الأخبار شمال وشرق سوريا

لماذا أغلق معبر سيمالكا بين شمال وشرق سوريا وإقليم كوردستان وما علاقة الاجتماع الرباعي بذلك؟

عندما تُغـ ـلق المعابر التجارية بين طرفين وهي التي تدر العملة الصعـ ـبة في ظل الأزمـ ـة الاقتصادية العالمية، فالمؤكد أن هناك حـ ـرباً مشتعلة بين الطرفين أو أن هناك مخـ ـططاً يُراد تطبيقه، ويستخدم المعبر كأداة ابتـ ـزاز لإجـ ـبار الطرف الآخر على قبول المخطط، وهذا ما أكده محللان سياسيان لـ”فوكس بريس” تعليقاً على قرار إغـ ـلاق معبر سيمالكا/فيشخابور بين شمال وشرق سوريا وإقليم كوردستان العراق.

أعلنت إدارة المعابر في شمال وشرق سوريا، أن إدارة معبر فيشخابور في إقليم كوردستان العراق والذي يقابله معبر سيمالكا في شمال وشرق سوريا، أخبرتهم أنها قررت إغلاق معبري سيمالكا والوليد أمام الحركة التجارية والحالات الإنسانية أيضاً. مشيرةً أن قرار إدارة معبر فيشخابور جاء بدون أسباب.

وأشارت إدارة المعابر، أن إدارة فيشخابور، منحت مهلة من حملة الإقامات الأوروبية المتواجدين في شمال وشرق سوريا، أسبوعاً بالعودة إلى إقليم كوردستان للمغادرة باتجاه بلدان اللجوء، كما منحت أبناء شمال وشرق سوريا وبينها الحالات المرضية المتواجدين في إقليم كوردستان، أسبوعاً واحداً للعودة إلى شمال وشرق سوريا.

ولكن لماذا أغلق المعبر في هذه الفترة، وما الذي استجد حتى يتم إغلاق معبر يدر العملة الصعبة وينشط الحركة التجارية في إقليم كوردستان العراق.

في السياق، قالت وسائل إعلام إقليم كوردستان العراق، أن قرار إغلاق المعبر جاء على خلفية منع وفد من شمال وشرق سوريا من التوجه إلى إقليم كوردستان للمشاركة في مراسم افتتاح صرح البارزاني الخالد.

ولكن محللاً سياسياً مقرباً من المجلس الوطني الكوردي في سوريا، أكد أن هذا ادعاء لا أساس له من الصحة، مشيراً أنه في حالات المنع، فأنه قبل إغلاق المعبر، يخرج المجلس الوطني الكوردي ببيانات وهذا ما لم يحدث خلال الأيام الماضية، خصوصاً أن هناك ممثلين للمجلس الوطني الكوردي في إقليم كوردستان وهم من يتولون المشاركة في هكذا أحداث، مشيراً أن قيادات الخارج في المجلس الوطني الكودري لا تفسح المجال أمام قيادات الداخل للمشاركة في هكذا أحداث خارجية حفاظاً على موقعها.

المحلل السياسي الذي تحفظ على ذكر اسمه، لأسباب تتعلق بمكانته في المجلس الوطني الكوردي، أكد أن حكومة إقليم كوردستان أكبر من تمنع الغذاء والدواء من المرور إلى الكورد في شمال وشرق سوريا.

علاوة على أن معبري فيشخابور/سيمالكا والوليد بحسب المحلل السياسي، معبران تجاريان ومخصصان للحالات الإنسانية، وتمر عبرهما بضائع تقدر بملايين الدولارات شهرياً، وهذه البضائع قادمة من إقليم كوردستان أساساً، ويتم دفع الجمارك في المعبر قبل دخولها، وبالتالي هي مصدر من مصادر الأموال لحكومة إقليم كوردستان.

واستبعد أن تقوم حكومة إقليم كوردستان بإغلاق المعبر بحجة أنه تم منع وفد من شمال وشرق سوريا من التوجه إلى إقليم كوردستان، خصوصاً أن العديد من قادة المجلس الوطني الكوردي يتصرفون على هواهم ولا يعيرون أهمية كبيرة للنصائح التي تقدمها حكومة إقليم كوردستان والحزب الديمقراطي الكوردستاني لهم حول القضايا التي تهم المصلحة الكوردية.

واعتبر المحلل السياسي الأمر أكبر من منع وفد من المرور، ولكنه قال بأنه لا يعلم ما الأمر، مشيراً أن الأيام القادمة كفيلة بكشف أسباب إغلاق المعبر.

وفي هذا السياق، كشف محلل سياسي آخر من شمال وشرق سوريا، إن إغلاق المعبر مرتبط بالاجتماع الرباعي الذي عقد أمس بين وزراء خارجية الحكومة السورية وتركيا وإيران وروسيا.

