الشرع إلى واشنطن.. الجنوب السوري سيصبح في عهدة إسرائيل

مع اقتراب موعد بدء اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك نهاية أيلول الجاري، يجري الحديث عن التوصل إلى اتفاق أمني بين الإدارة السورية الجديدة وإسرائيل، يهدف إلى إعادة ترسيم الحدود الأمنية في الجنوب السوري.
ويتزامن ذلك مع تصريحات رسمية وشبه رسمية عن زيارة مرتقبة لرئيس الحكومة السوية الانتقالية أحمد الشرع للولايات المتحدة وربما إلقاء كلمة في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وكذلك عن إمكانية اللقاء مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
الشرع وافق على اتفاق أمني مع إسرائيل
وبحسب مصادر فإن غاية واشنطن من نقل الشرع إلى نيويورك تصب في الدرجة الأولى في خانة التوقيع اتفاق أمني بين الإدارة السورية يهدف إلى إعادة ترسيم الحدود الأمنية في الجنوب السوري. حيث أكدت تقارير إعلامية أن الشرع منسجم مع المطالب الإسرائيلية والأمريكية منذ بداية سقوط نظام الأسد، وإن زيارته إلى الولايات المتحدة لن تعدو كونها عملية تسليم للجنوب السوري بما فيها السويداء إلى إسرئيل. بينما الحديث عن مفاوضات ومباحثات ليس سوى تمهيد إعلامي للتوقيع الأخير على الاتفاق.
ملامح الاتفاق الجديد ظهرت بعد سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول الماضي، مدعوماً بجهود أمريكية مباشرة تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب، الذي يسعى لتعزيز إرثه الدبلوماسي قبل نهاية ولايته الثانية وإظهار أن «دبلوماسية القوة» التي ينتهجها.
مركز دراسات يكشف تفاصيل الاتفاق الأمني
وكشف تقرير صادر عن معهد دراسات الحرب الأمريكي «ISW» عن مقترح إسرائيلي مفصل لاتفاق أمني مع سوريا، يركز على إعادة ترتيب المناطق الأمنية في جنوب غرب سوريا. ويقسم المقترح المنطقة إلى ثلاث مناطق رئيسية منزوعة السلاح بدرجات متفاوتة، مستوحى من اتفاقية السلام الإسرائيلية-المصرية عام 1979 التي قسمت شبه جزيرة سيناء إلى مناطق A وB وC مع قيود عسكرية متدرجة بناءً على البعد عن الحدود الإسرائيلية.
ووفق مصادر مطلعة على المفاوضات، يُعتبر هذا المقترح «مطالب قصوى» إسرائيلية، حيث لا يتضمن تنازلات كبيرة من الجانب الإسرائيلي، مقابل انسحاب تدريجي من الأراضي السورية التي دخلتها مؤخراً.
أبرز بنود الاتفاق الأمني
ويقضي الاتفاق الجديد الذي يجري التفاوض عليه، تقسيم جنوب غرب دمشق إلى ثلاث مناطق تحدد طبيعة القوات وأعدادها.
توسيع المنطقة العازلة بمسافة كيلومترين داخل الأراضي السورية، مع منع انتشار الجيش والسلاح الثقيل، والسماح فقط بوجود قوات الشرطة.
إعلان حظر جوي شامل أمام الطيران السوري على طول المنطقة حتى الحدود مع إسرائيل.
الحفاظ على “ممر جوي” يسمح لإسرائيل بتنفيذ ضربات مستقبلية ضد أهداف إيرانية إذا اقتضت الحاجة.
انسحاب إسرائيلي تدريجي من الأراضي السورية ، مع استثناء جبل الشيخ من الانسحاب.
ملف السويداء بيد أمريكا
ويرى مراقبون أن موقف إسرائيل تعزز بسبب التطورات في السويداء حيث تُتهم القوات السورية بإعدام مدنيين من الدروز. ويطالب زعماء الدروز بالاستقلال وإنشاء ممر إنساني من الجولان إلى السويداء.
وذكرت مصادر إنه منذ أحداث السويداء، ساعدت إسرائيل في توحيد الفصائل الدرزية المنقسمة وزودتها بإمدادات عسكرية بما في ذلك أسلحة وذخيرة.
وفي وقت سابق أفادت تقارير إعلامية باتفاق ضمني بين إسرائيل والإدارة السورية حول السويداء يتضمن عدداً من البنود، أبرزها: إحالة ملف السويداء إلى الجانب الأمريكي، الذي سيتولى متابعة تنفيذ بنود الاتفاق، فضلا عن انسحاب جميع قوات العشائر وقوات الأمن العام إلى ما بعد القرى الدرزية. بالإضافة إلى تشكيل لجنة لتوثيق الانتهاكات، تكون مهمتها رفع تقاريرها إلى الطرف الأمريكي.
نهاية أيلول الجاري الموعد المقترح لتوقيع الاتفاق
وبحسب وسائل إعلام أمريكية فإن الجانبين توصلا إلى تفاهمات حول أكثر من 95 بالمئة من بنود الاتفاق، مع رغبة في توقيع الوثيقة رسمياً في 25 أيلول، خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
كما أن هناك خيار آخر مطروح، يقضي بعقد مراسم التوقيع في 29 أيلول في البيت الأبيض، بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرئيس السوري أحمد الشرع، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.