الأخبار شمال وشرق سوريا

أبرزها ملف د١عـ.ـش وخـ.ـطره على الأمن العالمي… لقاء دبلوماسي بين الإدارة الذاتية مع نواب في البرلمان البلجيكي

على الرغم من إعلان قوات سوريا الديمقراطية هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» في مارس / آذار 2019 وذلك بدعم من التحالف الدولي، إلا أن خطر التنظيم لا زال قائماً عبر نشاط خلاياه النائمة في مناطق شمال شرقي سوريا، أو بعض الجيوب التي لازالت خاضعة له في مناطق سيطرة القوات الحكومة السورية وفي العراق، ليضاف ذلك إلى مخاوف إعادة معتقلي داعش وعوائلهم تنظيم صفوفهم سواءً أولئك المعتقلين في السجون أو الموجودين في المخيمات، إضافة إلى الهجمات التركية المتكررة التي تعتبر فرصة ذهبية للتنظيم لإعادة انتعاشه وتنظيم ورص صفوفه، وهو ما تحذر منه الإدارة الذاتية في دعواتها المتكررة للدول بإعادة رعاياها أو دعم إجراء الإدارة الذاتية لمحاكمة بعض من عناصر تنظيم داعش.

وضمن سياق نشاطات اللقاءات الدبلوماسية التي تقودها ممثلي الإدارة الذاتية في الدول الأوربية، أجرى وفد من الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا لقاءً مع برلمانيين بلجيكيين من ضمنهم النائب عن الحزب الديمقراطي الإنساني البلجيكي جورج دلمون.

وخلال اللقاء، لفت عبد الكريم عمر، ممثل الإدارة الذاتية في أوربا إلى انعدام أفق الحلّ السياسي في البلاد، وقال: “لا توجد في الوقت الراهن أية تحركات فعلية لإنهاء الأزمة السورية، وبعض المحاولات التي بذلت خلال المراحل السابقة لم تصل إلى أية نتيجة، بالنظر إلى التضارب في الأجندات الإقليمية والدولية، كما أن الأطراف التي تدعي أنها تسعى وراء الحل أبعد ما تكون عن مراعاة طموحات وتطلعات السوريين”.

وأشار عمر إلى تبعات انعدام الحل السياسي على تردي الأوضاع الإنسانية في البلاد: “إن عزوف المجتمع الدولي عن النهوض بمسؤولياته يجعل المستقبل في سوريا مفتوحاً على شتى الاحتمالات، وهناك مخاوف كبيرة من بلوغ الأزمة الإنسانية مرحلة يكون من الصعب معالجة نتائجها، لا سيما في ظل تكرّر الهجمات على المدنيين في مناطق مختلفة، والتي تتسبب في فقدانهم الخدمات الأساسية الشحيحة أصلاً”.

وتطرق عمر إلى الهجمات الأخيرة التي شنتها تركيا على شمال وشرق سوريا، وأكد: “أن هذه الهجمات استهدفت بشكل أساس البُنى التحتية والمرافق الحيوية، الأمر الذي أدى إلى حرمان ملايين المواطنين في المناطق المستهدفة من الخدمات الحيوية، فضلاً عن تسبّب الهجمات في فقدان العشرات من المدنيين لحياتهم”.

كما وتطرق عمر إلى المبادرة التي طرحتها الإدارة الذاتية لاستضافة اللاجئين السوريين، وأكد: “أن هذه المبادرة تأتي من منطلق الدوافع الوطنية والإنسانية، وأن الإدارة الذاتية أكدت من خلالها استعدادها لاستقبال من يرغب من اللاجئين السوريين في المجيء إلى مناطقها، على أن تكون هذه العودة طوعية وآمنة وبرعاية من الأمم المتحدة”.

