الأخبار العالم والشرق الاوسط تركيا شمال وشرق سوريا

ألمانيا تبرّر الهـ ـجمات التركية على شمال وشرق سوريا وتحضّها على ممارسة المزيد من الاعتـ.ـداءات..!

تسببت الهجمات الجوية التركية الأخيرة على مناطق متفرقة في شمال وشرق سوريا بخروج عشرات المؤسسات والمنشآت الحيوية عن الخدمة، ومن أبرز المنشآت التي خرجت عن الخدمة محطة السويدية بنسبة 100 بالمئة وهذه المحطة هي مصدر الكهرباء الوحيد في منطقة الجزيرة، وكانت تغذي عموم محطات المياه بالمنطقة وتمد المؤسسات الخدمية من مطاحن ومشافي وأفران بالكهرباء دون تقنين. وخروجها عن الخدمة يعني تلقائياً خروج هذه المؤسسات عن الخدمة.

كما تسببت خروجها بحرمان نحو 2.5 مليون نسمة يعيشون في 15 مدينة وناحية وبلدة وآلاف القرى في الجزيرة من خدمة الكهرباء، ومع استهداف الكم الهائل من المنشآت الحيوية من شأنه أن يخلق مشاكل كثيرة مستقبلية للأهالي لتأمين مستلزمات حياتهم اليومية.

ورغم أن الغارات الجوية استهدفت البنى التحتية والمنشآت الحيوية والأعيان المدنية إلا أن ألمانيا اختارت مجدداً الوقوف مع الاعتداءات التركية ونشر الدعاية المؤيدة لها على نفس المستوى.

وفي هذا السياق، نشر المبعوث الألماني الخاص إلى سوريا، ستيفان شنيك، على منصة “إكس / تويتر سابقاً” بياناً مقتضباً غير مستقل وغير حيادي يحض ويشجع تركيا على ممارسة المزيد من الاعتداءات والعنف ضد المدنيين والاستقرار الذي توفره قوات سوريا الديموقراطية والإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا بدلاً من توجيه إدانة صريحة وواضحة لهذه الاعتداءات.

وتضمن البيان الذي نشره المبعوث الألماني «في مواجهة تهديد الإرهاب، تسعى تركيا إلى تحقيق الهدف المشروع في الدفاع عن نفسها ضد الهجمات العنيفة، ومع ذلك فإن التقارير حول الأضرار الجسيمة التي لحقت بالبنى التحتية الحيوية في شمال وشرق سوريا عقب العمليات العسكرية تشكل مصدر قلق».

ما جاء في البيان حول أحقية تركيا في مواجهة الإرهاب والدفاع عن نفسها ضد الهجمات العنيفة لا يمت للحقيقة بصلة وهو بيان يحض على ارتكاب أنقرة المزيد من الانتهاكات والجرائم بحق المدنيين والمنشآت الحيوية، كما أن قسد لم تخرق ولو لمرة واحدة اتفاقية وقف إطلاق النار بناء على اتفاق الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب أردوغان في تشرين الأول عام 2019 وبين الولايات المتحدة وتركيا من جانب آخر ولم يُسجل بذلك أي خرق ضدها، بينما تركيا هي التي تواصل شن هجمات بالطائرات الحربية والمسيرة وبالمدفعية ضد مناطق شمال وشرق سوريا والتي وصلت إلى عمق 68 كم داخل الأراضي السورية وهي تخالف بذلك على ما وقّعت عليه من اتفاق مع الجانب الروسي والأمريكي.

ولكن الصمت الروسي والأمريكي بما فيها البيان الصادر عن الدولة الألمانية تتيح المجال بشكل أكبر قيام تركيا بشن هجمات هستيرية ضد المنشآت الحيوية في شمال وشرق سوريا إذ تؤثر هذه الهجمات بشكل مباشر على الأمن والاستقرار في مناطق شمال وشرق سوريا، حيث تنشط خلايا تنظيم الدولة الإسلامية وهي تقوض جهود مكافحة التنظيم التي تقودها الولايا الأمريكية التي تقود تحالفاً دولياً ضده يضم أكثر من 80 دولة حول العالم وتشكل فيها قوات سوريا الديمقراطية رأس الحربة فيها.

وسبق لقوات سوريا الديمقراطية أن أكدت أن الهجمات التركية على المنطقة تجبرهم على التركيز للتصدي لهذه الهجمات ما يمنح الحرية لتنظيم الدولة الإسلامية لتنظيم صفوفه وتنشيط خلايا في المنطقة.

ومع البيان الصادر عن الدولة الألمانية فإنها تبرر الهجمات التركية ضد المنشآت الحيوية فضلاً عن سقوط ضحايا مدنيين في مؤشر واضح على الاستهانة بحياة الأبرياء في شمال وشرق سوريا وهي تصرفات خطيرة خاصة وأن قوات سوريا الديمقراطية، الشريكة في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش والتي حاربت نيابة عن العالم بأسره، تواجه تحديات جمة نتيجة الدمار الذي أحدثه الهجمات التركية للبنية التحتية في المنطقة.
‏‎
الجدير ذكره أن المرصد السوري لحقوق الإنسان ‏‎أكد على أن الاستهدافات التركية للبنى التحتية والمرافق الخدمية تعتبر “جريمة حرب” وفق القـانون الدولي.

مشاركة المقال عبر