شمال وشرق سوريا

ترحيل نحو 4181 لاجئ سوري قسراً نحو مناطق النفوذ التركي خلال ستة أشهر

تستمر السلطات التركية بترحيل اللاجئين السوريين من أراضيها نحو الأراضي السورية، في ظل الصمت الدولي حول عمليات التغيير الديمغرافي الذي تمارسه السلطات التركية، حيث بلغ عدد المرحّلين قسراً منذ شهر شباط الماضي وحتى شهر تموز نحو 4181 مرحّلاً.

وبعد حديث الرئيس التركي أردوغان في شهر أيار المنصرم عن مشروع يتيح العودة الطوعية لمليون لاجئ سوري تستضيفهم تركيا، حيث قال أن “المشروع سيكون شاملاً بصورة كبيرة، وسينفذ في 13 منطقة، على رأسها أعزاز وجرابلس والباب وتل أبيض ورأس العين، بالتعاون مع المجالس المحلية في تلك المناطق”، مستدركاً بأنه “سيتم بناء مرافق متنوعة في إطار المشروع، مثل المدارس والمستشفيات”، مشيراً إلى أن المشروع يتيح في حال تنفيذه عودة طوعية لمليون سوري إلى بلادهم. مايشير عن نية تركيا بتوطين اللاجئين السوريين المقيمين على الأراضي التركية في الشريط الحدودي الخاضعة لنفوذ السلطات التركية والمناطق الأخرى من شمال وشرق سوريا التي ينوي السيطرة عليها.

وتزامن حديث وزير الداخلية سليمان صويلو مع حديث الرئيس التركي أردوغان والذي أشار من جانبه “أن بلاده أعدت 13 مشروعا تتضمن بناء 250 ألف منزل في مناطق الباب وجرابلس ورأس العين وتل أبيض لتوفير العودة الطوعية لمليون سوري”، ليؤكد مضي السلطات التركية في مشروعها الاستيطاني الذي تنوي تنفيذه في الشمال السوري، وإعلان الوزير أنه اعتباراً من الأول من تموز القادم، ستخفض نسبة الأجانب الذين يمكنهم الإقامة في الأحياء إلى 20 بالمائة بدلاً من 25 بالمائة، كما سيتم منع الأجانب من الإقامة في 1200 حي. حيث بدأت حكومته فعلياً باتخاذ إجراءات ضد اللاجئين السوريين.

وبهدف توطين اللاجئين السوريين في منازل السكان الأصليين الذي هجّروا قسراً إبان العملية العسكرية التركية عام 2019 على مناطق رأس العين وتل أبيض، بالإضافة إلى المستوطنات التي يتم إنشاء بدعم من جمعيتي أنصار الخيرية(الباكستانية) وبيت المال التي تعمل كمؤسسة إغاثة وطنية(باكستانية) العاملة في تل أبيض ومنظمة أفاد.

أفادت مصادر محلية عن ترحيل السلطات التركية للاجئين السوريين عبر معبر تل أبيض إلى سوريا، حيث بلغ عددهم خلال نحو 1191 مرحّل خلال شهر تموز الماضي.

ونوهت المصادر أن عدد المرحّلين في شهر حزيران الماضي بلغ نحو 1212 مرحلاً، وفي شهر نيسان 765، وآذار 533، وفي شهر شباط نحو 480 مرحلاً قسراً.

وأكدت المصادر أن الذين يتم ترحيلهم هم من مواطني مدن ومحافظات سورية غريبة عن المنطقة التي يتم ترحيلهم إليها والهدف منه تكريس التغيير الديمغرافي، وهم مستوطنون مع عائلاتهم من مناطق حمص، حماة، ديرالزور، الغوطة الشرقية وإدلب حيث سيتم توطينهم في منازل المدنيين الأصليين الذين هجروا إبان العملية العسكرية عام 2019 إضافة إلى المستوطنات التي يتم إنشاءها.

وبذلك بلغ عدد المرحّلين قسراً من تركيا نحو الأراضي السورية خلال ستة أشهر نحو 4181 شخصاً.

وكان وزير الخارجية التركية سليمان صويلو قد أجرى خلال شهر تموز الفائت، زيارة إلى مدينة تل أبيض الخاضعة لنفوذ السلطات التركية، ليتفقد خلالها سير عمل بناء المستوطنات الغير شرعية التي أعلنت عنها حكومته أواسط أيار/مايو الماضي في المدينة وتقوم بتنفيذه منظمة “أفاد” على مساحة 1200 دونم، لترحيل اللاجئين السوريين من تركيا قسراً وإسكانهم فيها تحت مسمى “العودة الطوعية”.

وأكد صويلو خلال زيارته لمدينة تل أبيض أن تركيا تخطط هذه المرة لبناء 240 ألف منزل في مدن جرابلس والباب ورأس العين وتل أبيض.

مشاركة المقال عبر