شمال وشرق سوريا

تحضيرات لإعادة «التحالف الدولي» لجميع قواعده إلى ريف عين عيسى وكوباني والرقة

قالت مصادر عسكرية في شمال وشرق سوريا أن «التحالف الدولي»، بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، تعمل على إعادة تموضع جديد لقواتها في سوريا، بعد أربعة أعوام ونصف عام على قرار الرئيس السابق دونالد ترامب الانسحاب من سوريا، وتراجعه لاحقاً عن القرار، والاكتفاء بالانتشار في محيط حقول النفط والغاز.

وظهرت عملية إعادة التموضع من خلال نشاط مستجد لقوات التحالف الدولي في عين عيسى والرقة، إذ دخل رتل عسكري أمريكي برفقة جنود بريطانيون إلى عين عيسى في ريف الرقة الشمالي مؤلفة من 5 سيارات مصفحة من نوع “جيب”، ويرافقها مقاتلون من قوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي “الأسايش”، حيث تفقدت النقاط العسكرية واجتمعت مع المجالس في المنطقة.

ويأتي توجه الدورية الأمريكية إلى عين عيسى بعد تجوالها بيوم واحد في مدينة الرقة وريفها وزيارتها للسجون التي تضم معتقلي تنظيم الدولة الإسـلامية وكذلك النقاط الأمنية في المنطقة.

وأشارت المصادر إلى التحالف الدولي يجري تحضيرات مكثفة للعودة إلى جميع قواعدها العسكرية في ريف عين عيسى وكوباني ومدينة الرقة.

ويرى خبراء عسكريون أن عودة التحالف إلى قواعده الذي انسحب منها عام 2019 قبل أيام من إطلاق تركيا عملية “نبع السلام”، التي سيطرت خلالها على مدينتي تل أبيض ورأس العين في ريفي الحسكة والرقة الشماليين من ضمن الاستراتيجية العسكرية الجديدة التي تتّبعه إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن.

ويعتبر الخبراء العسكريون أن هذه العودة هي رسالة لكل الأطراف وعلى رأسهم إيران بأن التمدد في شرق الفرات خط أحمر، بالإضافة إلى أن إعادة التموضع في كوباني تحمل دلالات جديدة فهي بالمحصلة تصب في صالح قوات سوريا الديمقراطية وزيادة تأثيرها في المنطقة لعدم ترك ساحة فارغة لاتفاقيات روسية تركية وإيرانية سورية التي تقود جهوداً أوسع لطرد القوات الأمريكية من سوريا والتي جرى الاتفاق عليها خلال الاجتماعات الرباعية في موسكو بالإضافة إلى أنها ستقطع الطريق أمام أي اتفاقيات بين الأطراف المذكورة للتوغل التركي في سواءً في كوباني أو منبج.

يشار أن التدخل الأمريكي في سوريا، بدأ في سبتمبر/ أيلول 2014، مع تنفيذ ضربات جوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

اعتمد الجيش الأمريكي على وحدات حماية الشعب الكوردية كقوة برية في مواجهة خطر تنظيم الدولة المتصاعد، حيث زودت واشنطن هذه الوحدات بالأسلحة، فضلًا عن الغطاء الجوي.

عزز الجيش الأمريكي من وجوده على الأرض من خلال تأسيس نقاط عسكرية وقواعد في المناطق التي سيطرت عليها وحدات حماية الشعب ولاحقاً قوات سورية الديمقراطية، لتكسب دعما أكبر اعتبارًا من 2015.

من خلال وحدات خاصة ومعدات موجودة في تلك القواعد والنقاط العسكرية، قدمت الولايات المتحدة الدعم لعمليات قوات سوريا الديمقراطية ضد تنظيم الدولة، ووفرت الحماية لها.

تتمركز القوات الأمريكية في سوريا منذ عام 2015، واليوم لا يزال هناك حوالي 900 جندي أمريكي منتشرين في شمال وشرق سوريا، إلى جانب حوالي 2500 عسكري متمركزين في العراق، وهي جزء من “عملية العزم الصلب”، أي التحالف الدولي لهزيمة الجماعة المتطرفة المعروفة باسم “الدولة الإسلامية” (داعش)”.

ويرى خبراء عسكريون أن سياسة الحكومة الأمريكية تم تحديدها وفق أربع أولويات والتي تتعلق بوجود القوات الأمريكية في سوريا.

أولاً، الحفاظ على زخم مكافحة وقتال تنظيم “الدولة الإسلامية” المتطرف. ويشمل ذلك الاستمرار في مساعدة وتدريب وتسليح قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ، الذين قاتلوا تنظيم “الدولة الإسلامية” والذين يسيطرون الآن على هذا الجزء من سوريا.

كذلك تشمل الأولويات الأمريكية الأخرى في سوريا دعم عمليات وقف إطلاق النار السارية في عدة مناطق في سوريا، وتحقيق الاستقرار في المنطقة، والمساعدة في وصول المساعدات الإنسانية، فضلاً عن “الضغط من أجل تحقيق محاسبة (مجرمي الحرب) واحترام القانون الدولي، مع تعزيز حقوق الإنسان، وعدم انتشار (سلاح الدمار السامل)”.

كل هذا من المفترض أن يساعد في تحقيق حل سياسي للأزمة السورية المستمرة، على النحو المنصوص عليه في القرار 2254، الذي أصدره عليه مجلس الأمن الدولي في عام 2015.

مشاركة المقال عبر