الرئيسية تركيا سوريا

تركيا تجـ ـهز فصـ ـائل الجيـ ـش الوطني للمشاركة في عمـ ـلية رفح.. هل جاء وقت وفـ ـاء الديـ ـن لإسرائيل؟

منذ بدايات الأز.مـ ـة السورية، قدمت إسرائيل الحليف الأمـ ـنـ ـي الوثيق لتركيا، الدعـ ـم للفصـ ـائل المسـ ـلحة المعـ ـارضة للحكومة السورية، بسبب بُعد تركيا عنهم، واليوم تريد تركيا إيـ ـفـ ـاء الديـ ـن لإسرائيل من خلال تجهـ ـيز فصـ ـائل الجيـ ـش الوطني من أجل إرسـ ـالـ ـهم إلى إسرائيل للمشاركة في اقتـ ـحـ ـام مدينة رفح في قطاع غزة.

منذ بداية الأزمة السورية، قامت تركيا بتسليح وتمويل الفصائل المعارضة للحكومة السورية، وافتتحت معسكرات تدريبية لهم على أراضيها وقدمت لهم السلاح والذخيرة عبر حدودها الجنوبية، ولكن مناطق الجنوب السوري كانت بعيدة عنها ولم يكن باستطاعتها إيصال الدعم لهم، لذلك تولت حليفتها إسرائيل هذه المهمة، حيث تربط تركيا وإسرائيل اتفاقيات أمنية وتدريبية عسكرية قديمة تعود إلى التسعينيات من القرن الماضي.

واليوم مع إصرار إسرائيل على اقتحام مدينة رفح في قطاع غزة، ونظراً للتقارير التي تشير إلى وجود 4 كتائب من حركة حماس لم تتعرض للمس وهي في كامل الاستعداد للتصدي للعملية الإسرائيلية، فأن الأخيرة تخشى من زيادة خسائرها وخصوصاً أن هذه الخسائر قد تودي برئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي ترتفع الأصوات المناهضة له في إسرائيل، ولذلك تدخلت تركيا على الخط.

وفي السياق، كشفت مصادر مطلعة، أن حكومة رجب طيب أردوغان، تتجهز لإرسال مجموعات من الجيش الوطني إلى إسرائيل ومنها إلى قطاع غزة للمشاركة في عملية اقتحام رفح الى جانب الجيش الإسرائيلي.

ولفتت المصادر، أن المجموعات التي ستغادر إلى إسرائيل سبق وأن شاركت الى جانب أذربيجان في القتال ضد الأرمن في ناغورني/قره باغ.

والمعروف أن هناك علاقات وثيقة بين إسرائيل وأذربيجان، حيث تعتبر إسرائيل المزود الرئيسي لأذربيجان بالسلاح والعتاد العسكري، فيما تقوم الأخيرة بمدها بالنفط عبر الموانئ التركية، وعليه فأن عناصر الجيش الوطني الذين سيتوجهون إلى إسرائيل سبق لهم أن استخدموا الأسلحة والآليات العسكرية الإسرائيلية وبالتالي فهم من ذوي الخبرة في التعامل معها.

وفي سياق متصل، كشفت صحيفة (يسرائيل تايمز) عن عقد قيادات فصائل تركمانية منضوية ضمن “الجيش الوطني السوري” والائتلاف السوري، لقاءات في السفارة الإسرائيلية في أنقرة مع مسؤولين في الموساد الإسرائيلي لتنسيق عمليات انتقال عناصر الفصائل للمشاركة في عملية اقتحام رفح.

وبحسب الصحيفة جرى الاتفاق على أن تعبر دفعة أولى من العناصر يبلغ تعدادهم نحو 350 عنصراً أولاً إلى أذربيجان ومنها إلى تل أبيب، وسيتلقى كل عنصر 2500 دولار، فيما سيحصل قادة الفصائل المتوجهين إلى إسرائيل مبلغاً قدره 4000 دولار في الشهر الواحد.

هذا وسبق لتركيا أن أرسلت فصائل الجيش الوطني للقتال من أجل مصالحها في كل من ليبيا وأذربيجان وأرسلتهم مؤخراً إلى النيجر، والآن تستعد لإرسالهم إلى إسرائيل لرد الجميل لها على الدعم الذي كانت تقدمه لفصائلها السورية في الجنوب السوري.

تقارير إسرائيلية تكشف زيادة الدعم الإسرائيلي للفصائل

وخلال السنوات الماضية، نشرت العديد من وسائل الإعلام الإسرائيلية تقارير تفضح “العلاقات المشبوهة” بين الحكومة الإسرائيلية بزعامة بنيامين نتانياهو، والعديد من فصائل الجيش الحر (الجيش الوطني حالياً).

ومن بين تلك التقارير، ما نشرته المدونة الإسرائيلية المشهورة والخبيرة في الشأن السوري، إليزابيث تسوركوب، على موقع “War on the Rocks” مطلع عام 2018، حيث كشفت أن إسرائيل زادت من حجم الإمدادات التي تنقلها للمسلحين في سوريا.

وقالت الخبيرة الإسرائيلية أن 7 منظمات “سنية” تتبع الجيش الحر في الجنوب السوري، حصلت على أسلحة وذخيرة وأموال لشراء معدات عسكرية من إسرائيل.

كما أكد المحلل والخبير الاستراتيجي الإسرائيلي والمتخصص في الشؤون العربية، بصحيفة “هاآرتس” الإسرائيلية، مد إسرائيل للجيش الحر بالسلاح والأموال من أجل محاربة الجماعات الموالية لإيران وإبعادها عن هضبة الجولان، لافتاً أن إسرائيل تقدم المساعدات الإنسانية أيضاً لتلك الأطراف.

