سوريا

حرب أردنية ضد المخدرات على حدود سوريا ورسالة للسعودية بإفشال الهلال الشيعي

تسعى المملكة الأردنية لإظهار أنه شريك فعّال للسعودية بقدرته حماية حدودها خاصة مع تزايد النفوذ الإيراني في سوريا، حيث وصفت أوساط خليجية حديث الأردن عن أنه يخوض معارك ضد محاولات تهريب الكبتاغون من سوريا إلى دول الخليج بأنه رسالة مباشرة إلى السعودية مفادها أن عمّان تخوض الحرب ضد عصابات المخدرات لأجلها، وقال الأردن إن الكميات المصادرة في الأشهر الخمسة الماضية تجاوزت 20 مليون قرص كبتاغون مقارنة بـ14 مليونا خلال العام الماضي بأكمله.
وأشارت الأوساط الخليجية إلى أن الأردن يضع نفسه في قلب المعركة التي تخوضها السعودية ضد تهريب الكبتاغون من لبنان، وإظهارها كما لو أنها حرب على الرياض من طهران والمجموعات الموالية لها في سوريا ولبنان، وهو الخطاب الذي يستهوي السعوديين، في وقت لا يسير فيه الدعم السعودي بالوتيرة التي ينتظرها الأردن لمواجهة أزماته.
وقالت وسائل إعلام أردنية إن وحدات من الجيش السوري ومجموعات موالية لطهران تكثف محاولاتها لتهريب المخدرات. وأضاف أنه يستعد لتصعيد المواجهة مع مهربين مسلحين يحاولون العبور بكميات كبيرة من المخدرات على امتداد الحدود الوعرة مع سوريا.
وخلّفت المواجهات 40 قتيلا على الأقل من المتسللين فضلا عن إصابة المئات منذ بداية العام، معظمهم من البدو الرحل الذين تستعين بهم المجموعات الموالية لإيران التي تفرض نفوذها على جنوب سوريا.
ويعتقد مراقبون أن رسالة الجيش الأردني من وراء الحديث عن المواجهات واضحة، وأنّ هدفها إظهار أن الأردن شريك فعّال للسعودية، وأنه يمكن أن يحمي حدودها ليس فقط من تهريب المخدرات ولكن من أي شكل من أشكال الاستهداف خاصة مع تزايد النفوذ الإيراني في سوريا.
وسبق للأردن أن حذر من أن تمركز إيران والمجموعات الموالية لها في سوريا، حتى قبل الحرب الأهلية، تهديد ببعد طائفي لأمن الخليج وخاصة السعودية. وكان للعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني السبق في التحذير سنة 2004 من هلال شيعي يمتد من إيران إلى العراق وسوريا ولبنان ويهدد أمن المنطقة.
وأثار النفوذ المتزايد للمجموعات الموالية لإيران، في جنوب سوريا في السنوات الماضية قلق الأردن وإسرائيل. حيث قال مسؤولون أردنيون إنهم نقلوا مخاوفهم من الزيادة الكبيرة في محاولات تهريب المخدرات إلى السلطات السورية، لكنهم لم يروا أيّ محاولة حقيقية لتضييق الخناق على هذه التجارة غير المشروعة.
وقال العاهل الأردني الأسبوع الماضي إنه يخشى أن يؤدي انسحاب روسيا من جنوب سوريا نتيجة الحرب الأوكرانية إلى السماح لمجموعات موالية لإيران بملء الفراغ.
وصارت سوريا، التي مزقتها الحرب، موقع الإنتاج الرئيسي في المنطقة لتجارة المخدرات وبمليارات الدولارات، كما أنها تتجه أيضا إلى أوروبا. وتنفي الحكومة السورية تورطها في صناعة المخدرات وتهريبها.
وقال العميد أحمد خليفات مدير أمن الحدود في الجيش “كانت مطالبنا دوما أن تؤدي القوات السورية واجباتها، لكن لم نلمس حتى الآن أن لنا شريكا حقيقيا في حماية الحدود، فعمليات تهريب المخدرات أصبحت منظمة وتلقى الرعاية والدعم من أشخاص في القوات السورية وأجهزتها الأمنية، إلى جانب ميليشيات حزب الله وإيران الموجودة في الجنوب السوري”.

مشاركة المقال عبر