الأخبار سوريا شمال وشرق سوريا

صـ.ـراع بين الأمـ.ـن العسـ.ـكري والمخابـ.ـرات الجوية التابع للحكومة السورية في القامشلي… فما القصة…؟!

لم تنقطع وتيرة “الصراع الخفي” بين روسيا وإيران الداعمين الرئيسيين للحكومة السورية طوال سنوات الاحتجاجات في سوريا، حيث يحاول الطرفين مد نفوذهما ضمن جميع الأجهزة الأمنية بطرق مختلفة، بهدف حصد أكبر قدر ممكن من النفوذ داخل سوريا، حتى بات ما يحدث أشبه بـ”حرب باردة” بين الطرفين.

وفي جديد ذلك، يبدو واضحًا أن الصراع لا زال مستمرًا وهذه المرة في مدينة “القامشلي”، شمال وشرق سوريا، حيث يتجلى الصراع في تقديم روسيا وإيران دعمهما لضباط داخل الأجهزة الأمنية بهدف بسط سيطرتهم على المؤسسات والدوائر الأمنية بشكل كامل.

مصادر خاصة أكدت لموقع “فوكس برس”، أنَّ الجبهة الجديدة في الصراع يتمثل حول محوري إيران وروسيا على الأرض وذلك بين مسؤول فرع الأمن العسكري في مدينة القامشلي العميد “حكمت الرفاعي” من جهة، ورئيس فرع المخابرات الجوية في القامشلي “أحمد شعبان” من جهة ثانية.

المصادر أشارت أنَّ العميد “حكمت الرفاعي” يريد أن يكون عرّاب الأمن في مدينة القامشلي، لكنه يلقى معارضة شديدة من جانب “أحمد شعبان” الذي يريد بدوره السيطرة على جميع الأجهزة الأمنية وتنصيب نفسه عرابًا للأمن في المدينة، وهذا ما خلق أزمة وصراعًا بين الجانبين.

ووفقًا للمصادر، فإن رئيس فرع الأمن العسكري العميد “حكمت الرفاعي” يتلقى دعمًا قويًا من قبل “علي مملوك” المدعوم من قبل روسيا، فيما يتلقى رئيس فرع المخابرات الجوية “أحمد شعبان” من قبل اللواء “غسان اسماعيل” مدير إدارة المخابرات الجوية المدعوم إيرانيًا.

وتابعت المصادر أن “الرفاعي” و “شعبان” يسعيان بكل قوة إلى كسب شيوخ العشائر الموالية للحكومة السورية إلى طرفهما والسيطرة على جميع المؤسسات والدوائر الأمنية من خلال عقد الجانبين اجتماعات على حِدا مع شيوخ العشائر، وضباط الأجهزة الأمنية الأخرى، عبر شراء ذممهم ليعلنوا الولاء لهم.

إلا أن “الرفاعي” و “شعبان” ومن ورائهما إيران وروسيا يتفقان على مسألة واحدة فقط، فبحسب المصادر فإن الاجتماعات التي أجراها هذين الضابطين مع شيوخ العشائر الموالية للحكومة السورية قبل مدة قصيرة، جرى النقاش والاتفاق حول ضرب النسيج الاجتماعي في شمال وشرق سوريا من خلال خلق الفتنة بين مكونات المنطقة وتأليب العشائر العربية ضد الإدارة الذاتية بهدف إضعافها وضرب الاستقرار في مناطقها.

وأكدت المصادر أن العميد “حكمت الرفاعي” برفقة جنرال روسي يتخذ من مطار القامشلي مقرً له، يجندان العشائر الموالية للحكومة السورية ضمن شبكات تابعة لهما بهدف ضرب النسيج الاجتماعي في شمال وشرق سوريا.

ولعلّ ما حصل في الـ 22 من كانون الثاني الجاري، بعد خروج المظاهرة السلمية التي خرجت بناءً على طلب زوج المغدورة “نورا الأحمد” الحامل بجنين وطفلتها البالغة من العمر 8 سنوات الذين قتلوا على يد 4 لصوص في الـ 16 من كانون الثاني الجاري، في حي المشلب في مدينة الرقة، يؤكد أن ما جرى كان مخططاً له من قبل ضباط في الحكومة السورية.

وحاول عشرات الأشخاص من تحويل المظاهرة السلمية التي خرجت في حي المشلب باتجاه دوار النعيم، ليتوجه هؤلاء الأشخاص نحو مبنى المحكمة والتهجم عليه وإحراق عددًا من مكاتبه وتسببوا بفرار نحو 30 موقوفًا كانوا متواجدين في المحكمة ينتظرون جلسات الحكم بحقهم.

ولم يكتفي المهاجمون بذلك فقط، بل استخدموا قنابل يدوية في الهجوم على قوى الأمن الداخلي ما أدى لإصابة 5 منهم.

الملفت للانتباه أن هؤلاء المشاركين حاولوا منذ بداية المظاهرة تحريفها نحو التصادم مع قوى الأمن الداخلي، وباعترافات شيوخ العشائر الذين شاركوا فيها، كانت المظاهرة سلمية لحظة انطلاقها حتى وصولها إلى دوار النعيم.

ولما سارت المظاهرة عكس ما كان يريده هؤلاء، حاولوا خلق التوتر عبر التهجم على محلات المدنيين وتكسيرها والعبث بمحتوياتها، وذلك لتأزيم الوضع في المدينة حتى يحدث تصادم كبير يخلق الفوضى في المدينة يسمح لهم باستغلالها لمصالحهم.

وسبق أن حاولت الحكومة السورية، إضافة إلى داعميها الرئيسيين “إيران وروسيا” تحريض الأهالي ضد الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي في العديد من المناطق منها مدينة الرقة ودير الزور والطبقة.

وسعت إلى خلق الفتن وإنشاء مجموعات مسلحة تحت مسميات مختلفة وتقديم السلاح لهم من أجل شن الهجمات، إذ يعقد ضباط الحكومة باستمرار اجتماعات مع بعض العشائر العربية في الرقة والحسكة ودير الزور وخلال تلك الاجتماعات يتم التحريض دوماً ضد الإدارة الذاتية.

مشاركة المقال عبر