اعتداءات مسلـ ـحة تطال قافـ ـلة أممية تقل مدنيين من السويداء إلى دمشق عبر درعا

تعـ ـرضت قافـ ـلة تقل مدنيين وموظفين أمميين، انطلقت من محافظة السويداء باتجاه دمشق، لسلسلة من الاعتـ ـداءات الخطـ ـيرة وأعمـ ـال التـ ـرهـ ـيب خلال مرورها في محافظة درعا، ما أسفـ ـر عن إصـ ـابة فتاة بجـ ـروح بلـ ـيغة إثـ ـر إطـ ـلاق نـ ـار مباشر استهـ ـدف إحدى الحافلات، في انتـ ـهـ ـاك واضح للقانون الدولي ولحـ ـرمـ ـة البعثات الإنسانية والمدنية.

تفاصيل الرحلة والاعتداءات

وانطلقت القافلة من مقر الأمم المتحدة في حي القصور بمدينة السويداء، وضمت عدداً من سيارات الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري، إلى جانب حافلات مدنية تابعة لشركة “التوفيق”. وبحسب شهادات متطابقة، فقد انسحبت مركبات الأمم المتحدة بشكل مفاجئ عند بلوغ القافلة النقطة الفاصلة بين محافظتي السويداء ودرعا، تاركة الركاب يكملون الطريق بمفردهم عبر الحافلات المدنية، دون أي حماية أمنية.

وعند هذه النقطة، ظهر عدد من الشخصيات الدينية والرسمية من محافظة درعا، من بينها مطران محلي، برفقة وسائل إعلام موالية للسلطة، سعوا لاستغلال الموقف عبر توجيه الركاب لإدلاء تصريحات إعلامية مفادها أن “أهالي السويداء يريدون دخول الأمن العام لفرض الأمان”، رغم أن أغلب الركاب كانوا موظفين تابعين للأمم المتحدة وليسوا مدنيين مسيحيين كما زعمت الرواية الرسمية.

تصاعد التوتر وتهديد المسلحين

ومع دخول القافلة محافظة درعا، شهدت الرحلة تصعيداً أمنياً حاداً، حيث رُصد انتشار مكثف لمسلحين من بعض العشائر وعناصر تابعة لجهاز “الأمن العام”، إضافة إلى وجود سيارات مظللة الزجاج تحمل شعارات تنظيم “داعش”، تعمدت استفزاز الحافلات والركاب.

وفي مدينة إزرع، أوقف مسلحون عدداً من الحافلات، وصعدوا إليها، موجهين الإهانات والتهديدات للركاب، قبل أن يسمحوا بمرور بعضهم بعد التأكد من أنهم لبنانيون “وليسوا دروزاً من السويداء”، بحسب إفادات شهود عيان.

إطلاق نار وإصابة فتاة

وفي محيط دوار درعا، بلغ التوتر ذروته حين تعرّضت إحدى الحافلات لإطلاق نار مباشر، ما أدى إلى إصابة فتاة مدنية برصاصة في الرقبة، واندلاع حالة من الذعر بين الركاب، ما أجبر السائق على التوقف وسط فوضى أمنية وانتشار مسلح لعشرات العناصر في المكان.

وتدخلت فرق من الهلال الأحمر السوري ومتطوعو “الخوذ البيضاء” لإسعاف الفتاة المصابة وإخلاء الركاب إلى أماكن آمنة، فيما تفككت القافلة بالكامل عقب الحادث، واضطر العديد من المدنيين لاستقلال سيارات خاصة أو سيارات إسعاف نُقلت بهم على وجه السرعة إلى بيروت عبر الطريق المؤدي إلى دمشق.

تضليل إعلامي رسمي

ورافق هذه الاعتداءات المسلحة حملة إعلامية رسمية حاولت تصوير الحدث على أنه “تهجير للمسيحيين من السويداء”، في محاولة لتأطير الحادث ضمن خطاب طائفي، بينما تؤكد الشهادات الميدانية أن غالبية الركاب كانوا من موظفي الأمم المتحدة ومدنيين من خلفيات مختلفة، لا علاقة لهم بالمزاعم الإعلامية.

انتهاك صارخ للقانون الدولي

ويعد هذا الاعتداء خرقاً فاضحاً للاتفاقيات الدولية التي تضمن حماية القوافل الأممية والبعثات الإنسانية، خصوصاً أن من بين المستهدفين موظفين أمميين يحملون صفة دولية، إلى جانب مدنيين كانوا تحت حماية المنظمات الإنسانية.

وتطالب منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة بفتح تحقيق عاجل في الحادثة، وضمان عدم تكرار مثل هذه الانتهاكات مستقبلاً، ومحاسبة الجهات المسؤولة عن ترهيب المدنيين واستهداف القوافل الإنسانية في جنوب سوريا.

 

مشاركة المقال عبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى