آراء وتحليلات الرئيسية

أردوغان زرع في غـ ـزة وذهب ليحصد في العراق

بات اقتصاد تركيا في الحضيض، والليرة التركية مستمرة في فقد قيمتها السوقية، والتضخم وصل لأعلى المستويات، عداك عن الفقر والبطالة. وما كانت زيارات اردوغان وسياسة طأطأة الرأس في مصر والسعودية والإمارات إلا لإعادة الحياة لاقتصاده المتهالك.

ومن ناحية كان بمثابة الرد على التطبيع بين إسرائيل وكل من الإمارات والبحرين برعاية أمريكية من جهة. ومن جهة أخرى إفشال مشروع طريق سكك حديد السلام الذي أطلقته إسرائيل لربط الخليج العربي بميناء حيفا على البحر المتوسط، المشروع الذي يقف في وجه مشروع التنمية الذي يهدف بربط الخليج العربي بميناء جهان التركي عبر العراق.

دفع أردوغان إسلامه الراديكالي المتمثل في حركة حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي للهجوم على إسرائيل ما دفعت إسرائيل للرد الذي مازال مستمراً إلى اليوم، لخلق الفتنة بينهم وبين العرب، وتوسيع الشرخ بينهم، الشرخ الذي بات يتقلص مع التطبيع في الفترة السابقة لهذا الهجوم.

بهذه العملية زادت الكراهية بين العرب وإسرائيل ما شكل عائقاَ أمام استمرار مشروع طريق سكة حديد السلام، وتفضيل مشروع التنمية التركي. وتهيئة الأجواء للعودة إلى الواجهة من جديد.

وسيكون هذا المشروع ملفاً في الزيارة الأخيرة لاردوغان للعراق، على الصعيد العربي.
أما كوردياً فسيكون ملف مياه نهر دجلة بمثابة العصى بيد اردوغان يهدد بها القيادة العراقية للموافقة على المخططات التركية، وهي ضرب مقاتلي حزب العمال الكوردستاني في مناطق شمالي العراق. كما سيكون مشروع طريق التنمية بمثابة جزء من الحصار المطبق على الإدارة الذاتية في شمال وشرقي سوريا.

وكذلك قطع الطريق أمام دخول وخروج البضائع منها وإليها. وما الرغبة في السيطرة على سنجار وتسليمها للديمقراطي الكوردستاني إلا خطوات البداية في تطبيق هذا الحصار.

وهذه الاستراتيجية هي الجزء الأهم الذي سيفرضه على الحزب الديمقراطي الكوردستاني إلى جانب مشاركتهم في حربهم على العمال الكوردستاني، والسكوت عن القصف المتكرر على المناطق الجبلية في إقليم كوردستان، وزيادة عدد نقاطهم العسكرية في الإقليم.

و بغض النظر عن الاستقبال الحافل لأردوغان في إقليم كوردستان العراق، فإن السؤال الذي يتبادر للأذهان هو: هل أن اردوغان زار الإقليم محبة بالكورد أم أن عدو الأجداد لن يكون صديق الأبناء؟

هل كان حديث أردوغان حول محاربة الكورد ولو كانوا في خيمة في أفريقيا قد تغير، أم أنه مازال يتعامل بنفس العقلية العثمانية؟

وهل سيترك أردوغان ما سماه بالحنفية مفتوحة على إقليم كوردستان في حال قامت حكومتها بأي محاولة استقلال في المستقبل عبر استفتاء جماهيري؟

وهل لا زال أردوغان ينظر إلى الإقليم كولاية تركية إضافية أم أنه زاره كإقليم معترف به؟ رغم أن جلوس رئيس الإقليم ورئيس الحكومة لم يكن يدل على هذا، مقارنة مع أريحية جلوس فيدان واردوغان؟

 

مشاركة المقال عبر