الأخبار شمال وشرق سوريا

بعد نفي إدارة بايدن الانسحاب من سوريا… التحالف الدولي يواصل إجراء التدريبات العسكرية

في الوقت التي كشفت فيها مجلة “فورين بوليسي” قولها أن مصادر في الخارجية الأميركية ووزارة الدفاع (البنتاغون)، أن واشنطن تدرس إمكانية سحب قواتها بشكل كامل من سوريا، إلا أن البيت الأبيض نفى الأربعاء وجود أي نية لسحب القوات الأميركية من سوريا وإنهاء وجودها العسكري هناك.

نفي البيت الأبيض جاء عبر اتصال مع قناة العربية التي أكدت “إن إدارة الرئيس جو بايدن لا تفكر بالانسحاب من سوريا”

كما نقلت وسائل إعلام عن مسؤولين أميركيين، بما في ذلك البيت الأبيض ووزارة الدفاع، نفيهم صحة الأنباء التي تحدثت عن انسحاب الولايات المتحدة من سوريا.

بينما نقلت وكالة “ريا نوفوستي” عن مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية قوله إن “التقارير في وسائل الإعلام والتي تفيد بأن الولايات المتحدة تدرس إمكانية سحب قواتها من سوريا خاطئة ولا يمكن الاعتماد عليها”.

وفي الـ19 يناير / كانون الثاني الجاري أكد نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى، المسؤول عن الملف السوري إيثان غولدريتش، أن مهمة القوات الأمريكية في سوريا هي محاربة تنظيم “داعش”، وأن الولايات المتحدة تلتزم “بالحفاظ على وجودها المحدود في شمال شرق سوريا والتنف”.

وبعد النفي الأمريكي على لسان مسؤولين بارزين في البيت الأبيض ووزارة الدفاع وجود أي نية للانسحاب من سوريا، أجرت قوات “التحالف الدولي” تدريبات عسكرية في قاعدتها الشدادي بريف الحسكة الجنوبي، حيث دوت انفجارات عدة في منطقة القاعدة، نتيجة استخدام الذخيرة الحية في التدريبات، وضرب أهداف وهمية، لرفع الجاهزية القتالية لقواتها.

ويأتي ذلك، تزامناً مع التصعيد البري والجوي من قبل المجموعات المدعومة من إيران في استهداف القواعد الأمريكية العسكرية داخل الأراضي السورية، وتحسباً من هجمات محتملة تنفذها خلايا تنظيم الدولة الإسلامية.

ومع استمرار التدريبات العسكرية سواءً التي تجريها قوات التحالف من جهة، أو تلك المشتركة مع قوات سوريا الديمقراطية وذلك بمشاركة طائرات حربية ومروحية، فإن التحالف الدولي بدأ في الآونة الأخيرة بإرسال المزيد من المعدات والأسلحة العسكرية بينها أنظمة دفاع جوي براً وجواً إلى مناطق شمال وشرق سوريا وهو ما يؤكد أن الولايات المتحدة لا تفكر الانسحاب من سوريا.

وفي الـ15 يناير / كانون الثاني الجاري قررت وزارة الدافاع الأميركية «البنتاغون» تزويد قواتها المنتشرة في كل من سوريا والعراق بـ1500 جندي إضافي وذلك لاستكمال مهمة محاربة تنظيم “داعش” والقضاء عليه.

ويعد قرار إرسال الولايات المتحدة الأمريكية إرسال 1500 جندي إضافي إلى سوريا والعراق نظراً للتهديد الذي لا يزال يشكله تنظيم الدولة الإسلامية، إذ شنت الأخيرة في وقت مبكر من يوم 16 يناير، هجوماً صاروخياً على سجن تديره قوات سوريا الديمقراطية يضم ما يصل إلى 5000 سجين من تنظيم الدولة الإسلامية، مما أدى إلى محاولة هروب جماعية.

وفي حين تم إحباط هذه العملية في نهاية المطاف، فإن الانتشار الأمريكي إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية يلعب أيضاً دوراً حيوياً في تحقيق الاستقرار في المنطقة التي يتم فيها احتجاز 10 آلاف من عناصر التنظيم المتمرسين في القتال داخل ما لا يقل عن 20 سجناً مؤقتا، كما يتم احتجاز 50 ألفا آخرين من النساء والأطفال المرتبطين بهم في معسكرات آمنة.

ويسعى محور أستانة في إخراج القوات الأمريكية من سوريا، حيث اتفقت هذه الأطراف في الجولة الـ20 من سلسلة اجتماعات أستانة التي جرت في العشرين والحادي والعشرين من حزيران العام الفائت، وكذلك في الجولة الـ21 التي جرت يومي 24 و25 من الشهر الجاري على تقسيم سوريا وفقاً لمصالحها، بما فيها إخراج القوات الأمريكية من سوريا والقضاء على الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا كون تقف عائقاً أمام مخططاتهم وأطماعهم في المنطقة.

ويتمثل سعي إيران لإخراج قوات التحالف الدولي وفي مقدمتها أمريكا من سوريا كونها تقف ضد مشروعها بالسيطرة على سوريا والعراق ولبنان واليمن من أجل إقامة الهلال الشيعي، ولذلك تحاول استخدام العرب لتحقيق غايتها هذه، فالقوات الإيرانية المتمركزة في الضفة الغربية لنهر الفرات، عندما تطلق الصواريخ باتجاه قواعد التحالف الدولي، تختبئ بين منازل المدنيين وتطلق الصواريخ وتفر من المنطقة وتترك المدنيين عرضة للخطر، فهي تستخدم العرب السنّة في المنطقة كدروع بشرية من أجل تطبيق مخططاتها في المنطقة.

أما روسيا الساعية للسيطرة على خيرات سوريا واستولت على المطارات والموانئ وآبار النفط ومناجم الفوسفات فعلاً، تريد استكمال سيطرتها على خيرات المنطقة وأعينها على نفط دير الزور وغازها من أجل التحكم بأسعار الغاز عالمياً أكثر وأكثر، وتريد من خلال خلق الفتنة توجيه ضربة لأمريكا التي تقدم دعماً لا محدوداً لأوكرانيا في تصديها للهجمات الروسية التي بدأت منذ نحو 22 شهراً ولم تستطيع تحقيق تقدم ملحوظ فيها وتتعرض للاستنزاف فيها ما يجعلها عرضة للخسارة أمام حلف الناتو، وهي أيضاً تريد استغلال العرب لتحقيق أهدافها بالضغط على الولايات المتحدة من خلال جعل المناطق العربية ساحة تصفية حسابات بين الطرفين لن يدفع ثمنها سوى العرب وحدهم.

أما تركيا الساعية للقضاء على الكورد ومشروع الإدارة الذاتية فيها، فهي ترى في الدعم العربي لمشروع الإدارة الذاتية خطراً يهدد وجودها كون تركيا تتألف من الكورد والعرب والشركس واللاز والشيشان وغيرهم من القوميات التي إن اجتمعت معاً فهي تفوق الأتراك عدداً، ومنح هذه الشعوب حقوقها سيقضي على آمال زعيمها أردوغان بالسيطرة على الدول العربية تارة باسم الميثاق الملي والتي تضم أجزاء من سوريا بينها الحسكة ودير الزور والرقة وحلب، وتارة أخرى باسم الوطن الأزرق والتي تضم البلدان العربية الواقعة في حوض البحر الأبيض المتوسط، وبالتالي فهي تريد خلق فتنة كوردية عربية تستفيد هي وحدها منه.

مشاركة المقال عبر