وأشار المحلل أن زيادة المساعدات الإسرائيلية للجيش الحر، جاءت بعد أن تم إغلاق غرفة عمليات الموك الموجودة على الأراضي الأردنية والتي كانت تقدم الدعم العسكري للفصائل السورية التي تقاتل الحكومة.

معارض سوري يزور إسرائيل

وفي شباط عام 2018، زار المعارض السوري وعضو منصة أستانة، المدعو “عبد الجليل السعيد”، إسرائيل، والتقى قادة الجيش الإسرائيلي في تل أبيب وعلى رأسهم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي.

المعارضة تكشف بصورة علانية تواصلها مع القيادات الإسرائيلية

وفي نهاية عام 2016، كشفت المعارضة السورية لأول مرة بصورة علانية تواصلها مع القيادات الإسرائيلية، داعية الإسرائيليين للتظاهر من أجل التعبير عن تضامنهم مع السوريين والأوضاع في مدينة حلب.

ورحب منسق جبهة الإنقاذ الوطني السورية المعارضة فهد المصري، حينها بالتصريحات الصادرة من إسرائيل عن الأوضاع في سوريا، خاصة دعوة وزير الداخلية اليميني المتشدد اريه درعي، إلى عقد جلسة طارئة في مجلس الأمن الدولي حول الأوضاع في المدينة، كما رحب بتصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغادور ليبرمان ووزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفنى حول سوريا، مشيراً إلى أنه يسعى جاهداً إلى إجراء اتصالات مع القيادة الإسرائيلية بهذا الشأن.

تقارير الأمم المتحدة تؤكد تواصل إسرائيل والفصائل السورية

وسبق أن كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، عن تعاون وثيق بين عناصر “الجيش السوري الحر” وإسرائيل، بالإضافة إلى تأكيد مراقبي الأمم المتحدة في هضبة الجولان خلال السنوات الأخيرة عن وجود تعاون بين إسرائيل والفصائل السورية على نطاق واسع.

وقد كشفت تقارير تابعة للأمم المتحدة، تفاصيل عن لقاءات جرت على الحدود بين ضباط وجنود الجيش الإسرائيلي وقادة وعناصر الفصائل السورية منذ عام 2013 وأكدت وجود اتصالات مستمرة بين قيادات الفصائل والجيش الإسرائيلي، وهذا ما أكدته صحيفة “هاآرتس” الإسرائيلية أيضاً ونقلت تلك التقارير.

كما كشفت التقارير عن قيام الجيش الإسرائيلي بإنشاء مشفى ميداني على مقربة من الحدود الإسرائيلية وتحديداً في هضبة الجولان، ونقل جرحى الفصائل إليه لمعالجتهم ونقل الحالات الأصعب إلى مشافي أخرى في صفد ونهريا داخل إسرائيل، وأكدت تلك التقارير أن معالجة الجرحى جاء بأوامر من بنيامين نتنياهو.

ففي التقرير الذي تمت مناقشته بين أعضاء مجلس الأمن في 3 ديسمبر 2013، ذكر المراقبون الدوليين على الحدود المشتركة أنهم لاحظوا نقل عشرات الجرحى المسلحين من المليشيات السورية، إلى الجانب الإسرائيلي وتسليمهم إلى الجنود الإسرائيليين.

فيما كشفت تقارير إعلامية إسرائيلية أن التعاون بين الجيش الإسرائيلي والفصائل السورية لا يشمل فقط نقل الجرحى من جانب إلى آخر، بل أن جنود الجيش الإسرائيلي يسلمون الفصائل السورية “صناديق” غامضة تحتوي على معدات وأسلحة.

فورين بوليسي: إسرائيل تمول وتسلح المعارضة السورية المسلحة

وفي عام 2018، ذكرت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية أن إسرائيل ظلت تموّل وتسلّح خلال السنوات القليلة الماضية 12 مجموعة على الأقل من المعارضة السورية المسلحة.

ونقلت المجلة عن 25 من قادة وعناصر الفصائل وصحفيين محليين، قولهم إن إسرائيل تزودهم بالبنادق الهجومية والبنادق الآلية وقاذفات الهاون وسيارات النقل وتسلمهم مرتبات شهرية تبلغ حوالي 75 دولاراً للواحد وأموالاً إضافية للمجموعات لشراء أسلحة من السوق السوداء في سوريا.

وبحسب المجلة، بدأت إسرائيل عام 2013 بدعم مجموعات من المعارضة التابعة لـ الجيش الحر بالقنيطرة ودرعا والمناطق الجنوبية من ضواحي دمشق، ومن هذه المجموعات ورد اسما “فرسان الجولان” و”لواء عمر بن الخطاب” وظل هذا الدعم ثابتا لفترة لكنه توسع بشكل كبير في عام 2017، ونجحت إسرائيل في خلق علاقات من مجموعات تشمل مئات العناصر إلى مجموعات لديها آلاف العناصر.

ولفتت المجلة أنه بعد سيطرة قوات الحكومة السورية، على الجنوب السوري، التجأ عدد من قادة وعناصر الفصائل رفقة عائلاتهم إلى إسرائيل فيما توجه الآخرون إلى الشمال السوري الخاضع لسيطرة تركيا.

ممثل الجيش السوري الحر يشارك في مؤتمر هرتسليا للأمن القومي الإسرائيلي

ويشار أن عصام زيتون ممثل الجيش السوري الحر، شارك في مؤتمر هرتسليا للأمن القومي الإسرائيلي والذي انطلق يوم 14 حزيران عام 2016، وظهر زيتون في لقاء خاص مع تلفزيون I24News الإسرائيلي من داخل قاعات مؤتمر الأمن في مدينة هرتسليا داخل الخط الأخضر.

مشاركة المقال عبر