وعن الرابط بين الاجتماع الرباعي والمعبر، أشار المصدر، أن هناك مساعي للتطبيع مع الحكومة السورية من قبل الدول العربية ويقابلها مساعي روسية لتطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة، لافتاً أن التوجه العربي يقوم على حل الأزمة السورية وفق مبدأ خطوة مقابل خطوة، وقال إن المبادرة العربية في حل الأزمة السورية لا ترغبه إيران وروسيا المشاركتان في الاجتماع الرباعي، لأنها تقلل من نفوذهما وتقود دمشق إلى الحضن العربي خصوصاً أن السعودية والإمارات تمتلكان إمكانيات مالية هائلة ومصر تمتلك شركات كبرى وتستطيع هذه الدول عبر أموالها وشركاتها إعادة إعمار سوريا، في حين أن تركيا وإيران وروسيا تمتلك الشركات لكنها تعاني من أزمات مالية كبيرة، خصوصاً إن إيران تشهد انتفاضة منذ منتصف أيلول الماضي لم تخمد حتى الآن وتركيا تعاني من تبعات الزلزال وتعاني من تضخم وتهاوي في العملة، أما روسيا فهي غارقة في أحوال أوكرانيا.

وانطلاقاً من ذلك، قال المحلل السياسي، إن روسيا وتركيا وإيران لهما مخطط حول سوريا، عبر إعادة سيطرة الحكومة السورية على عموم أراضي سوريا، وبشكل خاص شمال وشرق سوريا، مستشهداً بالتصريحات المضللة التي أطلقها وزير الخارجية الروسي حول مساعي الكورد لإنشاء ما أسماه “جيش سوريا الحرة” بدعم أمريكي، وكذلك اتفاق الأطراف على إعادة سيطرة الحكومة السورية على الحدود وعموم الأراضي السورية، مؤكداً أن ما جاء في بيانهم الختامي كان معادياً وبشكل صريح للإدارة الذاتية فقط، ولم يخرج الاجتماع الرباعي بشيء آخر سوى هذه المعادات.

لافتاً أن روسيا وتركيا تريدان فرض حصار شامل على الإدارة الذاتية، لإجبارها على قبول عودة قوات الحكومة السورية إلى مناطقها، بالاستفادة من تجربة انتشار قوات الحكومة السورية على الحدود السورية التركية في منطقة رأس العين بعد الهجمات التركية في تشرين الأول عام 2019 على تلك المنطقة وما تبعها بعد ذلك من انتشار لقوات الحكومة السورية والقوات الروسية في المنطقة.

موضحاً أن روسيا عدا إعادة سيطرة الحكومة السورية على المنطقة، وتريد العودة إلى معبر اليعربية الدولي، وأيضاً التحكم بمعبر الوليد الذي تدخل من خلاله تعزيزات التحالف الدولي وأمريكا، وبالتالي ترى في سيطرة قوات الحكومة السورية على المعبر اسلوباً مانعاً لمرور الدعم الأمريكي وبالتالي خروج القوات الأمريكية من المنطقة.

وعن علاقة إقليم كوردستان وإغلاق معبر فيشخابور مع شمال وشرق سوريا بذلك، أكد المحلل السياسي، أن تركيا تمتلك نفوذاً كبيراً على حكومة إقليم كوردستان العراق، وأن قرار إغلاق المعبر جاء بأوامر أو ربما تهديدات تركية بإغلاق معابرها مع الإقليم في حال عدم رضوخها لهذا الطلب، وهو ما أجبر حكومة الإقليم للرضوخ وإغلاق المعبر.

وقال إن قرار إغلاق معبر سيمالكا، اتخذ في الاجتماع الرباعي الذي عقد أمس في موسكو، وتولت أنقرة تنفيذه عبر إقليم كوردستان، وذلك للضغط على الإدارة الذاتية لقبول توجه قوات الحكومة السورية إلى معبر اليعربية الدولي الذي يرفض العراق الحركة التجارية منه إلا بوجود ممثلين رسميين من الحكومة السورية في ظل السيطرة الإيرانية على مفاصل الحكم في بغداد.

وأشار المحلل السياسي المقرب من الإدارة الذاتية، أن الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، لا تعارض وجود ممثلين عن الحكومة السورية في معبر اليعربية الدولي، لأنها جزء من سوريا، وهي لا ترفض دور الحكومة المركزية في التعامل الدولي، منوهاً أن دمشق ترفض وجود ممثلين عنها، بل تريد أن تسيطر على المعبر عسكرياً وهو ما ترفضه الإدارة الذاتية.

مؤكداً أن الإدارة الذاتية لها قوى أمن داخلي متمرسة ومتمكنة وقادرة على ضبط المعبر أمنياً، خصوصاً أن قوات الحكومة السورية لا يمكن الوثوق بها بحسب المحلل، فهذه القوات تفرض الإتاوات على التجار، وتتعامل بانتقائية، فضلاً عن أن مناطق سيطرة الحكومة السورية باتت مصنعاً للمواد المخدرة وخصوصاً الكبتاغون، حيث تخشى الإدارة الذاتية أن تحول الحكومة السورية مناطق شمال وشرق سوريا إلى مناطق مدمنة للمخدرات، علاوة على خشيتها أن يتحول المعبر إلى مصدر لتمرير الكبتاغون المصنع في مناطق سيطرة دمشق إلى الدول العربية، أو حتى الخشية من أن تتمركز فيها مجموعات موالية لإيران وأن تتعرض لهجمات إسرائيلية في ظل التصعيد المستمر بين إسرائيل وإيران وقصف الأولى لمواقع الأخيرة في مختلف المناطق السورية.

 

مشاركة المقال عبر