الأخبار تركيا سوريا

بعد الاتفاق بين دمشق وأنقرة… الأخيرة تُسلّم ملف عدد من الفصائل تتضمن مقراتهم وأسماء قياداتهم

 

إن العلاقة بين كل من الحكومة السورية وتركيا لم تنقطع ما كان يحاول جاهدا كل من الطرفين إظهاره للرأي العام في بداية الأزمة التي اندلعت في سوريا عام 2011، حيث تلاعب كلا الطرفين بأبناء الشعب السوري في سبيل تحقيق مصالحه وغاياته السياسية والجغرافية
الحكومة السورية حينها كانت تحاول قمع الاحتجاجات التي غطت معظم المدن من خلال استهداف المتظاهرين بالرصاص الحي وقصف الأحياء السكنية ما أجبرهم على الهجرة لخارج حدود البلاد فتوجهوا لتركيا التي وضعت قناع المُدافع عن حقوقهم ففتحت حدودها لهم، ومن ثم جندتهم على شكل فصائل موالية لها وأرسلتهم للقتال في الأراضي السورية، فقُتل العديد منهم.. وبدأ سيناريو البيع والشراء والمساومة على دماء السوريين وعلى حسابهم وعلى أرضهم.

ولم تتوقف الاجتماعات الامنية بين الطرفين رغم التصريحات التي أطلقها الطرفان ضد بعضهما البعض، حتى كشف الرئيس التركي نيته التطبيع مع الحكومة السورية في أيار المنصرم
وتكرار مسؤولي حكومته هذا الكلام وإشارتهم إلى ضرورة المصالحة بين الحكومة والمعا*رضة التي تدعمها تركيا، فخرجت اجتماعات مملوك وفيدان إلى العلن وبدأت الاجتماعات بين كل من هاكان فيدان رئيس الاستخبارات التركي ونظيره علي مملوك من الحكومة السورية تكشف عن خيوط المؤامرة المحاكاة، فكيف من عداء إلى تقارب وتطبيع مفاجئ؟

فتركيا بحاجة إلى التطبيع من أجل أن يضمن اردوغان الفوز في الانتخابات كما ويسعى إلى التخلص من اللاجئين السوريين، ومع الرفض الدولي لشن هجمات على شمال وشرق سوريا، وجد أردوغان أن الحل يكمن بالاتفاق مع دمشق
ولكن الاخيرة لها شروطها منها التخلي عن المعارضة المسلحة والسياسية، ولذلك طلبت تركيا من الائتلاف التوجه إلى دولة اخرى للقيام بنشاطاتها.

أما فيما يخص المسلحين والفصائل التي كانت تحارب تحت راية تركيا كـ الجبهة الشامية وجيش الإسلام وأحرار الشام وغيرهم من الفصائل الموالية فقد قدمت تركيا ملفاتهم وسجلاتهم للحكومة السورية على طبقٍ من ذهب على خلفية الاجتماعات الأمنية التي جرت بين الطرفين برعاية روسية ووضعت أعناقهم تحت رحمتها ولا يستبعد أبدا قصف مقراتهم وأماكن تواجدهم، إضافة لتسليمهم للحكومة السورية ليتم التخلص منهم مع انتهاء هذه المسرحية التي دامت لسنوات عدة ..

مشاركة المقال عبر