تركيا سوريا

تركيا تروّج لحالة الأمان والرخاء الاقتصادي في مناطق الحكومة السوريّة… كيف ذلك وما الهدف..؟!

يوتيوبر تركي في مدينة حماة يصف سوريا بالمكان الآمن والمتعافي اقتصادياً داعياً اللاجئين السوريين للعودة إليها.

في سابقة هي الأولى من نوعها منذ بدء عمليات ترحيل اللاجئين السوريين على الأراضي التركية قسراً تحت مُسمّى «العودة الطوعية والآمنة» وذلك إلى المناطق التي تُسيطر عليها تركيا في شمال سوريا، بدأت أنقرة مؤخراً إلى مخطط جديد لإعادة قسم من اللاجئين السوريين إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية وذلك ضمن سياق الاتفاقيات الجارية بين أنقرة ودمشق فيما يتعلق بملف اللاجئين ضمن مخطط المصالحة وتطبيع العلاقات بينهما برعاية «روسية – إيرانية».

رحلّت تركيا أكثر من مليون لاجىء سوري منذ بداية العام الجاري 2023 وحتى الآن إلى شمال سوريا، بحسب ما جاء في بيان لوزارة الدفاع التركية في الـ6 يوليو / تموز 2023 الجاري، لكن البيان ادّعى أن عودة السوريين حصل «بشكل طوعي» ولم يتطرق إلى استخدام السلطات التركية العنف والترهيب والاعتقال التي يؤكّده المُرحلون ومنظمات حقوقية دولية، كما لم يتطرق إلى أنَّ السوريين تم ترحيلهم لمناطق غير مناطق سكناهم الأصلية، بل تم توطينهم في الشمال السوري بعد تهجير سكانها الأصليين وخاصةً الكورد.

وسعت تركيا من خلال عمليات الترحيل القسري للاجئين إلى الشمال السوري، بهدف تغيير التركيبة الديموغرافية، ولكن زيادة عدد المرحلين قسراً إلى الشمال السوري بات يشكل تهديداً للسلطات التركية، بسبب ازدياد استياء هؤلاء من تركيا وتأثيرهم على بقية المتواجدين في تلك المناطق من ناحية قبول تركيا التي تخشى أن يثور هؤلاء على الوجود التركي خصوصاً مع ازدياد الفلتان الأمني والفوضى وارتفاع الأسعار وانعدام الأمن والغذاء في تلك المناطق.

وأمام هذا الوضع، ونتيجةً لتلاقي المصالح بين أنقرة ودمشق وموسكو وطهران خلال الاجتماعات الرباعية فيما يخص ملف اللاجئين بدأت تركيا باللجوء إلى مخطط جديد لإعادة اللاجئين السوريين، وذلك من خلال إرسال ِشخصيات مؤثرة في المجتمع التركي «يوتيوبر» إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية، وذلك لإعداد محتويات مرئية للترويج بأن هذه المناطق يتوفر فيها حالة من الأمن والأمان، وأن الأوضاع الاقتصادية بدأت تتعافى وتتحسن بشكل مستمر بعد التطبيع العربي مع الحكومة السورية، والهدف تحفيز اللاجئين في تركيا للعودة إلى هذه المناطق.

إذ زار قبل نحو ثلاثة أسابيع يوتيوبر تركي مدينة حماة وسط البلاد وتجول في المدينة مستطلعاً شوارعها وهو يقول أن سوريا أصبحت مكاناً آمناً لعودة اللاجئين من تركيا، والتقى كذلك بشاب سوري قال أنه عاد مؤخراً من تركيا إلى مدينته بعد غياب طال ثمانِ سنوات، وقال الشاب بأن سوريا أصبحت آمنة ويتوفر فيها كل شيء، لكن السوريين يرفضون العودة إليها بعد ما ذاقو طعم المال.

مشاركة المقال عبر