وبصدد قرار الإدارة الذاتية في محاكمة بعضٍ من عناصر تنظيم داعش، قال عمر: “لقد اضطررنا إلى الإقدام على هذه الخطوة بالنظر إلى تجاهل المجتمع الدولي لجميع نداءاتنا في المساعدة بإنشاء محكمة خاصة في مناطقنا لمحاكمة الدواعش المتورطين في ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. وتلتزم الإدارة الذاتية بأن تجري المحاكمات المزمع إجراؤها بصورة شفافة وعلنية وبحضور مراقبين دوليين، وأن تتم فيها مراعاة القوانين والأعراف الدولية”.

وبدوره تحدث البرلماني عن الحزب الديمقراطي الإنساني البلجيكي جورج دلمون، وقال: “إن الأوضاع في الشرق الأوسط وفقاً لما نراه الآن تتجه نحو التصعيد. وهناك بالفعل مشاكل معقدة تحتاج إلى نوايا دولية صادقة لإيجاد الحلول المناسبة لها. والأزمة السورية بدورها هي إحدى تلك الأزمات التي تعترضها سلسلة من العقبات تحول دون إنهائها. ونعتقد أن أي حلّ مستقبلي يجب أن يحترم أولاً وأخيراً إرادة السوريين بكافة أطيافهم وشرائحهم وقومياتهم”.

وحول قرار الإدارة الذاتية إجراء محاكمات لعناصر من داعش، قال دلمون: “نتفهم تماماً إقدام الإدارة الذاتية على هذه الخطوة، وإنه لمن المستغرب حقاً أن يتجاهل المجتمع الدولي نداءاتها لحلّ هذه المشكلة الخطيرة، التي لا تشكل فقط عبئاً ثقيلاً على الإدارة الذاتية يفوق قدرات وإمكانات دول بحلها، بل إن وجود هذا العدد الكبير من عناصر أخطر تنظيم إرهابي داخل المعتقلات في شمال وشرق سوريا، يهدد بتفجير الأوضاع وعودة الإرهاب من جديد في أية لحظة، وحدوث هذا الأمر فضلاً عن أنه سيضرب الأمن والاستقرار في مناطق الإدارة الذاتية، فإنه سيشكل مرة أخرى مشكلة أمنية كبيرة لأوروبا وللعالم أجمع”.

كذلك أشار دلمون بدوره إلى سوء الأوضاع الإنسانية جراء الهجمات المستمرة على مناطق مختلفة من سوريا، وقال: “نعلم بأن هناك تدهوراً كبيراً في الأوضاع الإنسانية جراء الحرب المستمرة منذ أكثر من عقد في سوريا، ويبدو أن معاناة الناس في بعض المناطق قد ازدادت في الآونة الأخيرة، كما في مناطق شمال وشرق سوريا جراء الاستهدافات التركية للمرافق الخدمية الحيوية، وإنه لشيء محزن ومقلق أن تتم محاربة السكان المدنيين في مصادر عيشهم، بينما يبقى المجتمع الدولي صامتاً إزاء هذه الانتهاكات الواضحة والصريحة للقوانين الدولية”.

واستنكر برلمانيون بلجيكيون عن حزب “فلامس بيلانغ” خلال لقاء مع وفد من الإدارة الذاتية، الجرائم التركية واستهدافها البنية التحتية في شمال وشرق سوريا، وناقش الطرفان مستجدات المنطقة وخاصة الجرائم التركية في المناطق الخاضعة لسيطرتها في سوريا.

فرصة ذهبية… داعش يستغل الهجمات التركية

والعام الفائت، شنت تركيا هجمات استهدفت البنى التحتية والمنشآت الحيوية، كما استهدف الطيران التركي قوى الأمن الداخلي التابع للإدارة الذاتية المسؤولة عن حماية مخيم الهول، نتيجة لذلك، تمكنت بعض عائلات “داعش” من الفرار من المخيم”، وأسفرت عن فقدان 8 مقاتلين من الذين يقومون بمهام حماية المُخيَّم، لحياتهم.

وعلى خلفية استهدف الطيران التركي تمكنت 25 إمرأة من زوجات قياديين في تنظيم داعش الهروب من مخيم الهول إلى المناطق التي تسيطر عليها تركيا حيث توجهوا من تل أبيض إلى جرابلس.

