ثقافة وفن

الدراما السورية تعود بتشكيلة متنوعة

لم تتوقف عجلة الإنتاج في الدراما السورية رغم مرورها بمرحلة حرجة بعد الحرب التي فرضت عليها مسارات محددة وقيودا إنتاجية كثيرة. وتعود في العام الحالي مجددا من خلال إنتاجات عديدة داخل سوريا أو في محيطها العربي لتقدم ألوانا جديدة في طيف الدراما العربية.
وتحضر الدراما السورية في موسم رمضان 2022 بشكل أفضل من المواسم السابقة فتظهر في العديد من الإنتاجات المحلية أو العربية البينية، التي تجعل من مسألة اعتبار العمل سوريا بحتا أمرا صعبا.
وشكل ظهور هذه الأعمال يكون عبر منصة الإنتاج أو مشاركة فنانين سوريين في أعمال عربية بصفة ممثلين أو مخرجين أو تقنيين، وما يزيد الأمر إرباكا، مشاركة نجوم الفن السوري بشخصيات بطولة في العديد من الأعمال العربية خاصة اللبنانية (عابد فهد وجمال سليمان وقصي خولي وتيم حسن وسلافة معمار ومنى واصف)، بحسب تقرير لصحيفة العرب.
أعمال متنوعة
في كل الحالات عادت وتائر الإنتاج في الدراما السورية هذا العام للحراك بصيغة جدية، بعد موسم ماض حققت فيه تقدما ملموسا على شاشات العرض العربية، بعد فترة تذبذب بسبب أوضاع الحرب وتفرق الشخصيات الفنية السورية بين الداخل والخارج وحالة الاستقطاب السياسي والفكري التي حدثت.
ففي الإنتاج الداخلي قدمت الدراما السورية في هذا الموسم العديد من المسلسلات، كانت معظمها في الشكل الاجتماعي الذي يحبه الجمهور ويفضله. فقدمت فيه مسلسلات “كسر عضم” و”على قيد الحب” و”مع وقف التنفيذ” و”لو بعد حين” و”دفا” و”أبنائي أرجوكم” و”ماما عناية” و”سنة ثانية زواج”.
وفي البيئة الشامية التي عادة ما تتسيد الموقف الإنتاجي قدمت خمسة مسلسلات واحد منها جديد هو “ولاد البلد” تأليف عثمان جحى ومؤيد النابلسي وأخرجه أحمد إبراهيم أحمد، وشارك فيه باسم ياخور وسلوم حداد ونظلي الرواس ونضال نجم، بينما قدم الجزء الثاني من مسلسل “بروكار” تأليف سمير هزيم وإخراج محمد زهير رجب وبمشاركة فنانين من سوريا، و”حارة القبة” تأليف أسامة كوكش وإخراج رشا شربجي وبطولة عباس النوري، كذلك قدم الجزء الثاني من مسلسل “الكندوش” تأليف حسام تحسين بك بمشاركة محمد العاص وإخراج سمير حسين و بطولة أيمن زيدان وسلاف فواخرجي. وحضر مسلسل “باب الحارة” في جزئه الثاني عشر، وهو من تأليف مروان قاووق وإخراج محمد زهير رجب ومشاركة نجوم أجزائه السابقين.
وفي شكل مسلسلات التشويق والإثارة يحضر مسلسل “مقابلة مع السيد آدم” في جزئه الثاني وهو من تأليف وإخراج فادي سليم، والذي تعطل بثه في اللحظات الخيرة داخل الموسم وهو من بطولة غسان مسعود، وكذلك مسلسل “ألم مستمر” الذي أنتج منذ عامين لكنه لم يعرض نتيجة خلافات إنتاجية وحمل سابقا عنوان “أولاد الشر”، وهو من تأليف علي خياط وسيناريو ربا حمود وإخراج طارق السواح.
وفي الكوميديا حقق الكاتب ممدوح حمادة حضورا في الدراما العربية المشتركة من خلال مسلسل سيت كوم حمل عنوان “بستان الشرق”، الذي يقدم الحالة العربية الطازجة بشكل ساخر، وهو مؤلف من مئتين وخمسين حلقة قصيرة، وهو من إخراج العراقي محمد خير العمري ويشارك فيه فنانون من العديد من البلدان العربية، منهم زكي ناطور ومحمد حداقي وأندريه سكاف وعبد الحكيم قطيفان. كما قدم الكاتب عملا جديدا حمل عنوان “ما مات وطن” من إخراج سامر حكمت في الدراما العراقية.
كذلك حضرت الكوميديا من خلال الموسم الخامس عشر من سلسلة بقعة ضوء التي شارك بتأليفها العديد من الكتاب وأخرجها مخرجون شباب هم عمرو علي ومجيد الخطيب ورامي ديوب وورد حيدر وعلي المؤذن ومحمد المرادي بمشاركة مشاهير من سوريا.
