة جناح فصيل خرج عن الأوامر التركية.

مشاركة المقال عبر