الأخبار سوريا

الحكومة السورية تواصل حصـ ـار الشهباء والشيخ مقصود.. مخـ ـاوف من تكرار سيناريو العام السابق

تواصل الحكومة السورية فـ ـرض الحـ ـصار على منطقة الشهباء وحيي الشيخ مقصود والأشرفية في مدينة حلب والتي يقطنها غالبية كوردية، وتمنع الفـ ـرقة الرابعة سيـ ـئة الصـ ـيت دخول المواد الأساسية إليها وخصوصاً المحروقات، وسط مخـ ـاوف الأهالي من تكرار سيناريو العام الفائت عندما فقـ ـد أطفال حيـ ـاتهم نتيجة البرد.

حصار الشهباء، بدأ منذ توجه مهجري عفرين إليها بعد شن تركيا هجمات على منطقة عفرين مطلع عام 2018، حيث فرضت حواجز الفرقة الرابعة سيئة الصيت، حصاراً خانقاً على الأهالي الذين سكنوا في مخيمات ومنازل مدمرة بالشهباء، ومنعت دخول المواد الأساسية إلى هذه المناطق وفرضت ضرائب باهظة على الكمية القليلة التي تسمح بدخولها.

وفي حيي الشيخ مقصود والأشرفية بمدينة حلب والذي يقطنهما غالبية كوردية، فرضت قوات الحكومة السورية الحصار عليهما منذ أن فرضت سيطرتها على حلب في عام 2016، حيث تستمر منذ ذلك الوقت بفرض الحصار على الحيين من أجل السيطرة عليهما، حيث تفرض الفرقة الرابعة حصاراً خانقاً على الحيين بعد أن أحاطتهما بالحواجز من كل حدب وصوب.

ومع بدء المحاولات الروسية لتطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق العام الفائت، شددت الحكومة السورية من حصارها للشهباء وحي الشيخ مقصود والأشرفية، بدرجة أكبر، وباتت تمنع إدخال العديد من المواد الأساسية للحياة إليها وخصوصاً المحروقات والطحين والسكر وحليب الأطفال والأدوية، فضلاً عن فرض ضرائب كبيرة على بقية المواد مثل الخضار المحلية وهو ما يزيد من معاناة الأهالي.

ورغم هذا الحصار، تحاول الإدارة تأمين المواد الأساسية لهذه المناطق عبر إرسالها من مناطق شمال وشرق سوريا، حيث استطاعت بعد محاولات عديدة إيصال دفعة من مازوت التدفئة خلال الأيام الماضية إلى حيي الشيخ مقصود والأشرفية، وخصص المجلس العام للحيين كمية 100 لتر لكل عائلة.

وغطت الكمية المرسلة نحو 30 % من سكان الحيين حيث اقتصر التوزيع على عدد من كومينات القسم الغربي وجامع معروف، في لا يزال نحو 70 % من السكان ينتظرون وصول دفعات جديدة لتوزيع الكمية عليهم. حيث أكد العديد من الأهالي الذين حصلوا على المازوت بأن الكمية الموزعة لا تكفي حاجتهم من مازوت التدفئة خلال فصل الشتاء، في ظل انخفاض درجات الحرارة على مدار 3 أشهر في البلاد.

ويتخوف الأهالي من تكرار سيناريو العام السابق، عندما منعت الفرقة الرابعة دخول المحروقات إلى الحيين ما أدى مفاقمة أوضاع الأهالي نتيجة البرد، إذ فقد طفلان أحدهما رضيع حياتهما برداً بعد عدم تمكن الإدارة الذاتية من إيصال مازوت التدفئة إليهما نتيجة تعنت الفرقة الرابعة.

وتطالب الفرقة الرابعة بالحصول على 70 % من كمية المحروقات المرسلة وهذا ما فعلته العام الفائت أيضاً وأثناء وقوع الزلزال في شباط العام الفائت، حيث تمكنت حينها الإدارة الذاتية من إدخال المحروقات إلى الشهباء والشيخ مقصود والأشرفية بعد أن استولت الفرقة الرابعة على 50 % من الصهاريج المرسلة.

وتحاول الفرقة الرابعة بشتى الوسائل الحصول على الأموال من خلال الاستيلاء على المواد المارة بحواجزها وفرض ضرائب كبيرة عليها تصل إلى آلاف الدولارات.

ولا يقتصر الحصار على منع إدخال المحروقات التي ترسلها الإدارة الذاتية إلى هذه المناطق، بل تعمل حواجز الفرقة الرابعة المنتشرة في محيط هذه المناطق على فرض مبالغ مالية على المدنيين الذين حصلوا على مادة المازوت من خلال البطاقة الذكية المدعومة من قبل الحكومة السورية نفسها حيث توزع الحكومة كمية 50 لتر لكل عائلة على أساس البطاقة الذكية، ويصل الأمر إلى منع دخول المحروقات بشكل تام إلى هذه المناطق.

كما تفرض ضرائب كبيرة على حليب الأطفال والأدوية والطحين والمواد الأساسية للحياة، حيث دفعت هذه الضرائب الباهظة أصحاب معامل الأدوية ومندوبيها إلى التوقف عن التوجه إلى هذه المناطق مما أدى إلى انقطاع العديد من أصناف الأدوية وخصوصاً أدوية الأمراض المزمنة.

 

مشاركة المقال عبر