سوريا

تقرير: كابوس الانتهاكات يتواصل في عفرين بحق المدنيين ونحو 20 حالة اختطاف واعتقال تعسفي

منذ وقوع عفرين تحت سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها، ومسلسل الأزمات الإنسانية والانتهاكات والفلتان الأمني يتفاقم شيئًا فشيئًا، فلا يكاد يمر يوم بدون انتهاك أو استهداف أو تفجير وما إلى ذلك من حوادث، وسلط المرصد السوري لحقوق الإنسان في تقرير الضوء على الأحداث الكاملة التي شهدتها تلك المناطق خلال شهر تموز/يوليو 2021.
ووثق المرصد السوري خلال شهر تموز، مقتل 4 أشخاص ( 3 مدنيين وعسكري واحد) توزعوا على الشكل التالي: طفل ورجل قتلا جراء قصف صاروخي طال مدينة عفرين، وامرأة قتلت بعد تعرضها لضرب مبرح من قبل زوجها في مدينة عفرين، وعنصر من فصيل “صقور الشمال” قُتل برصاصة خرجت عن طريق الخطأ من بندقية عنصر آخر كان برفقته داخل أحد مقرات الفصيل في مدينة عفرين.
وشهدت عفرين، انفجار وحيد جرى في 19 من الشهر حين انفجرت عبوة ناسفة بسيارة ناشط إعلامي ضمن مدينة عفرين شمال غربي حلب، كما شهدت المنطقة خلال الشهر الفائت، اقتتالين اثنين بين الفصائل الموالية لأنقرة فيما بينها، الأول جرى في الرابع من الشهر، حيث شهدت قرية درويش ميدانكي التابعة لعفرين اشتباكات بين فصيلي جيش النخبة وصقور الشمال لأسباب غير معلومة، أدى لسقوط 6 جرحى من الطرفين.
أما الاقتتال الثاني والأخير خلال تموز فكان بتاريخ 18 الشهر، حيث نشب خلاف بين الفصائل الموالية للحكومة التركية في ناحية راجو بريف عفرين تطور إلى اشتباكات مسلحة استخدم خلالها الأسلحة المتوسطة والخفيفة، دون أن تسفر عن خسائر بشرية وسط حالة ذعر لدى الأهالي.
في حين لاتزال الفصائل الموالية للحكومة التركية تتفنن بارتكاب الانتهاكات اليومية بحق أهالي المنطقة الذين رفضوا التهجير منها واختاروا البقاء في مناطقهم، بالإضافة لانتهاكات تطال المهجّرين إلى المنطقة أيضاً، وقد أحصى المرصد السوري خلال الشهر الفائت، قيام الفصائل الموالية لأنقرة بخطف واعتقال أكثر من 19 مدني بينهم شابة قاصر، وذلك في مدينة عفرين ونواحي بلبله وراجو وشيخ الحديد ومعبطلي وشران وجنديرس التابعة لعفرين، جرى الإفراج عن 7 منهم بعد دفع ذويهم لمبالغ مادية، بينما البقية لا يزال قيد الاعتقال والخطف.
وفي 13 من شهر تموز، أشار المرصد السوري، إلى أن عنصراً من فيلق الشام يدعى” أبو خليل ” اعتدى بالضرب المبرح على المسنة (ج.ع) 74 عامًا، من قرية كاوندا التابعة لناحية راجو بعفرين، حيث ضربها العنصر بالكرسي وشتمها بألفاظ نابية أمام أهالي القرية، وذلك بسبب امتناعها عن دفع الأموال له، لسداد ما يسمى بـ”ضريبة الحماية”.
وكانت فرقة الحمزة الموالية لتركيا قد فرضت في 12 الشهر، إتاوات تبدأ من 200 إلى 500 ليرة تركية على أهالي قرية كوكانية التابعة لناحية معبطلي في ريف عفرين شمال حلب، وذلك لقاء ما أسمته “ضريبة الحماية”، حيث أبلغ القيادي “أبو سلطان” في فرقة الحمزة، الأهالي بوجوب دفع “الضريبة”، خلال اجتماعهم في منزل مختار القرية.
وهدد القيادي الأهالي في حال امتناعهم عن دفع الإتاوات، ستكون ممتلكاتهم عرضة للسرقة وأن الفصيل “فرقة الحمزة” غير مسؤول في حينها عن حماية الممتلكات من السرقة، علمًا أن هذه الضريبة الجديدة لا تشمل موسم جني الزيتون أو ما فرضه المجلس المحلي من ضرائب سنوية على أصحاب الأراضي والتي تقدر ب 20 بالمئة من الموسم.
وبالانتقال إلى مسلسل الانتهاكات والتغيير الديمغرافي، ففي منتصف الشهر عمدت القوات التركية والفصائل الموالية لها إلى انتشال جثث مدنيين وعسكريين من مقبرة جماعية قرب المجلس المحلي بمدينة عفرين، حيث انتشلت أكثر من 57 جثة، جرى نقل الجثامين إلى مكان مجهول، ووفقًا لمصادر المرصد السوري، فإن الجثث التي جرى انتشالها من المقبرة تعود لمدنيين وعسكريين معروفين وليسوا مجهولي الهوية، وعلى قبورهم شواهد، جلهم قضوا إبان حصار عفرين مطلع العام 2018.
وفي 25 الشهر، قامت فرقة الحمزة الموالية لتركيا بقيادة (معتز عبدالله)، بفرض إتاوات على أشجار الزيتون العائدة للأهالي المهجرين من قرى “كفردلي تحتاني وكفردلي فوقاني ومعراته وقرية مازن في ريف عفرين، حيث طلب فصيل فرقة الحمزة من وكلاء الأهلي المهجرين بدفع مبلغ ثمانية دولارات أو ما يعادلها بالليرة السورية 25 ألف ليرة سورية على كل شجرة زيتون، عن كل 3 سنوات، لقاء السماح للوكلاء الاعتناء بأشجار الزيتون العائدة لأهالي عفرين المهجرين.
في حين شهد 21 من شهر تموز، زيارة وزير الداخلية التركي ”سليمان صويلو” لمديرات الأمن العام والشرطة في كل من مدينتي اعزاز وعفرين في ريف حلب، في اليوم الأول من عيد الأضحى المبارك، حيث شهدت مدينتي عفرين واعزاز استنفاراً أمنياً كبيراً للفصائل الموالية لتركيا قبيل زيارة الوزير التركي للأراضي السورية.
وقال المرصد في نهاية التقرير: “مما سبق يتضح جليًا أن مسلسل الانتهاكات في مناطق عفرين لن تتوقف حلقاته، طالما تستمر القوات التركية والفصائل التابعة لها في مخالفة كل الأعراف والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان دون رادع لها يكبح جماح الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها بحق الشعب السوري في تلك المناطق، رغم التحذيرات المتكررة من قبل المرصد السوري مما آلت إليه الأوضاع الإنسانية هناك”.

مشاركة المقال عبر