الأمم المتحدة: سوريا لا تستطيع تحمل موجة أخرى من عدم الاستقرار

قالت نائبة مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، نجاة رشدي إن “سوريا لا تستطيع تحمل موجة أخرى من عدم الاستقرار”، محذرة من أن مخاطر المزيد من التصعيد في المنطقة ليست افتراضية، بل هي وشيكة وشديدة، وتهدد بتقويض التقدم الهش نحو السلام والتعافي في البلاد.
وفي إحاطة، عبر الفيديو، أمام اجتماع لمجلس الأمن بشأن الوضع في سوريا عُقِد اليوم الثلاثاء، كررت رشدي إدانة الأمين العام لأي تصعيد عسكري في الشرق الأوسط ودعوته إسرائيل وإيران إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس. ونقلت “قلق المبعوث الخاص العميق والمتزايد من العواقب المحتملة لأي تصعيد إضافي، ليس على المنطقة ككل فحسب، وإنما أيضا على سوريا بشكل خاص”.
وتحدثت المسؤولة الأممية عن اللقاءات التي أجراها المبعوث الخاص في دمشق وزيارته إلى لبنان في الفترة الماضية. وقالت رشدي: “اتسمت الاجتماعات بنبرة بناءة وتعاونية”، مشيرة إلى “إيلاء اهتمام خاص للخطوات التالية في العملية الانتقالية ولتنسيق الجهود مع اللجان المُنشأة حديثا والمعنية بالعدالة الانتقالية والمفقودين”.
ورحبت نائبة المبعوث الخاص بالمرسوم الرئاسي الأخير الذي أعلن، تماشيا مع الإعلان الدستوري، عن تعيين لجنة عليا لانتخابات مجلس الشعب.
وبالتطرق إلى شمال شرق سوريا، وصفت المسؤولة الأممية اتفاق 10 آذار/مارس بأنه “فرصة تاريخية لحل إحدى القضايا الرئيسية العالقة في هذا الصراع واستعادة سيادة سوريا ووحدتها”.
ورحبت بالتقدم المحرز في مجال التعليم، مع الاتفاق على تسجيل الطلاب للامتحانات في شمال شرق البلاد تحت رعاية وزارة التعليم المؤقتة، وعمليات تبادل المعتقلين الأخيرة، وكذلك بالتعاون الذي مكن مؤخرا عددا من العائلات السورية من مخيم الهول من العودة إلى شمال غرب سوريا.
وقالت رشدي كذلك إن “حماية وسلامة جميع مكونات المجتمع السوري، ومنع إثارة التوترات الطائفية، تعد ركائز أساسية للاستقرار”، مشيرة إلى استمرار حوادث العنف المتفرقة في حمص وحماة والمناطق الساحلية ومناطق أخرى، بما في ذلك عمليات قتل واختطاف وانتهاكات للحريات الفردية.
وتحدثت كذلك عما شهده الجنوب الغربي من حادثة خطيرة من قصف مدفعي وغارات جوية إسرائيلية على مواقع عسكرية ومستودعات أسلحة في أنحاء جنوب سوريا، ردا على حادثة نادرة لإطلاق صواريخ صغيرة من سوريا على الجولان السوري المحتل.
وقالت: “هذه الهجمات غير مقبولة ويجب أن تتوقف. ينبغي احترام سيادة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها، إلى جانب اتفاق فض الاشتباك لعام 1974. الدبلوماسية ممكنة ويجب أن تكون أولوية”.
وعن الوضع الإنساني في البلاد، قالت جويس مسويا، مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، في إحاطتها أمام مجلس الأمن، إنه في حين أن انخفاض الصراع والانخراط المتزايد مع الشركاء الدوليين يفتحان آفاقا جديدة للاستثمار في مستقبل سوريا، “يجب ألا ننسى أن ثلاثة أرباع السكان ما زالوا بحاجة إلى الإغاثة الإنسانية في الوقت الحالي”.
وأوضحت أن أكثر من سبعة ملايين شخص مازالوا نازحين، بينما عاد 1.1 مليون نازح داخلي وأكثر من نصف مليون لاجئ خلال الأشهر الستة الماضية إلى مناطقهم، “لكن الكثير منهم سيظلون يعتمدون على المساعدات الإنسانية”.
ونبهت إلى أن الذخائر غير المنفجرة لا تزال تشكل خطرا كبيرا، حيث قُتل ما لا يقل عن 414 شخصا وجرح ما يقرب من 600 منذ كانون الأول/ديسمبر الماضي، مضيفة: “ثلث هؤلاء الضحايا أطفال”.
ولفتت كذلك إلى أن الأنظمة الصحية مازالت تعاني من ضغوط هائلة، حيث يعمل أقل من 60 في المائة من المستشفيات وأقل من نصف مراكز الرعاية الصحية الأولية بكامل طاقتها.
وحذرت كذلك من تفاقم تفشي الكوليرا، بسبب نزوح السكان، وانقطاع المياه، والجفاف. كما نبهت إلى موجة الجفاف التي تشهدها سوريا ومعظم أنحاء المنطقة – والتي قالت إنها تعد من أسوأ موجة جفاف منذ أكثر من ثلاثة عقود، منبهة إلى أنها “قد يؤدي إلى انكماش الإنتاج الزراعي، حيث يهدد خطر التلف ما يصل إلى ثلاثة أرباع محصول القمح – وهو ما يكفي لإطعام 16 مليون شخص لمدة عام، في وقت يواجه فيه أكثر من نصف السكان انعدام الأمن الغذائي”.