شمال وشرق سوريا

دول «قمة موسكو» يتفقون على تشكيل غرفة مشتركة لضرب الاستقرار في مناطق الإدراة الذاتية

تستمر اللقاءات بين الحكومة السورية وتركيا وإيران وروسيا لتطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة، ولكن مع مرور الأيام تنكشف الأواق المخفية وراء مساعي هذه الدول للتطبيع، فكل دولة لها مصلحتها الخاصة، ولكن المصلحة الأساسية التي تجمع بينهم تتمثل في “استهداف مشروع الإدارة الذاتية” بشمال وشرق سوريا وإعادة الوضع إلى ما كانت عليه قبل 2011، ومؤخراً تم الاتفاق على تشكيل مجموعات مسلحة تعمل بإدارة غرفة عمليات مشتركة يديرها الطرفان سوياً “تركيا وسوريا” برعاية روسية وإيرانية كإحدى نتائج القمة الرباعية في موسكو.

أما مساعي تركيا لتطبيع العلاقات هو بالمقدمة لضرب مشروع الإدارة الذاتية، إلى جانب كونها خطوة استباقية قبل الانتخابات الرئاسية التركية التي ستحدد مصير أردوغان، فإن فاز في الانتخابات، سيستطيع تمكين قبضته أكثر على مفاصل الحكم في تركيا، وإن خسرها، فمن المحتمل أن تفتح المعارضة ملفات فساد حزبه على مدار 20 عاماً، والتي كشف الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا في شباط المنصرم، حجم الفساد والأموال التي حصل عليها حزب أردوغان دون أن يقدم شيئاً للشعب الذي دفع الضرائب للدولة. وأيضاً من أجل التخلص من ملف اللاجئين السوريين قبيل الانتخابات، فالشعب التركي ينظر بعين عنصرية للسوريين المقيمين في تركيا، كما يدرك الشعب التركي أن أموال الضرائب التي يدفعها تذهب كرواتب لعناصر الفصائل الموالية لتركيا في سوريا، في حين يزداد الأتراك فقراً وبؤساً.

أما الحكومة السورية وإيران وروسيا أيضاً أهدافها مشتركة ألا وهي ضرب مشروع الإدارة الذاتية، الذي سينتج عنه إمكانية إخراج أمريكا من سوريا وبالتالي تحقيق الأهداف الروسية والإيرانية والسورية، حيث تسعى الحكومة السورية أيضاً جاهدة لتمسح كل ما هو متعلق بالإدارة الذاتية عن ملامح سوريا، كي لا يبقى أي مشروع ديمقراطي للسوريين، وإعادة أمجاد سيطرة الحكومة السورية على مجمل البلاد مثلما كان قبل الثورة السورية.

والهدف من تشكيل الغرفة المشتركة جمع وتبادل المعلومات حول مناطق شمال وشرق سوريا، واستهداف الشخصيات الاعتبارية وتنفيذ الاغتيالات، وإشاعة الفوضى وخلق الفتنة بين المواطنين، وتأليب مكونات المنطقة ضد بعضها البعض وخاصة العرب والكورد.

فيما يتمثل الهدف الثاني من تشكيل غرفة العمليات المشتركة تحديد الأماكن والمواقع العسكرية لقوات سوريا الديمقراطية، والمراكز الخدمية للإدارة الذاتية من قبل الحكومة السورية ورفدها لتركيا لتستهدفها هي بدورها الشخصيات والنقاط.

مصادر خاصة أكدت لموقع «فوكس برس» أن العميد حكمت الرفاعي مسؤول الأمن العسكري والذي يعتبر الرجل الأول لمدير مكتب الأمن الوطني علي مملوك، وهو من تابعي محور موسكو، بدأ بالعمل على تحشيد العشائر العربية ضد الإدارة الذاتية، من خلال مهاجمة الإدارة الذاتية ومحاولة تشويه سمعتها عبر الادعاء بأنها تعادي العرب، بهدف خلق الفتن بين الإدارة الذاتية ومكونات المنطقة.

مشاركة المقال عبر