تركيا ترفع رواتب عنـ ـاصر فصـ ـائل الجيـ ـش الوطني… لماذا تحتفظ تركيا بهذه الفـ ـصائل

كشفت تقارير إعلامية أجنبية ومحلية عن أن السلطات التركية قررت رفع رواتب عناصر فصائل “الجيش الوطني السوري) الموالية لها، الأمر الذي أثار تساؤلات لدى الرأي العام التركي حول أسباب هذا الإجراء رغم أن هذه الفصائل اندمجت في الجيش السوري الجديد، خاصة مع تأزم الأوضاع الاقتصادية في تركيا.

رفع الرواتب بنسبة 50 بالمائة
وكشف موقع Terrorism Monitor التابع لمؤسسة Jamestown Foundation أن تركيا رفعت رواتب عناصر فصائل (الجيش الوطني السوري) بنسبة 50% بعد سقوط نظام الأسد.
هذه الزيادة جاءت أعلى مما وعدت به تركيا في وقت سابق، حيث أفادت مصادر مطلعة من المعارضة السورية في تركيا، لوسائل إعلام أن الضباط الأتراك أبلغوا قادة فصائل “الجيش الوطني” في شمالي سوريا، بأن الدعم سيبقى مستمراً ، كما جرت الأمور خلال السنوات الماضية، ودون أي تغيير.
وأبلغ الأتراك قادة “الجيش الوطني” أيضاً، بأنه رواتبهم سيتم زيادتها قريباً، وراتب المقاتل العادي سيصبح 3000 ليرة تركية، بعد أن كان 2000 ليرة. إلا الزيادة التي كشفت عنها هي أعلى مما وعد بها الضباط الأتراك.

استياء في الشارع التركي
التقارير الإعلامية المتعلقة بزيادة رواتب عناصر الفصائل أثار موجة سخط داخل الأوساط السياسية والإعلامية في تركيا، حيث تساءل الصحفي التركي أرتوغرول أوزكوك، لماذا ما زالت تركيا تدفع رواتب هؤلاء المرتزقة بعد أن اندمجوا في الجيش السوري الجديد.؟ ولماذا فعلاً تمت زيادة الرواتب بنسبة 50%.؟
الصحافة التركية ركزت بشكل خاص على الأوضاع الاقتصادية المتردية في تركيا، وأن السلطات التركية تطبق سياسة مالية صارمة داخلياً وتمنح زيادات محدودة للموظفين والمتقاعدين، فكيف تزيد رواتب عناصر الفصائل في سوريا…؟

بعض الفصائل متهمة بارتكاب مجازر
من بين الفصائل التي قررت السلطات التركية رفع رواتب عناصرها فرقتي سليمان شاه (العمشات) والحمزة (الحمزات)، وهي فصائل متهمة بارتكاب جرائم حرب في سوريا ومدرجة على قائمة العقوبات الأمريكية.
واتهمت عدة تقارير حقوقية كلاً من فرقة سليمان شاه وفرقة الحمزة بارتكاب انتهاكات جسيمة ضد المدنيين.
فبحسب منظمة العفو الدولية، تورط مقاتلو فرقة سليمان شاه في عمليات نهب ممتلكات المدنيين في عفرين، وإجبارهم على دفع إتاوات مقابل البقاء في منازلهم. وأكدت المنظمة أن المدنيين الذين رفضوا الدفع تعرضوا للتهديد بالطرد القسري أو القتل.
وفي آب/أغسطس 2023، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على فرقة الحمزة وقائدها سيف بولاد (أبو بكر)، بسبب تورطهم في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك عمليات قتل خارج نطاق القانون، واحتجازات تعسفية، وتعذيب.
كما أعلنت وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات مباشرة على فرقة سليمان شاه وقائدها أبو عمشة.
وجاء في بيان الوزارة أن هذه الفصائل مسؤولة عن انتهاكات خطيرة، شملت عمليات قتل خارج نطاق القضاء، واحتجازات تعسفية، وتعذيب، وانتهاكات أخرى ضد السكان المدنيين.

لماذا تحتفظ تركيا بالفصائل رغم اندماجه مع قوات وزارة الدفاع السورية
ويرى مراقبون أن استمرار تركيا في دعم الفصائل المسلحة يوجه رسالة واضحة بأن أنقرة ليست في عجلة من أمرها لتقديم تنازلات كبيرة في الملف السوري، بل يبدو أنها تستثمر في دعمها للجيش الوطني، كورقة ضغط على قوات سوريا الديمقراطية وأميركا، وأيضاً على الحكومة السورية المؤقتة.

مشاركة المقال عبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى