الرئيسية شمال وشرق سوريا

ماذا يفعل العراقيون في رأس العين السورية ومن أين جاؤوا ؟

حوّلت تركيا مدينة رأس العين، إلى موطن لعوائل عناصر تنظيمي الدولة الإسلامية والقاعدة من العراقيين، وذلك في سبيل استكمال مخططها في تغيير ديموغرافية المنطقة وضرب الأمن والاستقرار في المناطق السورية الأخرى لتنفيذ أجنداتها.

في أواخر عام 2020 أصدر المجلس المحلي في مدينة رأس العين التابع لتركيا، قراراً لإصدار بطاقات شخصية للعراقيين المتواجدين في المدينة وذلك من أجل تسهيل تنقلهم ولكن حينها تساءل النشطاء وأهالي المدينة عن سبب تواجد العائلات العراقية هناك وكيف جاؤوا إليها.

وكان يعيش في مدينة رأس العين قبل أن تسيطر عليها تركيا والفصائل الموالية لها في تشرين الأول عام 2019، خليط من الكرد والعرب والشيشان والأرمن والشركس، ولم يكن يتواجد فيها أية أسرة عراقية. ولكن بعد سيطرة تركيا عليها، تغير الحال رأساً على عقب، فلم يعد فيها كرد وأرمن وشركس وغالبية سكانها الأصليين من العرب.

وبدلاً من هؤلاء وطنّت تركيا عوائل عناصر فصائلها إلى جانب عشرات العائلات العراقية في المدينة، حيث يعيش هؤلاء العراقيون في أحياء العبرة شمالي المدينة وحي زرداشت وكذلك في حي الحوارنة، وتم توطينهم في منازل الكرد والعرب المهجرين من المدينة.

من أين جاؤوا؟

وسبق أن تحدث الكثير من النشطاء عن هؤلاء العراقيون، وأشاروا أنهم من عوائل عناصر تنظيم الدولة الإسلامية الذين اعتقلتهم قوات سوريا الديمقراطية خلال حملاتها ضد التنظيم في شمال وشرق سوريا، حيث تم نقلهم إلى مخيم عين عيسى ولكن تركيا والفصائل الموالية لها استهدفت خلال هجماتها في تشرين الأول عام 2019 على رأس العين وتل أبيض هذا المخيم بالذات وساعدت في تهريب ما يقارب الـ 900 فرد من أفراد عوائل تنظيم الدولة الإسلامية من المخيم، ونقلتهم لاحقاً إلى مدينة رأس العين.

من الذي يرعى هؤلاء؟

إن فصيل السلطان مراد التابع للاستخبارات التركية والمعروف بأن غالبية عناصره من التركمان هم الذين نقلوا العراقيين إلى مدينة رأس العين، ويقدمون الحماية والرعاية لهم.

لماذا؟

إن الهدف من نقل هؤلاء العراقيين من عوائل تنظيم الدولة الإسلامية إلى رأس العين هو من أجل استكمال المخطط التركي لتغيير ديموغرافية المنطقة، عبر تهجير سكان المنطقة الأصليين وخصوصاً من الكرد وتوطين موالين لها فيها وذلك تمهيداً لفصلها عن سوريا مستقبلاً.

المناطق التي تسيطر عليها تركيا منطقة آمنة لتنظيمي الدولة الإسلامية والقاعدة

وأصبحت المناطق التي تسيطر عليها تركيا في سوريا، مناطق آمنة لعناصر وأفراد عائلات عناصر تنظيم الدولة الإسلامية وتنظيم القاعدة، نظراً لتوفير تركيا الوثائق المزورة لهؤلاء من أجل تأمين سهولة تنقلهم، علاوة على الدعم الذي تقدمه لهم عبر الفصائل التابعة لاستخباراتها ومدهم بالسلاح والذخيرة واحتضان قياداتهم من أجل زعزعة الأمن والاستقرار في باقي المناطق السورية.

ففي تشرين الأول عام 2021 نفذت طائرة مسيّرة للتحالف الدولي غارة في بلدة سلوك الواقعة بين مدينتي رأس العين وتل أبيض وقتلت عبد الحميد مطر القيادي في تنظيم القاعدة.

وسبق للتحالف الدولي أن نفذ عام 2019 عملية إنزال جوي في ريف إدلب وقتل أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم الدولة الإسلامية، كما قتلت خلفه أبو إبراهيم القرشي في منطقة قريبة أيضاً في العام الجاري، كما نفذت العشرات من الغارات بالطائرات المسيّرة استهدفت فيها قادة تنظيمات الدولة الإسلامية والقاعدة وحراس الدين. كما أن قادة تنظيم الدولة الإسلامية، خططوا ضمن المناطق التي تسيطر عليها تركيا في شن الهجمات على سجن الصناعة في مدينة الحسكة والذي يضم عناصر تنظيم الدولة الإسلامية. وذلك بحسب ما أكده مشاركون من عناصر التنظيم في الهجوم وألقت قوات سوريا الديمقراطية القبض عليهم.

مشاركة المقال عبر