تصـ ـاعد هجـ ـمـ ـات د..ا.عـ ـش في دير الزور.. ما علاقة تركيا وأبـ ـو حـ ـاتم شـ ـقرا؟

شهد ريف دير الزور في الضفة الشرقية لنهار الفرات، تصـ ـاعداً ملحوظاً في نشـ ـاط خـ ـلايا د..ا..عـ ـش خلال الأشهر الماضية، حيث استهدفت الهـ ـجمـ ـات المتكررة عنـ ـاصر قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والأمـ ـن الداخلي، ما أسفر عن إصـ ـابات وعدد من الضحايا.
وتبرز هذه التطورات مع تعيين الحكومة السورية المؤقتة للمـ ـدعـ ـو “أبـ ـو حـ ـاتم شـ ـقرا” مسـ ـؤولاً عن القـ ـوات العسـ ـكرية في دير الزور على الضفة الغربية لنهر الفرات. ويعد هذا التعيين مثـ ـار قلق واسع بسبب قـ ـرب شـ ـقرا من الاستـ ـخبـ ـارات التركية وتـ ـزعـ ـمه لفـ ـصـ ـيل “أحـ ـرار الشـ ـرقية” الذي يضم العديد من عنـ ـاصـ ـر د..ا..عـ ـش السابقين، مما يشير إلى وجود تنـ ـسيق ضمـ ـني لتسهيل تحـ ـركـ ـات د..ا..عـ ـش في المنطقة.
ويُعتقد أن دور تركيا عبر دعمها لهذا التعيين يأتي في سياق استراتيجي لزعزعة الأمن والاستقرار في شمال وشرق سوريا، خصوصًا في دير الزور التي باتت مركزًا جديدًا لنشاط داعش. ويُتهم الاستخبارات التركية بتوجيه الفصائل المسلحة، بما فيها فصيل أبو حاتم شقرا، لتنفيذ هجمات تخدم أهدافها السياسية في خلق فتنة بين العرب والكورد، وزيادة الاحتقان العرقي والطائفي، ما يؤدي إلى إدامة الأزمة السورية.
وخلال الأيام الماضية، شهدت دير الزور عددًا من الهجمات التي كشفت عن انتقال ثقل فلول داعش من مناطق شمال ووسط سوريا إلى الجنوب الشرقي، حيث أصيب عنصر من الأمن الداخلي في شمال وشرق سوريا إثر إطلاق نار في قرية حوائج البومصعة.
كما استهدفت خلايا داعش في ريف الرقة سيارة عسكرية لقسد في بلدة الكرامة، ما أدى إلى إصابة أحد عناصرها، واستُجابت هذه الهجمات بعمليات تمشيط واعتقالات لعناصر مشبوهة.
وتكشف إحصائيات “المرصد السوري لحقوق الإنسان” عن 143 هجومًا نفذتها خلايا داعش في مناطق الإدارة الذاتية منذ مطلع 2025، مع غلبة كبيرة في دير الزور التي شهدت 121 هجومًا.
وأسفرت هذه الهجمات عن فقدان 60 شخصًا لحياتهم، منهم 41 من قوات سوريا الديمقراطية، بالإضافة إلى مدنيين. كما شهدت أرياف الحسكة والرقة عدة عمليات مماثلة، ما يعكس توزعًا جغرافيًا جديدًا لفلول داعش.
ولمواجهة هذا التهديد المتصاعد، نفذت القوات الأمريكية وقسد تدريبات عسكرية مكثفة في قاعدة قسرك شمال الحسكة، باستخدام أسلحة ثقيلة لاستهداف أهداف وهمية، بهدف رفع الجاهزية القتالية وتعزيز التنسيق الميداني بين الجانبين، في ظل استمرار تهديدات التنظيم الإرهابي.
ويبقى تعيين أبو حاتم شقرا المدعوم من تركيا نقطة محورية في تفاقم الوضع الأمني في دير الزور، حيث تتداخل الأهداف الاستخباراتية التركية مع تحركات تنظيم داعش، مما يصعب جهود قسد والتحالف الدولي في تحقيق الاستقرار. ويُخشى أن تؤدي هذه الديناميكيات إلى مزيد من تصعيد العنف في المنطقة، ما يتطلب تضافر الجهود المحلية والدولية للحد من تمدد التنظيم وحماية السكان المدنيين.