وفي الـ5 أكتوبر / تشرين الأول 2023، شنت الطائرات الحربية والمسيرة التركية هجمات جديدة وبلا هوادة البنية التحتية المدنية الحيوية، بما في ذلك محطات الطاقة ومضخات المياه ومصافي النفط ومصنع تعبئة غاز الطهي الوحيد في المنطقة، وضربت أكثر من 200 موقع . وقد تم قصف المناطق السكنية وحتى مخيمات النازحين داخلياً، بما فيها استهداف أكاديمية لمكافحة المخدرات التابع لقوى الأمن الداخلي في شمال وشرق سوريا والتي أدت لفقدان 29 من عناصرها، إضافة إلى سقوط ضحايا من المدنيين، حيث استغل تنظيم الدولة الإسلامية مجدداً الهجمات التركية لتنفيذ العديد من الهجمات على نقاط قوات سوريا الديمقراطية.

كما أن قيام تركيا باستهداف البنى التحتية والمنشآت الحيوية وتدمير الاقتصاد المحلي يمنع التعافي من ويلات داعش كما أنه يؤدي أيضًا إلى تعميق الأزمة الإنسانية المستمرة.

وتتهم الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية تركيا بإعادة انتعاش تنظيم الدولة في المنطقة ورص صفوفه من خلال الهجمات التركية اليومية على مناطق في شمال وشرق سوريا والتي تعتبر فرصة ذهبية للتنظيم بالتحرك بسهولة والقيام بتنفيذ العمليات ضد قواتهم، إضافة إلى الخطر الذي يحدق بمخيم الهول، حسب تعبيرهم.

ويعتبر مخيم الهول أكبر معسكر يأوي آلاف النازحين وأفراد أسر عناصر تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، ويُقدّر عددهم بنحو 60 ألف، معظمهم من النساء والأطفال، نحو نصفهم من العراقيين وبينهم 11 ألف أجنبيًا من نحو 60 دولة.

ماكرون يرسل رسالة دعم للإدارة الذاتية ومكونات المنطقة

في سياق متصل، زار وفد فرنسي رسمي مكلّف من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لمناطق الإدارة الذاتية ومؤسساتها.

الوفد الزائر ضم كلاً من وزير التعليم الوطني الفرنسي السابق ميشيل بلانكيه، والكاتب والباحث الفرنسي باتريس فرانشيسكي رافقه ممثل الإدارة الذاتية في فرنسا خالد عيسى.

واستُقبل الوفد في مركز دائرة العلاقات الخارجية للإدارة الذاتية، من قبل الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية سمر العبد الله، ونائبي الرئاسة المشتركة فنر الكعيط وروبيل بحو.

وبيّن الموقع أن سبب الزيارة هو تقديم رسالة دعم وتأييد من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لشعب شمال وشرق سوريا وإدارته.

وقال وزير التعليم الوطني الفرنسي السابق ميشيل بلانكيه خلال زيارته: “إن زيارته لمناطق شمال وشرق سوريا، للتعرّف على مؤسسات الإدارة الذاتية، ونقل دعم وتأييد الرئيس الفرنسي لشعوب وإدارة شمال وشرق سوريا، والتأكيد على التعاون بين فرنسا وشمال وشرق سوريا قائماً ومستمراً.

وأوضح بلانكيه: “أنا معجب بتجربة الإدارة الذاتية وكيفية الحكم والتعايش المشترك بين بعضكم البعض ولكن الهجوم عليكم من بعض دول الجوار هو أمر غير مقبول أبداً”.

ونوه بلانكيه: “أنا هنا اليوم للقيام بجولة في مناطق شمال وشرق سوريا لرؤية الأضرار التي لحقت بكم بعد الهجوم الأخير، وسوف أعود إلى فرنسا لمناقشة كيفية تقديم المساعدات بشكل أكثر فاعلية”.

مشاركة المقال عبر