شمال وشرق سوريا

خطر عودة نشاط داعش يهدد مناطق الإدارة الذاتية

تزايدت حالات الاغتيال وتصاعدت وتيرتها في الأشهر الأخيرة من العام الماضي وكذلك مع بداية العام ٢٠٢١ في مناطق شمال شرق سوريا ومخيم الهول على وجه الخصوص مع استمرار المخاوف لدى الأهالي من زيادة حدتها خلال الفترة المقبلة، ومعظم هذه العمليات نُسّبت إلى خلايا تنظيم “داعش” الإرهابي، وخلايا تعمل لصالح تركيا والنظام السوري وفقا لاعترافات سابقة، وقد كانت آخر تلك العمليات حين أقدمت خلايا التنظيم المتطرف في الثالث من نوفمبر-شباط الحالي على اغتيال عضواً في قوات سوريا الديمقراطية، جراء إطلاق النار عليه في قرية “درنج” بريف دير الزور الشرقي.

وفي الرابع والعشرين من كانون الثاني- يناير الماضي أعلن التنظيم مسؤوليته عن اغتيال كل من الرئيسة المشتركة (سعدة الفيصل الهرماس) ونائبة الرئاسة (هند لطيف الخضير) لبلدة تل الشاير التابعة لناحية الدشيشة في محافظة الحسكة .

وسبقت تلك العملية أيضاً بدير الزور عملية اغتيال أقدم عليها مجهولون يستقلون دراجة نارية في الثالث والعشرين من يناير- كانون الثاني الفائت، حيث أطلقوا النار على أحد موظفي مجلس دير الزور المدني في بلدة أبو خشب بريف دير الزور الغربي “عبود المحيمد” وهو منسق برنامج الخدمات بمجلس دير الزور المدني على طريق بلدة أبو خشب حيث فارق الحياة على الفور.

كما أعلنت خلايا التنظيم المتطرف مسؤوليتها عن اغتيال مسؤول ملف النازحين بالإدارة الذاتية شمال شرقي سوريا “حمد صالح حديد” ونجله يوم الجمعة الثامن من يناير-كانون الثاني الفائت كما أصيب في وقت سابق نجله الآخر بنار مجهولين ضمن القسم الرابع بمخيم الهول شرق الحسكة.

وكان حديد الذي يرأس “مجلس سوريا للنازحين” التابع للإدارة الذاتية يعمل على متابعة وتيسير أمور النازحين السوريين ضمن المخيم وتعرض لإطلاق نار اثناء خروجه هو وأولاده من أحد المساجد.

وفي الـ 31 من كانون الثاني- يناير الفائت من العام الجاري أطلق مسلحون مجهولون النار على عضوين من قوات سوريا الديمقراطية في قرية” الحريجية” بريف دير الزور الشمالي، ما أسفر عن مفارقة أحدهم للحياة على الفور وإصابة آخر بجراح.

ولم تقتصر تلك العمليات على العاملين في مؤسسات الإدارة الذاتية فقط بل طالت مدنيين وشيوخ عشائر أيضاً كتلك التي أقدم فيها مجهولون على اغتيال أحد وجهاء عشيرة “البكيّر” حسين شيخ الجميل، في منطقة العزبة شمالي دير الزور.

وذكرت صفحات “فيس بوك” محلية منها “عين الفرات” و”فرات بوست” يوم الخميس 14 من كانون الثاني الفائت أن مجهولين اغتالوا حسين شيخ الجميل المعروف بـ”أبو صدام” من أبناء مدينة البصيرة وأحد وجهاء عشيرة “البكيّر” بالرصاص في منطقة العزبة.

و”البكيّر” هي إحدى عشائر قبيلة “العكيدات، التي اُستهدف وجهاؤها خلال الأشهر الماضية، وآخرهم الشيخ “اطليوش الشتات اللافي” الذي اغتيل في 11 من كانون الثاني الفائت.

وكان شيخ عشيرة “البكيّر” عبد العزيز الحماده قد علّق عبر صفحته على الفيس بوك في مقتل “اطليوش الشتات” أن هناك من يريد أن تنتشر جرائم القتل المتشابهة في شرق الفرات لتكون المنطقة ملتهبة على صفيح ساخن من القتل والدم”.

وفي سياق متّصل تمكن مسلحون مجهولون من استهداف سيارة خاصة كانت تقل شيوخ قبيلة «العكيدات» العربية في الخامس من آب-أغسطس الماضي واغتالوا الشيخ جدعان الهفل وقريبه السائق دعار الخلف، كما أصابوا قبلها إبراهيم جدعان الهفل شيخ مشايخ «العكيدات» بجروح طفيفة عند أطراف قرية “الحوايج” بريف دير الزور الشرقي، قبل يومين من حادثة اغتيال الهفل في طريق عودته من مجلس عشائري ببلدة “غرانيج” المجاورة “للحوايج” حيث تعرضت السيارة التي تقلهم لإطلاق نار كثيف على يد مسلحين كانوا ملثمين يركبون دراجات نارية وقد لاذوا بالفرار بعد تنفيذ العملية بين بلدتي ذيبان والشحيل بريف دير الزور الشرقي.

وبحسب آخر إحصائيات المرصد السوري لحقوق الإنسان وموقعه (كوفنتري) البريطانية ارتفع عدد الذين تمّ اغتيالهم إلى 185 شخصاً من المقاتلين والمدنيين والعاملين في المجال النفطي والمسؤولين في جهات خدمية، ممن اغتيلوا ضمن 4 محافظات هي حلب ودير الزور والرقة والحسكة بالإضافة لمنطقة منبج في شمال شرق محافظة حلب، والتي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، حيث رصد المرصد السوري اغتيال هذه الخلايا لـ (49) مدني من ضمنهم طفل ومواطنة في ريف دير الزور الشرقي وريف الحسكة ومدينة الرقة وريفها ومنطقة منبج، إضافة لاغتيال 132 مقاتلاً من قوات سوريا الديمقراطية بينهم قادة محليين في المناطق ذاتها، فيما قضى 4 من عناصر التحالف الدولي، بالإضافة إلى سقوط عشرات الجرحى جراء عمليات الاغتيال هذه والتي زادت في أعقاب انحسار سيطرة تنظيم “داعش” الإرهابي في شرق الفرات وخسر مناطق نفوذه على الضفاف الشرقية لنهر الفرات فيما لا يزال ينشط عبر خلايا نائمة في مناطق عديدة شرق الفرات وخصوصاً ريف دير الزور وباديته، وتقوم بين الحين والآخر بتنفيذ هجماتها في مناطق تخضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية.

إعلام مجلس سوريا الديمقراطية

مشاركة المقال عبر