لا مركزية سياسية ضمن سورية موحدة… لسان حال مكونات شمال وشرق سوريا

في الوقت الذي تتمسك فيه السلطة في دمشق بإنشاء نظام حكم مركزي مطلق من خلال جملة إجراءات أحادية وإعلان دستوري يرسخ لنظام اللون الواحد، تبرز مواقف مكونات مناطق شمال وشرق سويا الداعية إلى وحدة البلاد في إطار نظام لا مركزي يحفظ سيادة الدولة.

السلطة المركزية مصدر قلق للسوريين
أثارت الأحداث الأخيرة في سوريا، وبشكل خاص الأحداث المؤسفة في مناطق السويداء، وما خلفه من استقطاب وتحريض مذهبي وطائفي، أثارت مخاوف السوريين من مغبات ومخاطر الحكم المركزي القائم على اللون الواحد.
وما زاد هذا القلق هو حملات التحريض الإعلامية وتصاعد خطاب الكراهية على أساس طائفي ومذهبي وقومي بشكل لم تشهده سوريا حتى في عهد نظام حزب البعث، بحسب بعض المراقبين.

الانفصال وتقسيم البلاد … كلمة حق يراد بها باطل
يبدو أن السلطات في دمشق التي تتخبط تحت الضغط الدولي جراء سلسلة سياسات فاشلة وغير متزنة، خاصة فيما يتعلق بطمأنة شعوب ومكونات سوريا من مختلف المكونات، بدأت عبر إعلام رديف غير متزن بالبحث عن أعداء وهميين وقضايا وهمية لتبرير فشلها، وأيضاً لتهيئة الأرضية لترسيخ سلطتها الأحادية، وعليه بدأت إعلامها الرديف بتوجيه تهمة الانفصال وتقسيم البلاد بكل مكون يطالب بحقوقه الدستورية في البلاد.
مكونات شمال وشرق سوريا … نظام لا مركزي يحمي السوريين وحدود الوطن
في المقابل تؤكد مكونات شمال وشرق سوريا، بما فيها العشائر، على تمسكها بوحدة البلاد، إلا أنها تؤكد على ضرورة ضمان حقوقها السياسية والإدارية في دولة لامركزية تعددية، تضمن حقوق المكونات، وتحفظ وحدة البلاد.
مواقف مكونات شمال وشرق سوريا جاءت خلال تصريحات خاصة لوسائل إعلام، أو مشاركات موسعة في ملتقيات وندوات جماهيرية.

نحو سوريا تعددية لامركزية
آخر هذه المواقف جاءت يوم أمس خلال ملتقى جماهيري موسع عقد في مدينة الحسكة تحت عنوان ” “اتفاق 10 آذار والدمج نحو سوريا تعددية لامركزية” دعا فيها الحضور بشكل صريح إلى بناء نظام لا مركزي تحت مظلة سوريا موحدة.
ولعل الموقف الواضح والصريح لمكونات المنطقة هو ما ظهر خلال ملتقى وحدة موقف مكونات شمال وشرق سوريا الذي عقد في مدينة الحسكة بتاريخ الـ 8 من شهر آب الجاري.
مسؤول الحزب الآشوري الديمقراطي، وائل ميرزا، الذي حضر الكونفرانس قالت في تصريح لوسائل الإعلام أن الإدارة الذاتية. هذا النموذج، الذي بنيناه معاً، نراه اليوم كأفضل رؤية لمستقبل سوريا، خاصة بعد ما شهدناه من أحداث مؤلمة في الساحل والسويداء”.
ونوّه وائل ميرزا إلى أن الكونفرانس رسالة للداخل السوري والدول الكبرى، بأن نموذج الإدارة الذاتية هو النموذج الأفضل لبناء سوريا القادمة، تضمن حقوق جميع المكونات في سوريا ديمقراطية تعددية موحدة.”
اللامركزية تحفظ كرامة المواطن السوري
رئيس مجلس قبيلة الطي، الشيخ حسن فرحان الطائي، والذي شارك في الكونفرانس أيضاً وجه رسالة إلى “الداخل السوري وللمجتمع الدولي، مفادها أن مشروع الإدارة الذاتية واللا مركزية يمثل رؤية وطنية تحفظ كرامة المواطن السوري وتسهم في حقن الدماء.”

نظام مدني يستوعب جميع الطوائف
وفي تصريح لوسائل إعلام محلية تحدث ممثل قبيلة الشيخان والمنسق العام لرابطة آل البيت، الشيخ فهد الشيخاني عن رؤيته لسوريا المستقبل قائلاً: “الوطن الذي نريده يجب أن يقوم على نظام مدني يستوعب جميع الطوائف، وفق نظام لا مركزي، ويكون فيه الدستور مكتوباً بأيدي جميع السوريين، وأن يضم الجيش في صفوفه مختلف مكونات المجتمع السوري ليكون حامياً للسوريين كافة ولحدود الوطن”.
مطالب واضحة وصريحة تفند تهمة الانفصال
من الواضح والجلي لأي متابع لنبض الشارع في مناطق شمال وشرق سوريا، هو أن مكونات المنطقة ومن خلال تجارب طويلة على مدار الأزمة السورية باتت تدرك مطالبها بشكل صريح، وهي أنها تطالب بنظام لا مركزي داخل سوريا، يمنح مناطقهم درجة من الحكم الذاتي في إطار دولة سورية واحدة. ويرون أن هذا النظام هو الضمانة لحقوقهم الثقافية والسياسية وإدارة شؤونهم الخاصة.

مشاركة المقال عبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى