الأخبار العالم والشرق الاوسط تركيا سوريا شمال وشرق سوريا

غرفة أمـ ـنيّة مُشتركة لإخراج أميركا وضـ ـرب البُنى التحتية في شمال وشرق سوريا

تشهد العلاقات الأمريكية التركية توترًا لعدّة أسباب قد تؤدي في المستقبل القريب إلى قطيعة كاملة، أبرز هذه الخلافات تتمثل في الرفض الأمريكي الشديد لأي عملية عسكرية تركية يستهدف مناطق شمال وشرق سوريا، إلى جانب الرفض التركي لانضمام السويد وفنلندا لحلف النيتو، إضافةً إلى معارضة أنقرة، العقوبات الواسعة على روسيا على خلفية الحرب في أوكرانيا حيث ظلت قنوات التوريد مفتوحة من تركيا رغم التحذيرات الأمريكية لمعاقبة الشركات والبنوك التركية التي تنتهك العقوبات، فضلاً عن شراء تركيا منظومة صورايخ اس 400 الروسية.

في مجمل النقاط التي وردت أعلاه، بدا واضحًا أن تركيا العضو في حلف الشمال الأطلسي «النيتو» أصبحت تقف في حلف مناهض للولايات المتحدة الأمريكية وحلف النيتو، خاصةً وأنّ أنقرة باتت تتحرك في الفترة الأخيرة بالتعاون والتنسيق مع روسيا وإيران والحكومة السورية والهدف الأبرز هو تهديد مصالح الولايات المتحدة الأميركية في سوريا والضغط عليها للخروج من سوريا، حيث تتفق مصالح الأطراف المجتمعة وتصب في ذات الهدف.

الغرفة الأمنية جمع المعلومات وضرب البنى التحتية

وفي سياق ذلك؛ أكّدت مصادر متقاطعة أنَّ الحكومة السورية وتركيا وبرعاية روسية إيرانية أقدمت على تفعيل الغرفة الأمنية المشتركة، إنشاء الغرفة الأمنية ليست بجديدة، بل يعود الآن تفعيلها مجددًا، فالغرفة الأمنية بدأت أولى مهامها في أكتوبر 2022 التي ساهمت في جمع الأهداف الاستخباراتية حول المنشآت الحيوية والمؤسسات الخدمية، وعلى إثر ذلك شنَّت القوات التركية منتصف ليلة الـ 19 من تشرين الثاني 2022 قصفًا جويًا استهدفت المنشآت الحيوية والمؤسسات الخدمية واستهداف قاعدة مشتركة للتحالف الدولي وقسد شمال الحسكة.

ووفقًا للمصادر فإنَّ الحكومة السورية وعبر الخلايا المرتبطة بها على الأرض في مناطق شمال وشرق سوريا تتلخص مهمتها في جمع المعلومات عن أهداف تتعلق بالمنشآت الاقتصادية والصناعية والخدمية والبنى التحتية، تقوم الحكومة السورية بدورها تسليم المعلومات إلى الجانب التركي بهدف تدميرها، وذلك لضرب الواقع المعيشي في المنطقة.

إلى ذلك، أكّدت المصادر أنَّ إيران وعن طريق المجموعات التابعة لها والتي تستهدف الدوريات والقواعد الأمريكية في مناطق شمال وشرق سوريا تقوم بذلك تحت اسم تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» وذلك في محاولة منها زعزعة الاستقرار في المنطقة والضغط على القوات الأمريكية في سوريا.

خلفية الغرفة الأمنية

تعود خلفية الغرفة الأمنية إلى اجتماع القمة الثلاثية التي عُقدت في العاصمة الإيرانية، طهران، في التاسع عشر من تموز/يوليو 2022، بين رؤساء إيران إبراهيم رئيسي، وتركيا رجب طيب أردوغان، وروسيا فلاديمير بوتين، حيث هيمنَ الملف السوري وتحديدًا كيفية إخراج القوات الأميركية من سوريا.

كان لافتًا أن الاجتماع الثلاثي في طهران جاء بعد القمة التي عقدها الرئيس الأمريكي جو بايدن مع قادة الدول الخليجية ودول عربية أخرى في مدينة جدة السعودية.

من الواضح أن قمة طهران كان في سياق الرد الجيوسياسي القوي على زيارة الرئيس الأمريكي لشركائه في الشرق الأوسط، إلى جانب الرفض الأميريكي المستمر على لسان مسؤوليه بالخروج من سوريا حتى تحقيق الاستقرار السياسي فيها وهذا ما أزعج الحلف الثلاثي.

وظهرت في مخرجات قمة طهران الانعطافة التركية في الملف السوري، حيث بدا لافتاً وبقوة تركيز مسؤولي وإعلام حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم على مهاجمة الدور الغربي في سوريا، من ضمنها الهجوم اللاذع الذي شنه الرئيس التركي ضد الولايات المتحدة وقوات التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب في سوريا.

وتجلى ذلك من خلال التصريحات التي أدلى بها الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان، إثر إجابته عن أسئلة الصحفيين على متن الطائرة لدى عودته من زيارته الرسمية إلى إيران مطالبًا القوات الأمريكية إلى مغادرة سوريا على الفور.

كما خرجت شخصيات تركمانية سورية موالية لأنقرة وأخرى تركية على الإعلام في مهاجمة الولايات المتحدة الأميركية في سوريا، وكان واضحًا ظهور مدير مركز اسطنبول للفكر، باكير أتاجان، على شاشة قناة “سكاي نيوز عربية”، ودعوته بشكل علني إلى محاربة القوات الأمركية في سوريا ووصفها بأنها “العدوة” لتركيا دليل على ذلك، مؤكدًا مرارًا بأن هذا هو الموقف الرسمي التركي.

مشاركة المقال عبر