سوريا

في محاولةٍ منه لتعويم نفسه… تحرير الشام تغيّر تسمية “لجنة الغنائم” إلى “مؤسسة الإسكان”

أجرت “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقاً) الموالية لتركيا، مؤخراً تعديلاً على ما تعرف باسم “لجنة الغنائم” التي تستحوذ من خلالها على الكثير من ممتلكات المدنيين المناهضين لها والمقيمين خارج مناطق نفوذها، حيث أطلقت على هذه اللجنة اسم “مؤسسة الإسكان” وذلك بهدف شرعنة استيلاءها على ممتلكات المناهضين لها، سواء أكانت منازل سكنية أو محلات تجارية أو أراضي زراعية أو حتى أبنية حكومية للدولة السورية.

والسبب الرئيسي لتغيير اسم “لجنة الغنائم” إلى “مؤسسة الإسكان”، هو محاولة نزع صبغة “التشدد الديني” التي تُعرف بها “هيئة تحرير الشام”، فهي بتغيير الاسم، تحاول التهرب من التسميات الإسلامية الجـ.ـهادية المتـ.ـشددة، ولتظهر بمظهر مؤسساتي رسمي على غرار “مؤسسات الإسكان” التابعة للحكومات الرسمية.

ونقل موقع إيزيدينا عن مصادر محلية إن الهدف من تغيير اسم “لجنة الغنائم” إلى “مؤسسة الإسكان” هو توسيع الهيمنة على عدد أكبر من ممتلكات المدنيين، مشيراً إلى أن الأمر لن يقتصر على ممتلكات الموالين للحكومة السورية أو أبناء الأقليات الدينية، بل سيكون هناك خطط لوضع قرارات مستقبلية تستطيع من خلالها “هيئة تحرير الشام” مصادرة عقارات تعود لمدنيين يقيمون ضمن مناطق نفوذها.

ويضيف المصدر أن الهيئة تسعى لتغيير الأسماء التي لها دلالات دينية إسلامية متشددة لتلميع صورتها، حيث غيَّرت ما كان يعرف باسم “الحسبة” إلى “الشرطة الأخلاقية” وهي قسم من جهاز تابع لها، كما قامت بحل وكالاتها الإعلامية مثل “وكالة أنباء” و”الدرر الشامية” و”أمجاد” وشكلت ما تعرف اليوم باسم “مديرية الإعلام”، وأجرت العديد من التغييرات الأخرى المشابهة.

وأشارت المصادر إلى أن “هيئة تحرير الشام” تسعى بكل جهدها لنيل القبول والرضى من قبل الولايات المتحدة الأمريكية لإزالة تصنيفها على لوائح الإرهـ.ـاب، وأن تكون حليفاً لها في أي حل سياسي لمستقبل سوريا، لافتاً إلى أن الهيئة ستقبل بأي مكانة توضع بها حتى لو كانت أقل من طموحاتها في سوريا، لأن قياداتها لا يسعون سوى إلى الحصول على المزيد من الأموال.

وبحسب المصدر فإن “مؤسسة الإسكان” ليس لها أي مقر رسمي موجود في الشمال السوري بل هي ذاتها مكاتب “لجنة الغنائم” الموزعة على عدة مناطق في إدلب وريفها، متوقعا أن تقوم “هيئة تحرير الشام” بدعوة أبناء الأقليات الدينية للعودة إلى منازلهم، والإيحاء بأنها تريد أن تكون راعية ومهتمة بشؤون الأقليات في مناطق نفوذها.

وتحاول “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقاً) التملص من صبغة الإرهـ.ـاب عبر إصدار قرارات وإجراءات شكلية منذ عام 2019.

مشاركة المقال عبر