شمال وشرق سوريا

بناء المستوطنات في عفرين وناحية جنديرس التابعة لها “خطة التغير الديمغرافي التركية ـ القطرية”

استمراراً لسياسة التغير الديمغرافي في المناطق التي تسيطر عليها تركيا والفصائل التابعة لها تبني تركيا بالتعاون مع حليفتها “قطر” مستوطنات في تلك المناطق، وبالأخص في المناطق الكوردية بعفرين وجنديرس التابعة لها، حيث لم تتهاون تركيا بإنشاء المستوطنات في عفرين وقراها منذ سيطرتها عليها في الـ2018 مرّت 5 سنوات على إنشاء المستوطنات السكنية في عفرين الكوردية شمال سوريا، حيث يؤكد أهالي منطقة عفرين والسياسيون أن الهدف من بناء تلك المستوطنات، هو التغيير الديمغرافي، من خلال التعدي على ممتلكات الكورد الأصليين والاستيلاء عليها من قبل العرب المستقدمين من مناطق سورية أخرى وتوطينهم في المنطقة الكوردية.
وتشارك منظمات ومؤسسات وجمعيات قطرية وكويتية في بناء المستوطنات، فيما التحقت بها بعض المنظمات والجمعيات الفلسطينية أيضاً، والتي تسعى لتوطين العرب المستقدمين في تلك المنطقة، علماً أنه تم تأسيس أكثر من 48 مستوطنة، منذ 5 سنوات وحتى الآن. ويأتي ذلك في الوقت الذي يضطر فيه سكان عفرين الأصليين من الكورد إلى الهجرة والنزوح، بسبب الانتهاكات والضغوطات التي تمارس عليهم من قبل فصائل تابعة لتركيا وبسبب الزلزال الذي ضرب البلد في 6 شباط، وازدادت وتيرة بناء المستوطنات بعد الزلزال بشكل أكبر، حيث فتح الباب أمام أموال الدول الحليفة لتركيا وعلى رأسها قطر، لبناء المزيد من المستوطنات لاسيما في منطقة عفرين، لتوطين آلاف المستوطنين القادمين من المناطق السورية الأخرى منذ عام ألفين وثمانية عشر، على أراضي السكان الأصليين الذين يتعرضون لمضايقات ويجري تهجيرهم بشكل ممنهج.
آخر فصول سياسة التغيير الديمغرافي لمنطقة عفرين، مشروع استيطاني قطري يضم مئات المنازل في ناحية “شيه” بريف المدينة جرى تشييده بحضور وفد قطري رسمي، بالتزامن مع افتتاح “القرية القطرية الاستيطانية النموذجية” في قرية “جقلا تحتاتي” التابعة لناحية شيخ الحديد بريف عفرين، لتوطين مئتي أسرة من المستقدمين من المناطق الأخرى، في إطار خطة متفق عليها بين تركيا وقطر، حيث جرى افتتاح “القرية الاستيطانية” بحضور قائد المجموعة القطرية الدولية لمجموعة البحث والإنقاذ التابعة لقوات الأمن القطرية مبارك شريدة الكعبي، وقائد فصيل “العمشات” التابع لتركيا المدعو محمد الجاسم “أبو عمشة”.
منظمة عفرين لحقوق الإنسان من جانبها، قالت في الأيام الأولى بعد الزلزال المدمر، إن الرئيس التنفيذي لمؤسسة “قطر الخيرية” يوسف الكواري، أعلن عبر مقطع فيديو نشر على صفحة المؤسسة على تويتر، إطلاق المرحلة الأولى مما تسمى بـ”مدينة الكرامة” بأطراف ناحية جنديرس بريف عفرين كمجمع استيطاني لتوطين نحو ستمئة عائلة من عائلات الفصائل والمستوطنين القادمين إلى المنطقة، بحجة إعادة الإعمار في الناحية.
المنظمة أكدت في تقرير، أن تركيا طالبت سكان ناحية جنديرس الأصليين بالنزوح عن منازلهم والإقامة في مخيمات جماعية، كشرط مسبق من أجل حصولهم على المساعدات المقدمة من المنظمات الإنسانية، وذلك من أجل ترك ممتلكاتهم وإفساح المجال أمام الفصائل التابعة لها، لسرقتها والاستيلاء عليها، وفي خطة ممنهجة لإفراغ الناحية من سكانها الأصليين وإفساح المجال أمام بناء مستوطنة جديدة لإيواء المستوطنين من خارج المنطقة.
مشروع الاستيطان في عفرين وريفها مسلسل تطول حلقاته منذ سيطرة تركيا والفصائل التابعة لها في الثامن عشر من آذار/ مارس عام ألفين وثمانية عشر، حيث وثقت العديد من المنظمات الحقوقية بناء عشرات الوحدات الاستيطانية بأموال قطرية وتحت مسمى جمعيات خيرية فلسطينية وكويتية، تهدف بالدرجة الأولى لتوطين عوائل عناصر الفصائل فيها، ما قاد بالفعل إلى تغيير لديمغرافية المنطقة بشكل كبير خاصةً بعد تهجير السكان الكورد الأصليين الذين انخفضت نسبتهم هناك من أكثر من خمس وسبعين في المئة قبل الاحتلال إلى أقل من ثلاثين بالمئة بعده.

مشاركة المقال عبر