الأخبار سوريا

خلافاتٌ داخل السلطة بين أسماء وماهر الأسد

بات واضحاً للجميع أن أسماء الأسد تُهيمن على اقتصاد سوريا والسيطرة على كبرى الشركات التي يمتلكها رجال أعمال بارزين عدد منهم مقرب من ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري بشار الأسد وقائد “الفرقة الرابعة” في قوات الحكومة السورية والتابع للأجندة الإيرانية، الأمر الذي أغضب ماهر ودفعه لمواجهة الأخرس مطالباً التراجع عن بعض القرارات وخاصة تلك التي طالت المقربين منه، إلا أن الجواب كان الرفض باستمرار لهذا ظهر صراع المال بينهما بشكل كبير وبدأت تطفو على السطح بقوة.

أصبحت أسماء الأسد (الأخرس) في مركز القوة الاقتصادية لسوريا وصانعة قرار منذ بداية عام 2020، ويمكن اكتشاف بصماتها في عدد من قطاعات الاقتصاد، من المكتب السري والعقارات إلى النظام البنكي والاتصالات، وإن كان هذا عبر شركات وهمية ومناطق تجارة حرة وحسابات في الخارج بأسماء المقربين منها وعبر نافذة التهرب الضريبي حيث جمعت رؤوس أموال كبيرة جداً وسيطرت من خلالها على رجال الأعمال في جميع المحافظات السورية لتصبح الكتلة المالية للحكومة السورية بيد أسماء الأخرس وبيد اثنين من أبناء خالتها.

ولم يتبقى لدى ماهر الأسد إلا الحواجز التي يبلغ عددها 440 بيده والتي يتحكم من خلالها بالخوّة على الأراضي السورية وفرض الإتاوات الداخلية والحدودية بالإضافة إلى السيطرة على سوق المعادن والخردة، إلى جانب الشراكة مع حزب الله بعملية المخدرات وهو ما أزعج ماهر الأسد وجعله يخرج عن طوره ليخرج الصراع بينهما حول المكاسب الاقتصادية إلى العلن.

ووفق تقارير صحفية فإن الخلاف بين ماهر الأسد وأسماء الأسد برز أيضاً حول الحصول على كعكة المخدرات التي تمر عبر محافظة السويداء.

وبعد أن استطاعت أسماء الأسد تدمير الإمبراطورية الاقتصادية لعائلة مخلوف -والمتجسدة في رامي مخلوف ابن خال الرئيس السوري والذي استحوذ على نحو نصف الاقتصاد السوري قبل الحرب- والسيطرة الكاملة عليها وتفتيت ما تبقى منها في سعيها لمشروعها الخاص.

لم يعد أمام أسماء سوى القليل من المنافسين الكبار ضمن الدائرة المقربة وفي مقدمتهم ماهر الأسد كما أصبح أقرب مستشاريها يشغلون أرفع المناصب في مكتب الرئيس.

وسبق وأن نشر فراس طلاس نجل وزير الدفاع الأسبق مصطفى طلاس على صفحته في فيسبوك تفاصيل خطة مفاجئة تسعى زوجة الأسد لتنفيذها ضد ماهر الأسد، وتضمنت الخطة تكليف أحد كبار ضباط الأمن برصد وإعداد قوائم بالمحسوبين عن ماهر الأسد وذلك في كل أجهزة الدولة بما في ذلك الجيش والأمن.

فبحسب طلاس فإن تلك القوائم جُهزت بالفعل وعلى استعداد للتنفيذ في الوقت المناسب وربما تهدف أسماء بتلك الخطة للإطاحة بماهر الأسد

وبالعودة إلى المكتب السري التي تقوده أسماء الأسد، ففي تسجيل مصوّر نشره على حسابه على موقع “فيسبوك”، قال الصحفي السوري كنان وقاف، الذي خرج قبل مدة من سوريا بعد أن تعرض للاعتقال والملاحقة عدة مرات، قال إن “المكتب السري”، التابع لزوجة الرئيس السوري، أسماء الأسد، تفرض إتاوات كبيرة بالدولار على التجار، وبشكل خاص في دمشق وحلب، فضلاً عن تدخلها في الاقتصاد السوري بما يعود بالمنفعة إلى المقربين منها.

مشاركة المقال عبر