وقدم أيمن زيدان مسلسل “الفرسان الثلاثة” وهو من تأليف محمود الجعفوري وإخراج علي المؤذن وقدم مسلسل “أبجد هلوس” في جزئه الثاني وهو من تأليف مجموعة من الكتاب وإخراج طارق السواح وشارك فيه فنانون سوريون وعرب. كما قدم مسلسل “قرار وزاري” وهو من تأليف معن سقباني وإخراج طارق السواح وهو إنتاج تم منذ سنوات لكنه لم يعرض. كذلك يعرض مسلسل “حوازيق” تأليف زياد ساري وإخراج رشاد كوكش بمشاركة سلمى المصري وأيمن رضا ووائل رمضان وسامية الجزائري.
وتفرض الأعمال القصيرة نفسها على خارطة الدراما السورية هذا الموسم، وهي التي باتت خيارا مفضلا عند العديد من المبدعين وشركات الإنتاج وكذلك منصّات العرض للمرونة التي تقدمها في تناول الموضوعات وتحقيق إيقاع درامي أسرع وكسر احتكار المسلسلات الطويلة للشكل الإنتاجي. وقدمت الدراما السورية العديد من الأعمال منها: الوسم ووثيقة شرف وإيكو ورقصة مطر والبوابات السبع وروز وأزمة حب وشرف والوصية والروليت الذي تم عرضه على منصات خاصة قبل الموسم الرمضاني.
وكانت الدراما السورية أول من قدم عربيا شكل الفانتازيا عبر مجموعة من المسلسلات كان من بينها “غضب الصحراء” لهيثم حقي والبركان لمحمد عزيزية والسلسلة التي أخرجها نجدة إسماعيل آنزور في “الجوارح” و”الكواسر” و”البواسل”، وكان أحد عرّابي هذه المرحلة الكاتب هاني السعدي الذي قدم الكثير من النصوص في هذا الشكل.
وبعد غياب سنوات يعود السعدي بنص جديد يحمل اسم “ذئاب الليل”، وكان يحمل عنوان “فرسان الظلام” سابقا، ليقدم مسلسلا فانتازيا تولّى إخراجه سامي جنادي وشارك في بطولته سلوم حداد ومهيار خضور ولجين إسماعيل ونادين خوري.
كذلك قدمت الدراما التلفزيونية السورية شكلا قلما اتجهت إليه سابقا وهو الدراما الشعبية الاستعراضية من خلال مسلسل “جوقة عزيزة”، الذي كتبه خلدون قتلان وأخرجه تامر إسحق وقامت ببطولته نسرين طافش. ويعتبر العمل جديدا في الدراما السورية من حيث شكل الإنتاج الكبير وطبيعة المادة المقدمة التي تختلط فيها عناصر الفن في الشخصية الأساسية من تمثيل وغناء ورقص.
الدراما العربية
في سابقة عربية، تقدم الدراما العربية شكلا فنيا يحمل بعدا إنسانيا عاليا، تمثل بالتوجه نحو دراما أصحاب الهمم. حيث قدم عمل عربي اشترك فيه 28 مبدعا من أحد عشر بلدا، أنتج في أبوظبي، حمل اسم “أحلام يرسمها الغبار” ساهم فيها الكاتب السوري مهند العاقوص، وفي الإخراج كان مخرج المسلسل السوري عبدالباري أبوالخير وشارك فيه في التمثيل مهيار خضور ونادين خوري ويوسف المقبل وتيسير إدريس وميريانا معلولي ومحمود خليلي.
وكما جرت العادة وفي كل موسم درامي عربي يشارك فنانون من سوريا في أعمال عربية تمتد من المغرب وحتى الخليج العربي. ففي الموسم الحالي شارك فنانون من سوريا في إنتاجات كبيرة في لبنان وقدموا أدوار بطولة. ومن بين تلك المسلسلات نجد مسلسل “بيروت 303” بمشاركة سلافة معمار ومعتصم النهار وأمانة والي وجيانا عيد ومن لبنان نادين الراسي ومجدي مشموشي.
كما نجد من الأعمال العربية المشتركة مسلسل “سنوات الحب والرحيل” الذي حمل عنوان “السفربرلك” سابقا وكان يفترض أن يكون من إخراج الراحل حاتم علي والليث حجو الذي قام بإخراجه منفردا وعابد فهد الذي قدم دور جمال السفاح، وأيضا هناك مسلسل “ليلة السقوط” بمشاركة كندا حنا وباسم ياخور والمخرج ناجي طعمي و”فتح الأندلس” بمشاركة تيسير إدريس وسهيل جباعي وجيني أسبر وروبين عيسى.
وفي الدراما المصرية يسجّل أحمد الأحمد أول ظهور له في مسلسل “العائدون” مع أمير كرارة. وفي الدراما الأردنية يشارك محمد خير الجراح وشكران مرتجى ووفاء موصلي وجرجس جبارة في مسلسل “أبجد هلوس” الكوميدي، ويشارك محمد خير الجراح وجيني أسبر وليا مباردي في مسلسل أردني آخر يحمل عنوان “جلطة” في موسمه الرابع. كذلك يشارك أيمن رضا في الدراما العراقية بمسلسل “أنا والمديرة”، ونجد كلا من إدريس ومالك محمد وميرنا معلولي ومحمود خليلي وفائق عرقسوسي وروبين عيسى في مسلسل “فتح الأندلس” من الدراما الكويتية.

مشاركة المقال عبر