تتسارع منذ أشهر وتيرة تطبيع أنظمةٍ عربية مع دمشق، بحجج مختلفة، آخرها «إنساني» بعد الزلزال المدمّر الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا في الـ6 فبراير / شباط الماضي، إلى جانب إدعائهم بأنه يهدف إلى إيجاد حضور عربي في بلد باتت تدير النزاع والمفاوضات فيه روسيا وإيران وتركيا.
التطبيع العربي والتركي مع الحكومة السورية لاقى رفضًا أمريكيًا على لسان مسؤوليها الذين أكدوا مرارًا «أن موقف واشنطن الرافض للتطبيع لم يتغير ولا يشجعون الآخرين على فعل ذلك، في ظلّ غياب تقدمٍ حقيقي لحلٍّ سياسي في البلاد».
واشنطن: الحل لدى الإدارة الذاتية
في الـ 25 أبريل / نيسان الجاري، توجّه وفد من «هيئة التفاوض» السورية المعارضة إلى واشنطن برئاسة «بدر جاموس» وعضوية «سالم المسلط» رئيس «الائتلاف الوطني» و«إبراهيم برو» ممثلاً عن «المجلس الوطني الكوردي» و «فدوى العجيلي» ممثلة عن المستقلين، والتقى خلاله مع وفد أمريكي برئاسة «باربرا ليف» مساعدة وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى.
وخلال اللقاء بين الجانبين، طالب الوفد الأمريكي من وفد هيئة التفاوض السورية المعارضة بضرورة فتح قنوات الاتصال مع الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا تمهيدًا للتوصل إلى اتفاقيات لحل الخلافات فيما بينهم.
وشدّد المسؤولين الأمريكيين لهيئة التفاوض على أن الحل لدى الإدارة الذاتية ولا يوجد شيء يقدمونه لهيئة التفاوض أو الائتلاف السوري مقابل التطبيع العربي والتركي مع دمشق.
واشنطن: مبادرة «الحل» للإدارة الذاتية أساس لأي حل سياسي
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية تعقيبًا على المبادرة التي أطلقتها «الإدراة الذاتية» بهدف حل الأزمة السورية المتفاقمة منذ 12 عامًا، «لقد رأينا هذه المبادرة ولاحظنا أنها تؤكد على وحدة سوريا كأساس لأي حل سياسي، وفقًا لقرار مجلس الأمـ ـن رقم 2254».
وكان المسؤول يشير إلى قرار عام 2015 الذي تبنته الأمم المتحدة، ويدعو إلى حل تفاوضي في سوريا، من خلال الحوار السياسي بين جميع الأطراف.
ماذا تتضمن مبادرة الإدارة الذاتية…؟
طرحت «الإدارة الذاتية» في الـ18 أبريل / نيسان الجاري ما أسمته «مبادرة» مؤلفة من تسعة بنود بهدف حل الأزمة السورية المتفاقمة منذ 12 عامًا، بعد «فشل» المسارات والمبادرات الدولية والإقليمية مثل «جنيف، أستانة، اللجنة الدستورية وغيرها» وعدم توصلها لأي نتائج تُذكر، بحسب وصفها.
وجاء في نص المبادرة أن هناك أسباب عديدة لفشل المبادرات السابقة، منها «غياب التحليل الصحيح للأزمة السورية، وعدم الخروج ببرنامج حل سلمي وديمقراطي، بالإضافة إلى عدم إشراك جميع القوى السورية الفاعلة في عملية الحوار ، والإصرار على الحلول المطروحة من الخارج».
وأكدت «المبادرة» أن لديهم نهج واضح ومعقول بهدف حل الأزمة في إطار وحدة سوريا وسلامتها، وتطوير الحل السياسي وتنفيذه، من أجل مستقبل سوريا وحماية مصالح الشعب السوري.
وجاء في نص المبادرة: «نؤكد على أن الثروات والموارد الاقتصادية الحالية يجب أن يتم توزيعها بشكل عادل بين كل المناطق السورية، فالموارد الموجودة في شمال وشرق سوريا مثل (النفط، الغاز، المحاصيل الزراعية) مثلها مثل غيرها من الموارد الموجودة في المناطق الأخرى في سوريا هي ملك لجميع أبناء الشعب السوري».
وطالبت المبادرة الدول العربية والأمم المتحدة والقوى الدولية الفاعلة بأن يؤدوا دورًا إيجابيًا وفعالاً، يسهم في البحث عن حل مشترك مع الحكومة السورية والإدارة الذاتية والقوى الوطنية الديمقراطية».
وختمت المبادرة بدعوة الجميع للمشاركة والإسهام فيها في المرحلة الحالية، من خلال تسريع الجهود والمساعي الرامية إلى رأب الصدع وإنهاء الصراع،بما لا يتعارض مع قرار مجلس الأمن (٢٢٥٤) وجميع القرارات الأممية ذات الصلة، كما أعلنت أنهم على استعداد لمناقشة جميع وجهات النظر ومشاريع الحلول وترتيب كافة الإجراءات اللازمة لاحتضان الأطراف وإطلاق مباحثات الحوار والحل الوطني.