تصـ ـاعد التـ ـوتر الأمـ ـني في السويداء: تسعة قتـ ـلى خلال 24 ساعة وانهـ ـيار شبه كامل في الخدمات

تعيش محافظة السويداء منذ أيام على وقـ ـع تصـ ـعيد أمـ ـني غير مسبوق، تمثل في اشتـ ـباكـ ـات عنـ ـيفة، هجـ ـمـ ـات بطائرات مسيّـ ـرة، وقصـ ـف متبادل بين الفصـ ـائل المحلية وقـ ـوات سلـ ـطة دمشق، ما أدى إلى سقـ ـوط عدد من القتـ ـلى والجـ ـرحى من الطرفين. وتتزامن هذه التطورات مع انهـ ـيار شبه تام في خدمات الاتصالات والكهرباء، وعودة الهدوء الحـ ـذر إلى بعض المحاور، في ظل مخـ ـاوف شعبية من اتساع رقـ ـعة المـ ـواجـ ـهات وانهـ ـيار اتفاقات وقف إطـ ـلاق النـ ـار الهشّة.
وفي التفاصيل؛ قتل عنصر من الفصائل المحلية في محافظة السويداء، اليوم الإثنين، متأثراً بجراحه التي أُصيب بها يوم أمس الأحد جراء هجوم نفذته طائرة مسيّرة استهدفت تلة حديد في ريف المحافظة، ليرتفع عدد قتلى الهجوم إلى عنصرين خلال أقل من 24 ساعة.
وفي سياق متصل، قُتل عنصران آخران من الفصائل المحلية خلال اشتباكات مع قوات سلطة دمشق على محور ريمة حازم، ما يرفع عدد قتلى أبناء الطائفة الدرزية إلى أربعة منذ صباح الأحد، في ظل تصاعد التوترات الميدانية.
ومن جهة أخرى، قُتل خمسة عناصر من قوات سلطة دمشق خلال هجمات مسلحة متفرقة استهدفت مواقع ونقاطاً عسكرية في محيط مدينة السويداء، ما يرفع حصيلة القتلى منذ يوم الأحد 3 آب إلى تسعة قتلى من الطرفين، وسط حشود عسكرية متبادلة واستنفار أمني متواصل.
وبذلك، ترتفع الحصيلة الإجمالية للقتلى في محافظة السويداء منذ صباح الأحد 13 تموز، نتيجة الاشتباكات وعمليات الإعدام الميداني والقصف الإسرائيلي، إلى 1520 قتيلاً، وفق توثيقات “المرصد السوري لحقوق الإنسان”.
والقتلى هم:
723 من أبناء محافظة السويداء، بينهم 164 مدنياً (21 طفلاً و56 سيدة).
474 من عناصر وزارة الدفاع والأمن العام لدى سلطة دمشق، بينهم 40 من أبناء العشائر البدوية، ومسلح لبناني الجنسية.
15 عنصراً من وزارتي الدفاع والداخلية، قتلوا جراء الغارات الإسرائيلية.
3 قتلى، بينهم سيدة واثنان مجهولو الهوية، نتيجة قصف الطيران الإسرائيلي على مبنى وزارة الدفاع.
2 إعلاميين قتلوا خلال تغطية الاشتباكات.
300 شخصاً، بينهم 17 امرأة و10 أطفال ورجل مسن، أُعدموا ميدانياً برصاص قوات سلطة دمشق.
3 من أبناء عشائر البدو، بينهم سيدة وطفل، أُعدموا ميدانياً على يد مسلحين دروز.
انقطاع كامل في الخدمات الأساسية
وبالتزامن، تشهد محافظة السويداء منذ ظهر اليوم، انقطاعاً كاملاً في خدمات الاتصالات والإنترنت والكهرباء، نتيجة عطل في الكابل الضوئي المغذي للمنطقة، في ظل غياب أي توضيحات رسمية، ما أثار حالة من القلق والغموض بين الأهالي. وحالياً، لا تتوفر سوى خدمات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية.
إعادة فتح معبر بصرى الشام الإنساني
وفي سياق آخر، أُعيد صباح اليوم افتتاح معبر بصرى الشام الإنساني الذي يربط ريف درعا الشرقي بمحافظة السويداء، وذلك بعد إغلاق دام 24 ساعة لأسباب أمنية ناتجة عن خروقات لوقف إطلاق النار. ويُعد المعبر شرياناً حيوياً لحركة المدنيين والبضائع، وقد تسبب إغلاقه في ازدحامات مرورية واختناقات في الطرق البديلة.
خروقات مستمرة واشتباكات متجددة
ورصد “المرصد السوري” عدة خروقات في ريف السويداء الغربي، أبرزها استهداف بلدة عرى برشاشات ثقيلة من مواقع تابعة لقوات سلطة دمشق، بالإضافة إلى قصف بلدة عريقة بقذائف هاون.
ويوم أمس، قصفت قوات الأمن بلدة رساس انطلاقاً من محور كناكر، في تصعيد هدد بانهيار اتفاق التهدئة. كما دُفعت تعزيزات عسكرية كبيرة إلى منطقة الثعلة غرب المدينة، بالتزامن مع إحباط محاولة توغل جديدة من قوات سلطة دمشق شرق تل حديد.
المواجهات والتمركزات الميدانية
وتمركزت مجموعات مسلحة تابعة للأمن العام لدى سلطة دمشق في معامل الثعلة، مطلقة نيرانها بشكل عشوائي على الأحياء السكنية، ما قابله رد فوري من الفصائل المحلية باشتباكات متقطعة أجبرت قوات السلطة على التراجع.
وفي المحور الجنوبي الغربي، نفّذت الفصائل المحلية عمليات تمشيط على طريق كناكر وسط استنفار عسكري، قبل أن يعود الهدوء الحذر ليسود المنطقة مع استمرار سماع طلقات نارية متفرقة.