سوريا

دلالات ومعاني زيارة الأسد الى حلب التي لم يزرها منذ 11 عاماً

لم يكن اختيار الرئيس السوري، بشار الأسد، ظهوره في بعض المدن داخل البلاد عبثيا، إذ كان ظهوره في حلب خلال عيد الأضحى، يحمل دلالات وإشارات داخلية وخارجية يريد إيصالها الى عدة أطراف.

وتعتبر زيارة الرئيس السوري بشار الأسد الى العاصمة الاقتصادية في السابق رمزية للغاية حيث كان انتصار الأسد هناك عام 2016 بدعم عسكري حاسم من روسيا، نقطة تحول في الصراع السوري على المستوى السياسي والعسكري. لكن حتى في مواجهة هذا التقييم، يبدو أن الأسد يريد إيصال رسالة بأنه حقق انتصارات دبلوماسية كبيرة والإفادة بأن حكومته بدأت بإعادة الإعمار من خلال زياراته لمحطة كهربائية التي أعيدت تشغيلها بدعم من إيران، وأيضاً للإيحاء إلى مجال الاستثمار في سوريا بأنه بات مفتوحاً ومأمناً من قبل الدولة. إضافة لرسالته الموجهة الى الداخل وبالتحديد لمؤيديه بأنه بات يسيطر على أكثر من منطقة حيوية في سوريا.

أما الإشارات السياسية من تلك الزيارة وبالتحديد في هذا الوقت الذي تشهد المنطقة تهديداً جديداً من قبل الدولة التركية بشن هجمات عسكرية وبالتحديد على منطقتي تل رفعت ومنبج.

وبالعودة الى الوراء، أفادت أوساط داخل المعارضة السورية بمعلومات قالت أن روسيا قد منعت الرئيس السوري في وقتٍ سابق الذهاب الى حلب بسبب وجود توافقات وتفاهمات روسية- تركية سرية.

ويرى محللون لزيارة الأسد أن الوساطة الإيرانية بين تركيا وسوريا التي صرح عنها وزير الخارجية الإيراني عبداللهيان أثناء زيارته الى تركيا عززت من دخول الأسد إلى حلب أتت من غض نظر تركي وموافقة روسية وايرانية.

فالزيارة حملت أيضاً رسالة روسية إلى تركيا بأنها تعارض وبقوة التهديدات التي أطلقتها أنقرة بتنفيذ عملية، فضلاً عن رسالتها الى الغرب فيما يخص المساعدات الإنسانية والمعابر الحدودية التي تريد موسكو أن تكون بيد الدولة السورية وتخضع لشرعيتها، حيث استخدمت حق النقض(الفيتو) حول تمديد مرور المساعدات عبر المعابر التي تسيطر عليها الفصائل الموالية لتركيا والتي لا تتم بموافقة سوريا.

أما رسالة إيران من هذه الزيارة فكانت الى تركيا والدول الأخرى بأن مدينة حلب لا تنازل عنه، فزيارة الأسد الى المحطة الحرارية والتي قامت إيران بإعادة تأهيلها، فهي تريد إيصال رسالة بأخذ مصالح وحضور إيران في الملف السوري بعين الاعتبار.

مشاركة المقال عبر