الرئيسية تركيا

أردوغان: تركيا أكثر من يناصر القضية الفلسطينية وصحفي تركي يرد: ترسلون الصلوات لغـ ـزة والسفن لإسرائيل

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه “للأسف لم يتمكن العالم الإسلامي، الذي يبلغ عدد سكانه نحو ملياري نسمة، من القيام بواجب الأخوة تجاه الشعب الفلسطيني على أكمل وجه”، مشيراً إلى أن “أكثر من يناصر القضية الفلسطينية كدولة وشعب على أعلى المستويات هي تركيا بلا شك”.

وذكر أردوغان في كلمة له بمؤتمر في إسطنبول، اليوم السبت أن بلاده ستواصل فعل ما يلزم لـ”محاسبة المسؤولين الإسرائيليين على المجازر المرتكبة في غزة وفق القانون الدولي”.

ادعاء الرئيس التركي أن حكومته أكثر من ناصرت القضية الفلسطينية تدحضه العشرات من التقارير والوثائق، والتي تثبت أن تركيا تواصل عمليات التبادل التجاري مع إسرائيل ومن ضمنها تصدير الأسلحة والمعدات العسكرية.

وتشير الإحصائيات التي نشرتها العديد من صحف المعارضة التركية وصحفيين أتراك بمن فيهم الصحفي “متين جيهان” ووزارة الزراعة الإسرائيلية إلى زيادة حجم الصادرات التركية إلى إسرائيل منذ بدء الحرب على غزة، ما يكشف زيف تصريحات الرئيس التركي والمسؤولون في حزب العدالة التنمية الحاكم بالوقوف إلى جانب الفلسطينيين، واعتبارها قضية تركيا الأولى.

ومنذ أن تسلّم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مقاليد الحكم في البلاد عمل على استغلال القضية الفلسطينية والاستثمار بها من أجل كسب شعبية داخلية وخارجية و «تحقيق نفوذ و زعامة» محلية وإقليمية، وخاصةً مع اقتراب موعد الانتخابات المحلية المزمع إجراؤها في 31 مارس/آذار القادم بهدف الحصول على أكبر قدر من الأصوات.

الصحفي التركي، متين جيهان، الذي يرصد باستمرار وبالوثائق حجم التبادل التجاري بين تركيا وإسرائيل أكد أن حكومة بلاده تواصل إرسال الاسمنت والوقود والمواد الغذائية والمشروبات والملابس والأسلحة وجميع الخدمات اللوجيستية لإسرائيل وأن نجل الرئيس التركي من بين الذين يرسلون الشحنات.

وأضاف جيهان في تغريدة جديدة على حسابه في “إكس” اليوم السبت 9 مارس / آذار 2024 أن «إردوغان والحكومة التركية يرسلون الصلوات إلى غزة والسفن لإسرائيل».

وفي منشور سابق قال الصحفي التركي متين جيهان أن «65% من واردات إسرائيل النفطية تأتي من ميناء جيهان التركي (النفط الأذربيجاني) و65% من واردات إسرائيل من الصلب تأتي من تركيا، فيما 95% من واردات الأسمنت الإسرائيلية تأتي من تركيا، مؤكداً أن ما معدله 8 سفن إمدادات يومياً تنطلق من تركيا إلى إسرائيل (بما في ذلك طعام الجنود وملابسهم ومعداتهم).

فيما نشرت صحيفة “كار” التركية المعارضة أن “صادرات تركيا إلى إسرائيل تزيد ولا تنقص”. وتقول الصحيفة في تقريرها أن صادرات تركيا إلى إسرائيل في شهر كانون الأول/ديسمبر من عام 2023 كانت أعلى بنسبة 34.8% عن الشهر السابق وبلغت 430.6 مليون دولار.

وأضافت “صادراتنا إلى إسرائيل شهدت نموا فلكيا في ديسمبر/كانون الأول”، في إشارة إلى بيانات وزارة التجارة التركية.

وكتبت صحيفة سوزجو، المؤيدة للمعارضة العلمانية، في عنوانها الرئيسي يوم 5 كانون الثاني (يناير) “إنهم يدينون إسرائيل في الشوارع ولكنهم في الوقت نفسه يزيدون حجم التجارة مع إسرائيل”.

وكانت العديد من وسائل الإعلام أفادت أن تركيا زودت إسرائيل خلال فترة الحرب على غزة بمواد غذائية ونفط وألبسة وخضار. منها ما كشفت عنه صحيفة ليفانت اللندنية في شهر كانون الأول الفائت من أن “شركة المياه التركية Sırma تزود الجيش الاسرائيلي بالمياه خلال حرب غزة. وهي الشركة نفسها التي تقدم المياه لاجتماعات حكومة اردوغان في تركيا”.

ويبدو أن الأمر لا يقتصر على المواد الغذائية والنفط والمياه، بل تجاوزت إلى تزويد إسرائيل بأسلحة تستخدم في الحرب على غزة.

ونشرت قناة10 Haber التركية بيانا من هيئة الاحصاء التركية حول بيع تركيا السلاح إلى إسرائيل.

وذكرت هيئة الاحصاء في بيانها أن صادرات تركيا من الأسلحة لإسرائيل ضمن البند 93 بلغت 80 ألف دولار في نوفمبر/ تشرين الثاني الفائت، بإجمالي 903 ألف دولار.

نشطاء فلسطينيين نشروا في فبراير 2024 على وسائل التواصل الاجتماعي صور لقطع وشظايا أسلحة تركية استخدمتها إسرائيل في حربها ضد غزة.

ونشر النشطاء صوراً لشظايا صواريخ قالوا إن إسرائيل استخدمتها في قصف مخيم الشجاعية للاجئين شرق غزة، وأظهرت الصور شظايا صواريخ حفر عليها عبارة “صنع في تركيا”.

ومؤخراً قدّم رئيس الشؤون الدينية التركية علي أرباش جائزة لشركة إيشداش التركية العضو في جمعية رجال الأعمال والصناعيين التركية “موصياد”، يشار أن الجيش الإسـرائيلي يؤمن احتياجاته من الفولاذ بشكل رئيسي من تركيا ومعظمها من إيشداش.

 

مشاركة المقال عبر